
لا تزال أصداء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني ، تتوالى على كل الأصعدة الخليجية والعربية والدولية .
ففي الكويت وفيما تعقد لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية ، اجتماعا ظهر اليوم الخميس، عقب انتهاء الجلسة الخاصة بالتصويت على طلبي طرح الثقة ، لمناقشة وأهم المستجدات والمتغيرات المتلاحقة على الساحتين المحلية والإقليميه ، خصوصا القرار الأمريكي بالانسحاب من اتفاق «5 + 1» ، أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أمس ، أن دولة الكويت وقد تابعت باهتمام بالغ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران ، لتؤكد بأنها قد رحبت بهذا الاتفاق عندما أعلن عنه عام 2015 خاصة ، وأنه قد اعتمد من قبل مجلس الأمن الدولي بالقرار 2231 ، وأكدت في حينها على ضرورة وفاء إيران بالتزاماتها الكاملة ، وفق معاهدة عدم الانتشار النووي ، واتفاق الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واستطرد المصدر بأن دولة الكويت قد أكدت في حينه ، أن هذا الاتفاق سيسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ، رغم إدراكها بأن هذا الاتفاق لا يلبي مشاغل وقلق دول المنطقة ، جراء السلوك الإيراني السلبي في التعامل مع دولها ، والذي كانت تؤكد دائما على ضرورة الالتزام في إطاره بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها ، وفق ما نصت عليه المواثيق والأعراف الدولية.
أضاف المصدر بأنه إذا كانت الولايات المتحدة قد اقترحت بعض التعديلات التي لم يتم اعتمادها ، وقررت اتخاذ موقف من ذلك الاتفاق ، فإن دولة الكويت تحترم وتتفهم هذا الموقف الأمريكي ، خاصة ونحن نسعى جميعا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة التي عانت طويلا من الاضطرابات والحروب ، مع التأكيد على موقف دولة الكويت الثابت والداعي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
من جهته دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية النائب حمد الهرشاني جميع الكويتيين ، شعبا ومجلسا وحكومة ، الى أن يكونوا على مستوى المسؤولية ، في ظل احداث المنطقة والتطورات المتسارعة الخطيرة.
خليجيا أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني ، عن ترحيبه بما تضمنه خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران ، وإعادة العقوبات المفروضة عليها وفرض عقوبات جديدة مشددة.
وقال الزياني في بيان ان الموقف الذي اتخذه الرئيس الأمريكي «موقف شجاع» ، جاء رغبة منه بضمان خلو منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ، وردا على سياسات إيران العدائية في المنطقة والقائمة على التوسع والهيمنة ، والتدخل في الشؤون الداخلية لدولها.
أضاف ان القرار جاء ايضا «ردا على رعاية ايران ودعمها التنظيمات الإرهابية ، ومواصلة تطوير برنامجها للصواريخ البالستية في مخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية ، وبما يهدد أمن واستقرار المنطقة».
ودعا الزياني المجتمع الدولي إلى مشاركة الولايات المتحدة موقفها الحازم من الاتفاق ، حفاظا على الأمن والسلم الدوليين.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعلن الثلاثاء انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015 وإعادة العمل بالعقوبات ضد طهران .
وفي مسقط أعلنت وزارة الخارجية العمانية ، ان السلطنة ستستمر في متابعة تطورات قرار انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من الاتفاق النووي بين إيران ودول (5+1) في عام 2015.
ونقلت وكالة الانباء العمانية عن الوزارة قولها في بيان ان «سلطنة عمان التي تربطها علاقات صداقة وتعاون مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية ، ستستمر في بذل الجهود الممكنة والمتاحة للحفاظ على حالة الامن والاستقرار بالمنطقة».
من جهة أخرى تعهدت الدول الأوروبية الكبرى بالالتزام بالاتفاق النووي مع إيران رغم انسحاب الولايات المتحدة منه.
وكانت بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا قد حثت الولايات المتحدة على ألا تعرقل تنفيذ الاتفاق.
وأكدت الدول الثلاث أنها ستعمل مع الدولتين الأخريين الموقعتين عليه في عام 2015، وهما روسيا والصين، على مواصلة دعمه.
