
نيويورك – «كونا» : تقود كل من دولة الكويت وبريطانيا وجمهورية بيرو مجلس الامن ، في زيارة رسمية ميدانية لبنغلاديش وميانمار ، للاطلاع على اوضاع اقلية الروهينغيا المسلمة ، واللاجئين منهم الذي يبلغ عددهم نحو 700 ألف شخص.
وقد رحب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد بأعضاء مجلس الأمن والوفد المرافق لهم ، والذين يزورون دولة الكويت كنقطة انطلاق لزيارة المجلس الرسمية والتاريخية إلى كل من بنغلاديش وميانمار .
وجدد الخالد خلال مأدبة عشاء عمل رسمية على شرف أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، التأكيد على أن قضية الروهينغيا تشكل أولوية بالنسبة لدولة الكويت ، خاصة خلال عضويتها في مجلس الأمن وذلك انطلاقا من دفاعها المستمر عن القضايا الإسلامية ، واهتمامها بالقضايا الإنسانية ، باعتبار أن الدبلوماسية الإنسانية تمثل أحد أعمدة سياسة الكويت الخارجية.
وأوضح أن هذه الزيارة إلى بنغلاديش وميانمار تأتي في وقت مهم ، حيث ما زال المجتمع الدولي يتابع بقلق شديد تدفق اللاجئين إلى بنغلاديش يوميا ، وأن المجلس بزيارته المرتقبة سيوصل رسالة قوية مفادها أنه عازم على متابعة هذه القضية الإنسانية إلى حين معالجتها.
وأشاد بترحيب كل من بنغلاديش وميانمار بزيارة أعضاء مجلس الأمن لهما ، متمنيا أن تثمر هذه الزيارة نتائج إيجابية وتقييما شاملا لأوضاع اللاجئين وأقلية الروهينغيا المسلمة.
من جانبهم أعرب أعضاء مجلس الأمن عن تقديرهم للدعوة الموجهة إليهم من دولة الكويت ، لاستضافتهم والالتقاء بالشيخ صباح الخالد، وعن امتنانهم العميق لما بذلته دولة الكويت من جهود، والتعاون لإتمام زيارة أعضاء مجلس الأمن إلى بنغلاديش وميانمار.
من جهته قال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الامم المتحدة السفير منصور العتيبي في تصريح ل «كونا» ، ان دولة الكويت وبريطانيا وجمهورية بيرو ، باعتبارها وفود الرئاسة لتلك الزيارة الميدانية ، ستقود مجلس الامن الى كل من بنغلاديش وميانمار ، بغرض الاطلاع على الاوضاع الانسانية التي تواجه اقلية الروهينغيا المسلمة في ولاية راخين واللاجئين في بنغلاديش.
أضاف ان هذه الزيارة تهدف الى النظر في كيفية تحسين احوال اقلية الروهينغيا ، وضمان العودة الطوعية الآمنة للاجئين الى ديارهم ، اذ سيلتقي اعضاء مجلس الامن مع كبار المسؤولين والسلطات المعنية في كلا البلدين ، من اجل انهاء هذه الازمة الانسانية المأساوية.
واشار الى انه منذ انضمام دولة الكويت الى مجلس الامن مطلع هذا العام ، والوفد الدائم يسعى لإتمام زيارة ميدانية لأعضاء المجلس الى ميانمار ، اذ كانت ترغب دولة الكويت ان تكون تلك الزيارة ، خلال رئاستها لمجلس الامن في شهر فبراير الماضي ، إلا ان السلطات في ميانمار ذكرت حينها أن الوقت غير ملائم.
واوضح السفير العتيبي انه منذ ذلك الوقت ودولة الكويت تعمل مع بقية اعضاء مجلس الامن ، لتحقيق هذه الزيارة المهمة ، حتى تم الحصول على الموافقة لإتمامها من الاطراف المعنية.
من جانب آخر اكد السفير العتيبي أن دولة الكويت وخلال عضويتها في مجلس الامن ، لن تدخر جهدا في الدفاع عن القضايا العربية والاسلامية ، بما فيها ازمة اقلية الروهينغيا المسلمة فقد تعهدت ، قبل ان تتسلم مقعدها غير الدائم في مجلس الامن مطلع هذا العام ، ببذل كل المساعي والجهود لدعم القضايا الانسانية ، باعتبار ان الدبلوماسية الانسانية تمثل احد اعمدة سياسة الكويت الخارجية .
وقد توجه وفد من مجلس الأمن الدولي ، أمس الأول بالفعل الجمعة ، إلى كل من بنغلاديش وميانمار.
وأدت حملة القمع ضد مسلمي الروهينغا في ولاية راخين ، إحدى ولايات دولة ميانمار ذات الأغلبية البوذية ، إلى نزوح أكثر من 700 ألف شخص إلى بنجلاديش المجاورة منذ أغسطس2017.
وسيقوم دبلوماسيون من الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن ، بزيارة مناطق في ولاية راخين الشمالية المتضررة من العنف ، وكذلك مخيمات اللاجئين في كوكس بازار في بنغلاديش.
وسوف يجتمع أعضاء الوفد أيضاً مع مسؤولى حكومتي ميانمار وبنغلاديش خلال الرحلة ، التي تتم في الفترة من 28 أبريل إلى 2 مايو ، والتي تشترك في قيادتها كل من بيرو والكويت وبريطانيا.
وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة كارين بيرس، إنه «من الأهمية بمكان» أن يرى مجلس الأمن بنفسه الوضع على الأرض.
وأضافت بيرس في تصريحات لها قبيل الرحلة، أن هذا سيساعدهم على التفكير في ما يجب فعله لمساعدة ميانمار على التطور «ككيان حديث وسياسي واقتصادي» ، وتهيئة الظروف للاجئين ، ليعودوا إلى ديارهم «في سلامة وأمن وكرامة» .