
تواصلت أمس مساعي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، الهادفة إلى تطويق الأزمة الخليجية ، وفتح الطريق أمام معالجتها بشكل نهائي في القمة العربية المرتقب انعقادها في العاصمة السعودية الرياض ، أواخر الشهر الجاري .
في هذا الإطار قام مبعوث صاحب السمو ، نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله المبارك أمس ، بتسليم رسالة خطية من سموه إلى أخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة.
كما سلم مبعوث سمو الأمير عصر أمس ، رسالة مماثلة ، إلى أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الشقيقة.
تضمنت الرسالتان نقل تحيات وتقدير وشكر صاحب السمو الأمير ، وشكر الشعب الكويتي، لأمير دولة قطر ، ورئيس دولة الإمارات ، على المشاركة الفعالة لبلديهما في احتفالات دولة الكويت بأعيادها الوطنية على المستويين الرسمي والشعبي ، كما تضمّنت الرسالتان «العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة التي تربط الكويت بالبلدين وشعبيهما الشقيقين .
وكان مبعوث سمو أمير البلاد قد سلم أمس الأول الأحد، رسالتين أخريين إحداهما إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والثانية إلى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
في سياق متصل التقى صاحب السمو الأمير أمس الأول أيضا ، في قصر السيف، المبعوث الأميركي إلى الخليج الجنرال المتقاعد أنتوني زيني.
وقد شرح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد لمجلس الوزراء ، في مستهل اجتماعه الأسبوعي أمس ، نتائج الزيارة التي قام بها للبلاد المبعوث الأمريكي الجنرال أنتوني زيني ، وفحوى المحادثات التي أجراها ، والتي استهدفت بحث الخلاف الخليجي والجهود المبذولة لاحتوائه ، بالإضافة إلى مناقشة الترتيبات الخاصة بالقمة الأمريكية الخليجية المرتقبة في مايو المقبل .
يذكر أن الكويت قدمت وساطة لحل الأزمة الخليجية، إثر قيام الدول الأربع السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها مع قطر، في الخامس من يونيو الماضي .
من جهة أخرى استقبل أمير قطر مبعوثي وزير الخارجية الأميركي، الجنرال المتقاعد أنتوني زيني، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج العربي في الولايات المتحدة، تيم ليندركنغ.
وجرى خلال اللقاء، وفق وكالة الأنباء القطرية «قنا»، «استعراض العلاقات الاستراتيجية بين دولة قطر والولايات المتحدة وسبل دعمها، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية».
وكان زيني قد وصل العاصمة القطرية الدوحة، أمس الأول الأحد، قادماً من الكويت، حيث اجتمع مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بحضور ليندركينغ، وسكرتير أمير قطر لشؤون الاستثمار الشيخ محمد بن حمد آل ثاني.
وبحسب وكالة الأنباء القطرية ، فقد جرت خلال الاجتماع مناقشة تطوّرات الأزمة الخليجية، وجهود الوساطة الكويتية في هذا الشأن .
وكانت مصادر أميركية قالت إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيجتمع مع قادة خليجيين خلال شهري مارس الجاري وإبريل المقبل ، على أنّ يعقد قمة لاحقة تجمعهم لحلّ الأزمة الخليجية، غير أنّ وكالة «أسوشييتد برس» أشارت أخيراً، إلى أنّ إدارة الرئيس الأميركي فرضت «شروطاً» على القمة، المزمع عقدها في منتجع كامب ديفيد، خلال الأسابيع المقبلة، تقترن بإحراز «تقدم ملموس» في الأزمة الخليجية، ومن دونه سيقرر الرئيس الأميركي إلغاء الاجتماع ، لافتة إلى أنّه من ضمن ما طُرح، بحسب المصدر نفسه، «إنهاء الحصار الجوي على قطر».
وحسب ما نقلت الوكالة عن مسؤولين أميركيين، وآخرين مطلعين على الموقف، فإنّه «بالرغم من أنّ البيت الأبيض يعلّق آمالاً على القمة، فهو يبلّغ دول الخليج بأنّه لا مغزى من عقدها طالما ظلت الدول المتناحرة بعيدة عن مسار المحادثات».
ويوم الجمعة الماضي، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر، أنّ بلادها تحترم «الدور الإيجابي والنشط» الذي لعبته دولة الكويت وأميرها لحل الأزمة الخليجية.
وطالبت الخاطر، في مؤتمر صحافي على هامش أعمال مجلس حقوق الإنسان، دول الحصار بـ»التفاعل مع الوساطة الكويتية»، مبينةً أن «دول الحصار ترغب في إطالة الأزمة».