
أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، أن الدبلوماسية الكويتية ارتكزت على عقيدة آمن بها أهلها منذ زمن بعيد، بمد جسور السلام والتعاون بين دول وشعوب العالم لبناء مصالح مشتركة قائمة على مبادئ لا تحيد عنها ، هي عدم التدخل في شؤون الآخرين ، والحفاظ على حسن الجوار، والتمسك بقواعد الشرعية الدولية وأسس القانون الدولي ، وصولا إلى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ، والسعي دوما لمد يد العون للدول وتقديم المساعدات الإنسانية ، لكل محتاج في مختلف بقاع الأرض .
جاء ذلك في كلمة ألقاها سمو ، خلال زيارة قام بها مساء أمس الأول الى مبنى وزارة الخارجية ، وفي معيته سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد حيث شهد سموه حفل تطوير وتوسعة مقر ديوان وزارة الخارجية ، وافتتاح القاعة الكبرى متعددة الاغراض في الوزارة.
وأشاد سموه بالجهود المتميزة التي بذلتها الدبلوماسية الكويتية ولا تزال تقوم بها ، عبر دورها الفعال في مجلس الأمن في مواجهة العديد من القضايا ، والتي كانت وما زالت محل الإشادة والتقدير ، ليس فقط على المستوى المحلي ، وإنما على المستوى الدولي.
وأعرب سموه عن فخره واعتزازه بدور هذا الكيان السياسي العريق ، الذي كان ولا يزال أحد مراكز تخريج شخصيات متميزة ، من سفراء ورجال دولة وشهداء ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن ، خدموا البلاد والعباد ، متمسكين بإيمانهم العميق بوطنهم وتراثهم وأرضهم التي نشأوا عليها.
ووجه سموه حديثه للعاملين في الخارجية قائلا : إنني على ثقة تامة بأنكم أبنائي وبناتي تفخرون بانتمائكم لهذا الكيان الشامخ ، وستواصلون السير على نهج من سبقوكم ، لتكونوا امتدادا في مواصلة العمل الدؤوب للحفاظ على مصالح الوطن العزيز ورعايتها والدفاع عنها ، مستلهمين خبراتهم الدبلوماسية ومسترشدين بتوجيهات رؤسائكم.
من جهته قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في كلمته : إنه لشرف عظيم أن نحظى بلقاء سموكم في هذه المناسبة ، مؤكدا أن «هذا المبنى الذي يتشرف بلقائكم وإن تغيرت معالمه ، فإنه سيبقى شاهدا على جهودكم وعطائكم ، وأنتم يا صاحب السمو تبنون مجد قواعد الدبلوماسية الكويتية لسنوات مضت».
أضاف الخالد : عبر مسيرة عملنا الدبلوماسي الطويلة ونحن نتعامل مع قضايا عديدة ، منها ما هو معقد يحار الفكر في بلورة رأيا صائبا حياله ، وقد اعتدنا إزائه اللجوء لسموكم نستنير برأيكم ، ونستعين بتوجيهاتكم لتوصلنا بذلك الرأي وتلك التوجيهات ، إلى موقف يحقق المعالجة الصحيحة ويجسد نظرة بعيدة ثاقبة ، وإلماما بأبعاد لم تخطر لنا على بال ، مضيفاً :ندرك بأننا نعيش في منطقة ملتهبة فخلاف أشقائنا يؤلمنا والتصعيد وتدهور أوضاع دول شقيقة من حولنا يقلقنا ، ولكن ما يشفع لنا أننا نبحر في سفينة ربانها سموكم ، تضيئون لنا ظلمة الطريق وتبحرون بنا إلى بر الأمان دائما.
وشدد الخالد على أن ما تحقق من إنجازات للدبلوماسية الكويتية ، ما كان له أن يتحقق لولا رعايتكم ومتابعتكم ، فالكويت اليوم تحظى باحترام وتقدير العالم أجمع كما أنها تتمتع بمصداقية في المحافل الدولية ، وعلى كل المستويات فالدبلوماسية التي أرسى قواعدها سموكم ، دفعت بالعالم إلى اعتبار الكويت مركزا دوليا للعمل الإنساني ، وسموكم حفظكم الله قائدا لذلك العمل الإنساني ، كما أن منطلقات هذه الدبلوماسية والتمسك بها عامل ضاعف من هذه المصداقية ، فاحترام سيادة الدول والحفاظ على حسن الجوار والتمسك بقواعد القانون الدولي والعمل على تعزيز الأمن والسلم الدوليين وإعطاء الأولوية دائما لتقديم المساعدات الإنسانية ، كلها ثوابت لا شعارات تعاملت من خلالها الدبلوماسية الكويتية بأمانة والتزام ، وتسعى إلى تجسيدها في دورها كعضو غير دائم في مجلس الأمن ، ولتعبر من خلال هذه العضوية والدور الفاعل عن هموم ومشاغل عالمينا العربي والإسلامي.