
الأراضي المحتلة - نيويورك – «كونا» و «وكالات» : فيما عم الإضراب الشامل كل المدن الفلسطينية أمس ، بعد إعلان حالة الحداد العام على ضحايا قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرات العودة السلمية التي خرجت في قطاع غزة والضفة الغربية الجمعة ، والتي أسفرت عن وفاة 15 فلسطينياً وإصابة نحو 1500 آخرين في قطاع غزة ، أكدت دولة الكويت أن الترهيب والاستخدام المفرط للقوة ، لن يؤديا إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال.
جاء ذلك في تصريح لـ «كونا» ، أدلى به مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي ، تعليقا على التطورات في قطاع غزة.
وأوضح السفير العتيبي أن دولة الكويت طلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي ، لمناقشة التطورات في غزة ، وذلك على خلفية استشهاد 15 فلسطينيا وإصابة أكثر من 1400 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء مظاهرة سلمية شارك فيها الآلاف لإحياء ذكرى «يوم الأرض» .
وقال ان دولة الكويت قدمت هذا الطلب لكي يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ، ويحمل السلطة القائمة بالإحتلال وهي السلطة الإسرائيلية المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية ، عن مقتل وإصابة عدد من المتظاهرين الفلسطينيين ، وللتأكيد على أن الترهيب والاستخدام المفرط للقوة ، لن يؤدي إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال.
أضاف السفير العتيبي «أننا ندين ونستنكر بأشد العبارات هذه الأعمال الإجرامية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية وللقانون الإنساني الدولي ، من قبل السلطة القائمة بالإحتلال بحق مدنيين أبرياء كانوا يتظاهرون بشكل سلمي».
وذكر أن عدم التزام إسرائيل بمسؤولياتها الدولية ، بوصفها قوة قائمة بالاحتلال بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 ، وعدم التزامها بقرارات الأمم المتحدة ينم عن عدم اكتراث بما يقرره المجتمع الدولي ، وهو السبب الرئيسي في تفاقم المآسي الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل ، وهو ما زاد من التوترات في المنطقة.
وشدد السفير العتيبي على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
من جانب آخر اكد السفير العتيبي أن دولة الكويت وخلال عضويتها في مجلس الأمن ، لن تدخر جهدا في الدفاع عن القضايا العربية ، خاصة القضية الفلسطينية ، وأن الكويت تعهدت قبل أن تتسلم مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن مطلع هذا العام ، ببذل كل المساعي والجهود لدعم القضية الفلسطينية ، بإعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى ، فضلا عن كونها تمثل إحدى أعمدة سياسة الكويت الخارجية .
في الأراضي المحتلة عم الإضراب الشامل كل المدن الفلسطينية، منذ ساعات صباح السبت، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة 15 فلسطينياً وإصابة نحو 1500 آخرين في قطاع غزة، فيما أصيب نحو 120 فلسطينياً في الضفة الغربية خلال تظاهرات سلمية خرجت لمناسبة يوم الأرض.
وأعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يوم حداد على أرواح الفلسطينيين، فيما قررت الحكومة الفلسطينية تعطيل العمل في جميع المؤسسات الرسمية والخاصة.
وكان 15 شخصا على الأقل قد قتلوا وجرح المئات ، حين أطلق الجنود الإسرائيليون النار على حشود فلسطينية بجانب الحدود مع إسرائيل، تطالب بحق العودة إلى بلدانهم وبيوتهم الأصلية التي تقع الآن ضمن حدود دولة إسرائيل.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بتحقيق مستقل في مقتل الفلسطينيين.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الجنود أطلقوا النار بعد «اندلاع أعمال شغب».
وكان يوم الجمعة الأكثر دموية في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني منذ الحرب في غزة عام 2014.
ودان مجلس الأمن الدولي العنف في نهاية جلسة طارئة.
وقال نائب مفوض الشؤون السياسية في الأمم المتحدة تاي بروك زيريهون في المجلس «يجب على إسرائيل أن تلتزم بمسؤولياتها ضمن قانون حقوق الإنسان الدولي».
وأنحى مبعوث إسرائيل إلى الأمم المتحدة داني داون في بيان مكتوب باللائمة على حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة.
وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل «المسؤولية الكاملة» عما حدث، وأعلن السبت يوم حداد وطني على الضحايا.
ودعا غوتيريس الأطراف المعنية إلى تجنب التصعيد ووقوع مزيد من الضحايا.
وقد تدفق آلاف الفلسطينيين إلى الحدود مع إسرائيل في اليوم الاول من حراك معلن يستمر ستة أسابيع، أطلق عليه اسم «مسيرة العودة الكبرى».
ويهدف الاحتجاج إلى إعلان تمسك الفلسطينيين بحق العودة إلى بلداتهم وقراهم التي نزحوا عنها أو اجبروا على تركها عام 1948.
وأقام الفلسطينيون خمسة مخيمات بالقرب من الحدود، من بيت حانون شمالا إلى رفح بالقرب من الحدود مع مصر.
وقد ضاعف الجيش الإسرائيلي وجوده على الحدود.
ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية التجمع بأنه «محاولة متعمدة لخلق سبب للمواجهة مع إسرائيل» وحملت حماس والمنظمات الفلسطينية المشاركة في المبادرة المسؤولية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 17 الف شخص تجمعوا على الطرف الفلسطيني من الحدود، وإنه تم فرض منطقة عسكرية مغلقة حول غزة ، مضيفا أنه بالرغم من أن غالبية المشاركين بقوا في الممخيمات ، إلا أن بعضهم تجاهلوا تعليمات المنظمين وتوجهوا نحو المواقع الإسرائيلية.
وقال الجيش إن جنوده أطلقوا النار على من وصفهم «بالمحرضين».
ونقلت صحيفة الجيروزاليم بوست عن الجيش قوله إن بعضهم حاولوا إتلاف السياج الحدودي.
واتهم الجانب الفلسطيني إسرائيل باستخدام القوة المفرطة.
وقد انتشرت دبابات إسرائيلية وقناصة، وقال شهود عيان إن طائرات بدون طيار قامت بإلقاء قنابل غاز مسيل للدموع.
وقال المبعوث الفلسطيني للأمم المتحدة رياض منصور إن أكثر من 1400 فلسطيني أصيب بجراح.