
على الرغم من الأجواء الحذرة التي فرضتها التطورات الخطيرة الجارية في اليمن ، على كواليس القمة الخليجية القمة الثامنة والثلاثين ، والتي تبدأ أعمالها اليوم الثلاثاء في الكويت ، فقد بدت التقديرات المتفائلة للقمة هي الأرجح ، لاسيما مع التوقعات بتمثيل رفيع المستوى لمعظم الدول الأعضاء في مجلس التعاون ، بما يمهد لإجراء المصالحة المأمولة بين دول المجلس ، والخروج بمقررات مهمة ، تعزز المنظومة الخليجية ، وتسهم في دعم واستقرار المنطقة .
في غضون ذلك أكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ، في كلمة افتتح بها اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أمس ، أن المجلس مشروع دائم تلتقي فيه إرادة الأعضاء لبناء مواطنة خليجية واحدة، قوية في مبادئها، محافظة على استقلالها، متطورة في تنميتها، مستنيرة في تلازمها في التغيير، منسجمة مع مسار الاعتدال العالمي، وسخية في عطائها البشري والإنساني.
وشدد الخالد على «حتمية اللقاء، استشعارا للتحديات التي تهدد أمنننا واستقرارنا ، واستجابة لمشاعر صادقة من شعبنا الخليجي، نلتمس فيها أهمية التماسك والأخاء وتلح فيها على ضرورة الالتقاء ، تعزيزا لطاقات مجلسنا في استئناف مسيرتنا المباركة، إيمانا من الجميع بأن مجلسنا حصنا متينا في مناعة أوطاننا» .
وقال الخالد : لست بحاجة إلى التأكيد على أهمية هذا اللقاء المبارك، الذي يدون حجم إرادتنا للعبور إلى فصل نجدد فيه طاقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لمواصلة مسيرة العمل بقوة وعزم، مستخلصين أفضل العبر من مجموع التجارب التي عشناها في مسيرة المجلس.
وقال الخالد أيضا : نستذكر هنا ما استخلصناه جميعا من تجربة مؤلمة تمثلت في الاحتلال العراقي، هبت فيها دول المجلس، كجسد واحد، بكل إمكانياتها لتحرير دولة الكويت. فقد كان فصل الاحتلال الغاشم، برهانا على متانة العزيمة، وعمق الالتزام، وصلابة الإيمان بوحدة الوجود والمصير المشترك.
من جانبه أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني ، أن المجلس نجح في بناء شراكات استراتيجية مع الدول الصديقة والحليفة والتكتلات الاقتصادية الدولية ، الامر الذي اكسبه موقعا مهما في الساحة الدولية ومكانة رفيعة ينبغي المحافظة عليها.
وشدد الزياني على تعزيز مكانة المجلس لما فيه خير وصالح دول المجلس ومواطنيها، اضافة الى حماية الأمن والاستقرار وتوفير البيئة الآمنة المزدهرة والمستدامة.
وأكد أن دول مجلس التعاون الخليجي برهنت بفضل حكمة قادة دول المجلس ، على عزمها وتصميمها على المضي قدما لتحقيق أهداف مجلس التعاون السامية في مزيد من التعاون والترابط والتكامل ، مبينا انه تم تحقيق إنجازات متميزة في مختلف مجالات العمل المشترك سياسيا واقتصاديا وأمنيا ودفاعيا واجتماعيا.
واوضح ان «الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة والتحديات السياسية والأمنية ، تفرض على مجلس التعاون تكثيف جهوده الخيرة لتعزيز التضامن والتكاتف وتحقيق آمال وتطلعات مواطنيه .