العدد 3059 Friday 04, May 2018
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
وزير النفط .. «لا يصح إلا الصحيح» «الثقة» بانتظار الرشيدي والصبيح في جلسة الخميس الخرينج : نؤيد قرار المغرب في قطع علاقاتها مع إيران العازمي : نسعى لتقديم أرقى مستوى لخدمة العملية التعليمية إيران : سننسحب من «النووي» إذا انسحبت منه واشنطن أمير البلاد عزى الرئيس الهندي بضحايا العواصف الغانم يعزي نظيريه في الهند بضحايا العواصف الرملية الخالد : الكويت والسعودية بينهما علاقات وطيدة ومتجذرة بوزير: الكويت تسعى لزيادة آفاق التعاون في مجال مكافحة غسل الأموال مؤشرات البورصة تكتسي باللون الأخضر «كافكو» تنال جائزة التميز في إدارة الموارد البشرية للشرق الأوسط الأمير هاري وعروسه ماركل يختاران عربة الزفاف الملكية كيت بلانشيت تترأس لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي وحيد القرن الأسود يعود إلى تشاد بعد غياب خمسة عقود اليوسف يشكر ناصر الصباح لرعايته مهرجان اعتزال بشار عبدالله أزرق البولينغ يستعد لبطولتي العالم للرجال والشباب الفهد: الرياضة وسيلة لتوحيد المنطقة الآسيوية ومستقبل أكثر انسجاماً اليمن: دعوة المجتمع الدولي لفك الحصار الحوثي لتعز المتواصل منذ 1000 يوم السودان: البشير يلغي 13 بعثة دبلوماسية في الخارج ويغلق كل الملحقيات بأنواعها المغرب: نأسف للعداء الثابت للجارة الجزائر المتضامنة مع حلفائها حزب الله وإيران وبوليساريو «الخافي أعظم»… لغز قديم يقف بطريق قصة حب غريبة ناصر القصبي : «العاصوف» يحمل الكثير من القضايا التي عاصرها المجتمع السعودي أحمد السالم ينتهي من «بدون فلتر»

الأولى

وزير النفط .. «لا يصح إلا الصحيح»

