
القاهرة – «وكالات» أفادت مصادر أمنية بارتفاع عدد قتلى الشرطة المصرية في اشتباكات طريق الواحات بمحافظة الجيزة إلى 55 قتيلاً.
ووقع الهجوم أمس الأول الجمعة على بعد 135 كيلومترا من القاهرة.
وقد بعث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ببرقية تعزية إلى أخيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا اشتباكات رجال الأمن ، مع خلية إرهابية في منطقة الواحات بالجيزة ، مؤكدا سموه وقوف دولة الكويت إلى جانب الشقيقة مصر ، وتأييدها لكل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها ، وشدد على استنكارها وإدانتها الشديدة للأعمال الإجرامية التي تقوم بها هذه الخلايا الإرهابية ، والتي تتنافى مع كافة الشرائع والقيم الإنسانية واستهداف أرواح الأبرياء الآمنين
كما أعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين للعملية الإرهابية ، مؤكدة وقوف الكويت إلى جانب الشقيقة مصر ، وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها .
وبالعودة إلى تفاصيل الحادث فقد ذكرت المصادر الأمنية أن قوات الأمن سقطت في كمين نصبه المسلحون ، حال توجهها إلى المنطقة لإلقاء القبض على إرهابيين.
وتواصل قوات الشرطة والجيش المصريين عمليات التمشيط في منطقة الواحات.
من جهة أخرى كلف النائب العام نيابة امن الدولة بالتحقيق فى حادث الواحات .
وفي أول رد فعل رسمي مصري حول الاشتباكات صرح مسؤول مركز الإعلام الأمني ، أنه «في إطار الجهود المبذولة لتتبع العناصر الإرهابية وتحديد أماكن اختبائها ، فقد وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني تفيد باتخاذ بعض هذه العناصر الإرهابية للمنطقة المتاخمة للكيلو 135 بطريق الواحات بعمق الصحراء مكاناً لاختبائها».
أضاف المصدر : «مساء يوم 20 الجاري تم إعداد مأمورية لمداهمة تلك العناصر ، وحال اقتراب القوات واستشعار تلك العناصر بها قامت بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها حيث قامت القوات بمبادلتها إطلاق النيران، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة ومصرع عدد من هذه العناصر وتقوم القوات حالياً بتمشيط المناطق المتاخمة لمحل الواقعة وجاري الإفادة بما يستجد من معلومات «.
وأوضح مصدر أمني بحسب «فرانس برس» أن الاشتباك وقع عندما أطلق ثمانية من مسلحي حركة (حسم) الإرهابية - التي أعلنت مسؤوليتها عن العديد من الهجمات في القاهرة وحولها خلال العام الماضي - النار على قوة أمنية كانت متوجهة إلى مكان يختبئون به لإلقاء القبض عليهم.
وتابع أن المتشددين لاذوا بالفرار بعد الاشتباك.
وتتواصل المداهمات وعمليات التمشيط للمناطق الصحراوية بالقرب من مسرح الهجوم ، بالتعاون بين قوات من الجيش مدعومة بالطيران الحربي وقوات العمليات الخاصة التابعة للشرطة في العملية قرب الكيلو 135 بطريق الواحات بالجيزة.
وأوضح مصدر بوزارة الداخلية أن القتلى هم 35 مجندا، و18 ضابطا (10 ضباط عمليات خاصة، و7 ضباط بالأمن الوطني، وضابط بالمباحث).
كما قتل في الاشتباكات 15 مسلحا، لم يعرف بعد الجهة التي ينتمون إليها، ولكن في الآونة شنت جماعة تطلق على نفسها اسم «حسم» عددا من الهجمات ضد قوات الأمن.
وتصف السلطات المصرية «حسم» بأنها جناح مسلح
وثمة اعتقاد بأن قوات الأمن تحركت في الصحراء الغربية بعدما وردت معلومات بشأن وجود مخبأ محتمل للمسلحين هناك.
لكن بحسب مصدر أمني، تعرض رتل القوات لهجوم شنه المسلحون باستخدام قذائف صاروخية وعبوات ناسفة.
وما زاد الوضع سوءا أن المسلحين كانوا على دراية جيدة بالمنطقة، بينما لم يتمكن قائد القوات من طلب تعزيزات برية أو جوية بسبب رداءة الاتصالات في الصحراء، بحسب المصدر.
وقُتل المئات من أفراد الجيش والشرطة في هجمات خلال السنوات الأخيرة، أعلن مسلحون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتهم عن كثير منها.
وأعلنت السلطات في مصر الشهر الحالي حالة الطوارئ مجددا بعد انقضاء حالة الطوارئ التي فرضت منذ العاشر من أبريل الماضي واستمرت 6 أشهر.
وتشن قوات الأمن والجيش حملة عسكرية موسعة في شمال سيناء منذ سنوات، تستهدف القضاء على الجماعات المسلحة في شبه الجزيرة الواقعة بشمال غربي مصر.
وشهدت سيناء نشاطا مكثفا لمسلحين إسلاميين منذ أن عزل الرئيس السابق محمد مرسي بعد مظاهرات حاشدة ضد سياسة إدارته للبلاد في يوليو 2013.
وقد نعى الأزهر، قتلى الشرطة خلال مطاردة الخلية الإرهابية بصحراء الواحات، وقال في بيان له «ينعى الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، أبناءه من ضباط وجنود الشرطة البواسل، الذين استشهدوا خلال مواجهات مع عدد من العناصر الإرهابية في صحراء الواحات بالجيزة.»
وتابع «ويجدد الأزهر الشريف تضامنه مع رجال الجيش والشرطة البواسل وكل مؤسسات الدولة في جهودها من أجل القضاء على هذا الإرهاب الغاشم، مؤكدا ضرورة ملاحقة العناصر الإرهابية والتصدي بقوة وحسم لهذه الفئة المارقة التي لا تريد الخير للبلاد والعباد.»