
عواصم – "وكالات" : بدت منطقة الخليج والمنطقة العربية عموما ، خلال الساعات الماضية ، وكأنها فوق بركان يغلي ، ويترقب الجميع لحظة انفجاره ، وهي التي إن حدثت ، فستشكل تهديدا للعالم كله ، وذلك في أعقاب التطورات الأخيرة التي شهدها مضيق باب المندب في البحر ، واستهداف الحوثيين ناقلتي نفط سعوديتين ، فضلا عن ما أعلنوه أمس من استهداف لمطار أبوظبي بطائرة بدون طيار ، وهو ما نفته الإمارات ، مؤكدة أن ما وقع في المطار هو مجرد حادث عرضي .
في هذه الأثناء قال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني أمس ، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجب أن يوجه إليه هو الحديث عندما يهدد الجمهورية الإسلامية.
ونقلت وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء عن سليماني قوله في مدينة همدان بوسط إيران : "كجندي.. من واجبي الرد على تهديدات ترامب... إن كان يريد استخدام لغة التهديد... فعليه أن يتحدث إلي لا إلى الرئيس" ، مشيرا إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وقال سليماني موجها خطابه للرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقول "قد تبدأ أنت الحرب لكننا سننهيها".
أضاف أن البحر الأحمر لم يعد آمنا بوجود القوات الأميركية فيه، وقال "البحر الأحمر كان بحرا آمنا، حولتموه إلى بحر غير آمن، الرياض كانت مدينة آمنة الآن تسقط فيها القذائف".
كما توجه سليماني بالكلام مباشرة إلى ترامب بالقول "أنا ندكم وقوات القدس هي ندكم وليس إيران كدولة، ليس هناك ليلة ننام فيها ولا نفكر بكم".
ونعت سليماني ترامب بالمقامر مؤكدا أنه "في اللحظة التي أنت فيها عاجز عن التفكير نحن قريبون منك لدرجة لا يمكنك تصورها".
وتعد تصريحات سليماني الأحدث في حرب كلامية بين الإدارة الأمريكية وإيران، ارتفعت وتيرتها بعد أن هاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأمريكي دونالد ترامب، محذرا إدارته من اتخاذ سياسة معادية لبلاده، وقال "إن الحرب بين البلدين ستكون أم الحروب".
من جهة أخرى أعلن الحوثيون الموالون لإيران في اليمن أمس ، أنهم هاجموا مطار أبوظبي بطائرة دون طيار لكن لم يتضح بعد إن كان هناك أي أضرار أو ضحايا.
وذكر مطار أبوظبي في تغريدة له أمس "تؤكد مطارات أبوظبي وقوع حادثة في مطار أبوظبي الدولي ، تسببت به مركبة لنقل الإمدادات في ساحة المطار التابعة لمبنى المسافرين رقم 1 في الساعة الرابعة من مساء اليوم "أمس الخميس" ، والتي لم تؤثر على سير العمليات التشغيلية للمطار أو جدول الرحلات الجوية القادمة والمغادرة" .
في سياق متصل أعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح ، أن المملكة ستعلق بشكل فوري ومؤقت ، جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق "باب المندب" ، إلى أن تصبح الملاحة خلال المضيق آمنة .
وأكد الفالح يؤكد أن تهديدات الميليشيات الحوثية الإرهابية على ناقلات النفط الخام ، تؤثر على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر .
من جهة أخرى أكدت مصادر سعودية أنه بعد تعليق شحنات الخام السعودي عبر باب المندب، جراء تعرض ناقلتين تابعتين لشركة البحري السعودية لهجوم من قبل ميليشيات الحوثي اليمنية، لاتزال السعودية تملك خياراً آخر يتمثل في خط الأنابيب الضخم الذي يربط شرق المملكة بغربها، وذلك لنقل النفط من الحقول السعودية على الخليج العربي إلى مدينة ينبع في البحر الأحمر، مما يغنيها عن المرور بمضيق باب المندب ويضمن وصول الخام السعودي إلى الأسواق الأوروبية.
وأوضحت المصادر أن خط الأنابيب شرق غرب السعودية قادر على نقل حوالي 5 ملايين برميل من النفط السعودي الخام يومياً، ولعل هذا الخيار هو ما خفف من ردة فعل أسواق النفط اليوم عقب الإعلان السعودي عن تعليق مؤقت لصادرات نفطية تقدر بـ4 ملايين برميل عبر باب المندب، في وقت تشهد السوق العالمية شحاً في المعروض نتيجة تقلص الإمدادات من عدد من المنتجين الرئيسيين، إلى جانب توقعات تأثير عودة العقوبات الأميركية إلى إيران على حجم المعروض العالمي.
وضمن ردود الفعل على ما جرى أمس ، فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت، في تعاملات اليوم، بـ42 سنتاً أي ما يعادل 0.6% إلى 74.35 دولار للبرميل، بعد أن زادت 0.7% أمس الأول الأربعاء.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي خمسة سنتات إلى 69.35 دولار للبرميل، بعد أن ارتفعت بما يزيد عن 1% في الجلسة السابقة.
أضافت أن الإغلاق الكامل لباب المندب، الذي لا يتجاوز عرضه في أضيق نقطة 29 كيلومتراً، سيجبر ناقلات النفط القادمة من السعودية والكويت والعراق والإمارات على الالتفاف حول الطرف الجنوبي للقارة الإفريقية أو ما يعرف برأس الرجاء الصالح، ما سيرفع المدة الزمنية اللازمة لعبور إمدادات النفط ويضاعف التكلفة، وبالتالي يصعد بأسعار النفط في الأسواق العالمية.