 لم يكن وزير النفط ووزير الكهرباء والماء بخيت الرشيدي قد أكمل المئة يوم في منصبه ، حين تصدى للاستجواب الذي قدمه إليه النائبان عمر الطبطبائي وعبد الوهاب البابطين ، الثلاثاء الماضي .. ومع ذلك فقد رفض الرجل الهروب من مسؤولياته ، وقرر أن يصعد المنصة لمواجهة مستجوبيْه ، وقدم مرافعة ضافية ، يجمع كل من استمع إليها أو قرأها ، أنها كنت كفيلة – لو كنا نلتزم بالأعراف الديمقراطية الصحيحة – بأن يرفع له المستجوبان عقاليهما ، تحية له واعترافا بأن مرافعته تستحق التقدير بالفعل ، وأنهما يكتفيان بما ورد فيها من ردود ، دون حاجة إلى تقديم طلب بطرح الثقة في الوزير .
مرافعة الوزير الرشيدي أتاحت لمجلس الأمة وللشعب الكويتي كله ، رؤية حجم الإنجازات المتحققة في القطاع النفطي ، والتي يجهلها الكثيرون ، ومما كشفه في هذا الصدد – على سبيل المثال - أن مشروع الوقود البيئي النظيف سيتم تشغيله في شهر يونيو المقبل ، وأن نسبة إنجاز المشروع بلغت حتى نهاية مارس الماضي 94 في المئة ، وسيتم تشغيله في شهر يونيو 2018 ، وليس كما ذكره النائبان المستجوبان في عام 2021» ، وتأكيده ان هذا المشروع من أكبر مشاريع التكرير في العالم ، وسينتج منتجات بمواصفات عالمية ، بما ينقل المنشآت النفطية الكويتية إلى مقدمة شركات التكرير في العالم  ، فضلا عن أن المشروع ذاته أوجد فرصا وظيفية للشباب الكويتي ، حيث تم توظيف 537 كويتيا حتى الآن في الشركة ، وسيتبع ذلك توظيف مجموعة أخرى من الشباب الكويتي في مرحلة التشغيل .
ومن الأمور المهمة التي تضمنتها مرافعة وزير النفط أيضا ، أنه تم استكمال بناء مصفاة فيتنام وتشغيل الوحدات المساندة للمصفاة التي تعد أحد أهم مشاريع التكرير في قارة آسيا ، وأن «شحن النفط الكويتي إلى مصفاة فيتنام قبل التشغيل أمر طبيعي ، وحقق أرباحا للمشروع بمبلغ 50 مليون دولار» ، وغير ذلك من المزايا الكثيرة التي عددها لهذا المشروع ، بما يجعله واحدا من «مشاريع المستقبل» بالنسبة للكويت .
كما فندت ردود الوزير كل الاتهامات الواردة في صحيفة الاستجواب ، بشأن بالدخول في مشاريع استثمارية اعتبرها النائبان المستجوبان «خاسرة» ، و»اتخاذ قرارات استراتيجية متضاربة ذات تكلفة باهظة على المال العام» ، بتأكيده  أن المجلس الأعلى للبترول وجه بدراسة إعادة هيكلة القطاع النفطي ، وأن هذه الدراسة لا تزال في مراحلها الأولية ، وإعلانه أن «شركة «كيبك» قائمة ولم يتم إلغاء كيانها» – كما ذكر المستجوبان -  وإشارته إلى أن الشركة تعمل في مجال الاستكشاف والإنتاج ، وقد حققت أرباحا ، لكنه كان في الوقت نفسه من الأمانة،  بحيث يشير إلى أنه «ليس كل مشاريعها ناجحة».
على هذ النحو مضت ردود وزير النفط ، لتقديم تفنيد شامل وواضح لجميع ما ورد في صحيفة الاستجواب من ملاحظات أو ادعاء بوجود تجاوزات ومخالفات مالية وإدارية ، بحيث ينتهي من يتابع هذه المناقشة إلى جملة من النتائج المهمة ، والتي تستحق التوقف عندها .
أولى هذه النتائج : اننا أمام واحد من أفضل وأقوى الوزراء الذين تولوا حقيبة النفط . ونعتقد أن هذا الرأي ليس رأينا ، بل يشترك فيه الكثيرون ، ويكادون يجمعون عليه .
وثانيتها : أنه عندما يتولى حقيبة النفط واحد من أبناء القطاع النفطي ، فإنه يكون أدرى بإمكانات هذا القطاع واحتياجاته ، ومتطلبات العمل فيه ، وظروف العاملين به .. وقد تجلى هذا بوضوح شديد خلال مناقشة الاستجواب ، وهو ما يؤكد الحقيقة التي يعرفها الكافة ، وهي أن «أهل مكة أدرى بشعابها» .
والثالثة : أن رجل الدولة حين يعمل بجد وإخلاص ، وفي الوقت ذاته بوعي وفهم ، فإنه لا يضيره مطلقا أن يتعرض للمساءلة البرلمانية ، مادام يمتلك أدواته والقدرة على مواجهة كل يوجه إليه من اتهامات ، وتفنيدها والرد عليها .
يبقى أن نتوقف أمام ما أشار إليه الرشيدي أيضا في نهاية استجوابه ، عندما أكد « التزامه بتطبيق القانون والعمل وفق اللوائح والنظم ، وحرصه على الأموال العامة وعدم التفريط بها» ، وقوله أيضا « لقد آليت على نفسي منذ دخولي الحكومة ، العمل على الإصلاح ما استطعت ، والالتزام بالدستور والقانون ، والتعاون مع المجلس ، إيمانا بمبادئ الشراكة في تحمل مسؤولية الإصلاح». وحين نضع هذا الكلام موضع التطبيق ، نجد أن الرجل صادق كل الصدق في ما قاله ، ولنا أن نتساءل بعدها : ما الذي يمكن أن يكون مطلوبا منه أكثر من ذلك .
لقد ذكر هو نفسه أن الاستجواب «بني على ملاحظات ، ولم يقم على أية مخالفات ، مع أن الفرق بينهما كبير سواء من حيث السند أو من حيث الأثر القانوني» .. وهذا كلام بالغ الأهمية من الناحيتين الدستورية والقانونية . إن أخشى ما نخشاه أن تكرس مثل هذه الممارسات البرلمانية ، واقعا مريرا ندعو منذ سنوات إلى تغييره ، وهو أن الوزير العامل المجد والمخلص ، والواعي تماما بما يعمل ، والقادر بحق على تحقيق الإصلاح ، تتم – مع الأسف – ملاحقته بالاستجوابات والتصعيد السياسي ضده . ولو استمر هذا الواقع المؤسف ، فإننا لن نجد أحدا من هؤلاء الجادين المخلصين والإصلاحيين ، يستمر في موقعه ، وفي ذلك ما فيه من تنفير للناس من الديمقراطية ، وإهدار لكل القيم السياسية المحترمة والنبيلة .
أخيرا فإن الكويتيين يراهنون على أن أغلبية مجلس الأمة ، قادرة على الفرز والتمييز ، وتعرف جيدا من عمل عمل وأعطى وقدم الكثير لبلده وشعبه ، ومن يسعى لمجرد الظهور أو التكسب الانتخابي ، وفي النهاية فإنه «لا يصح إلا الصحيح» .
 

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق