
دعت حركة التصحيح الإسلامية العالمين العربي والإسلامي ، إلى التصدي لمحاولات سلخ مدينة القدس عن عروبتها وإسلامها ، كما طالبت المجتمع الدولي برفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل .
وأكدت الحركة في بيان لها أن إصرار الكيان الصهيوني ، على تزوير الحقائق ، وخلق واقع جديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، لن ينطلي على أحد ، وستظل القدس عربية إسلامية ، رغم أنف المعتدين ، وستبقى هذه المدينة المقدسة حاضنة للديانات السماوية ، ورمزا خالدا وعظيما للإسلام بوجه خاص .
وفي ما يلي نص البيان .
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الحق سبحانه وتعالى : «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير»»الاسراء1».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى».
إلى الأمة العربية والإسلامية جميعاً ستبقى القدس عربية إلى أبد الآبدين ، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، بإذن الله ، مهما فعل المعتدون ، ومهما تجاوز المتجازون ، ومهما حلم الطامعون والمغتصبون .
في سنة 1917 أعطى من لا يملك لمن لا يستحق ، فقد أعطى بلفور وعداً للمدعو رويتشلد أحد زعماء الحركة الصهيونية وعدا لإقامة كيان صهيوني على الأراضي الفلسطينية ، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه فقد وعد رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتيانياهو ، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة ، وهو ما نراه وعد بلفور جديدا ، وهو ما يوجب على كل الأطراف العربية والإسلامية سرعة التحرك ، وإيجاد حل لوقف هذه المهزلة التاريخية ، والتي ستفتح أبواب جهنم على الكيان المحتل ، والمنطقة ، بل والعالم كله .
إن ما حدث من إعلان ترامب اعترافه بأن القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ، هو محاولة بائسة ويائسة سعى إليها الكيان الصهيوني ، في محاولة جديدة منه ، ضمن محاولاته العديدة والكثيرة إلى تزوير التاريخ ، ولي عنق الحقائق ، وهو أمر لا ينطلي على المجتمع الدولي ، الذي يعرف تماماً مدى التزوير والانتهاك الصهيوني لحرمات التاريخ ، والتاريخ الطويل له كذلك في انتهاك حقوق الإنسان .
وفي الختام تود حركة التصحيح الإسلامية أن توجه رسالة إلى العالمين العربي والإسلامي مفادها بأن القضية الفلسطينية لن تموت مهما حدث ، وأنها تعتبر أن أي تحرك صهيوني من الكيان المحتل في محاولة منه لتزييف الحقائق لن يزيدنا إلا قوة ، وإصرارا على المطالبة بحقنا ، وأعلموا أن الإسلام كلما حُورب اشتد ، وكلما تُرك امتد ، وأن أعداءه مهزومون ومدحورون مهما طال زمانهم ، وامتدت أيامهم ، وغرتهم قوتهم ، ومانعتهم حصونهم ، «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» .
وإننا على يقين من أنه كلما ازدادت الظلمة ، اقترب نور الفجر ، وكلما تعقدت الأمور كان ذلك إيذاناً بالنصر المؤزر ، وأن الله عز وجل يعمي أبصاركم ، ويطمس على قلوبكم ، «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون» يوسف 21.