إلى ذلك حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من «وجود خطر حقيقي لاندلاع مواجهة في المنطقة» ، بعد قرار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران.
وقال لودريان ان «اتفاق إيران لم يمت وإن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تظهر احترام طهران للاتفاق النووي».
واعلن انه سيلتقي يوم الاثنين المقبل إلى جانب نظيريه من بريطانيا والمانيا ، بممثلين عن ايران لدراسة الوضع والتباحث في سبل الحفاظ على الاتفاق النووي.
وأكدت بريطانيا أمس انه «كان بامكان الولايات المتحدة الامريكية اعتماد طرق اخرى للتعامل مع مخاوفها تجاه ايران وأنشطتها بدلا من الانسحاب من الاتفاق الدولي».
وأوضح وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا اليستر بيرت ، أن «قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب يظهر أنه لم يستمع ولم يأخذ بآراء الحلفاء الاوروبيين».
ودعا بريطانيا وباقي الحلفاء الاوروبيين الى التركيز الان على محاولة إقناع الادارة الامريكية بوجود بدائل اخرى ، بعيدا عن المواجهة للتعاطي مع القضية الايرانية مضيفا ان «الحلفاء لن يحاولوا إقناع الرئيس ترامب بالعدول عن قراره لانه لن يفعل ذلك».
وشدد بيرت على ان بريطانيا مصممة الى جانب فرنسا وألمانيا على تجنيب منطقة الشرق الاوسط اي تصعيد محتمل ، والدفع نحو الابقاء على الاتفاق النووي مع ايران.
وأعلنت إيران ردا على القرار الأمريكي إنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم، إن لم تتمكن الأطراف من الحفاظ على الاتفاق.
وقال الرئيس حسن روحاني في بيان: «أمرت وزارة الخارجية بالتفاوض مع الدول الأوروبية، والصين، وروسيا خلال الأسابيع المقبلة».
أضاف: «إذا حققنا أهداف الاتفاق في التعاون مع الدول الموقعة عليه، فسوف يظل معمولا به».
وشهد البرلمان الإيراني مشاهد غاضبة، إذ أخذ بعض الأعضاء في إحراق العلم الأمريكي، وأفادت تقارير بأن رئيس البرلمان قال إن ترامب «يفتقد إلى القدرة العقلية».
بدورها أكدت وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات تستهدف الصناعات المذكورة في الاتفاق، ومن بينها قطاع النفط الإيراني، وتصدير الطائرات إلى إيران، ومحاولات الحكومة الإيرانية شراء عملات ورقية من الدولارات.
وأفادت تقارير بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، قال إن على الشركات الأوروبية التي تعمل في إيران أن توقف أنشطتها خلال ستة أشهر، وإلا واجهت فرض عقوبات أمريكية عليها.
ويحذر مراقبون من أن ترامب وضع دبلوماسية الولايات المتحدة في صدام مع أقرب حلفاء واشنطن.
ويخشى البعض أنه ربما يكون السبب في جعل وقوع حرب إقليمية جديدة فادحة في الشرق الأوسط أكثر احتمالا.
وقد أدى القرار الأمريكي إلى ذعر الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق. وقالت روسيا إن قرار ترامب أصابها بـ»إحباط شديد».
وقال الرئيس الأمريكي السابق، بارك أوباما الذي أدى دورا رئيسيا في الاتفاق، على صفحته في فيسبوك إن الاتفاق كان معمولا به وكان يحمي المصالح الأمريكية.
أضاف : «الخروج من «خطة العمل المشتركة الشاملة» يعني إدارة ظهرنا لحلفاء أمريكا المقربين، في اتفاق شارك في التفاوض بشأنه دبلوماسيون، وعلماء، وأفراد استخبارات كبار».
وفي سياق متصل قال مستشار الامن القومي الامريكي جون بولتون في مؤتمر صحفي مساء امس «لقد أعلنا انسحابنا من الصفقة ونحن الآن خارجها».
وأوضح بولتون ان اعادة العمل بالعقوبات الامريكية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، ستسري فورا على العقود الجديدة ، موضحا ان امام الشركات الاجنبية بضعة اشهر «للخروج» من ايران.