عواصم – «وكالات» : لا يزال إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، عن توجه بلاده للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وهي المنطقة التي استولت عليها إسرائيل من سوريا خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 ، يثير الكثير من ردود الفعل الغاضبة والمعارضة له ، على الصعيدين العربي والدولي ، إلى حد يمكن التأكيد معه ان تصريحات ترامب في هذا الشأن قد وحدت العالم ضده ، وضد سياسات إدارته المنحازة على طول الخط لإسرائيل .
في هذا السياق أعرب مجلس التعاون الخليجي الجمعة عن أسفه لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول ضرورة الاعتراف بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة، مؤكدا أن هذا لن يغير من «الحقيقة الثابتة» باعتبار مرتفعات الجولان أراض سورية.
ونقل بيان صادر عن الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف بن راشد الزياني أن «تصريحات الرئيس الأميركي التي وردت في حسابه على تويتر (...) لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها اسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو 1967».
واعتبر الزياني أن تصريحات ترمب «تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، والذي لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية التي احتلتها» عام 1967 بما في ذلك الجولان.
من جهتها طلبت سوريا، من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة تأكيد قرارات تنص على انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستعترف بضم إسرائيل لهذه المنطقة.
وحض سفير سوريا بشار الجعفري، على «اتخاذ إجراءات عملية تكفل ممارسته لدوره وولايته المباشرين في تنفيذ القرارات» التي تنص على انسحاب إسرائيل من الجولان «إلى خط الرابع من حزيران لعام 1967».
ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن قضية الجولان الأربعاء، خلال اجتماع من أجل تجديد ولاية قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المنتشرة بين إسرائيل وسوريا في الجولان، والمعروفة باسم قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك أو «أندوف».
وطلب الجعفري في رسالته من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إعادة تأكيد موقف الأمم المتحدة من احتلال إسرائيل للجولان في حرب الأيام الستة عام 1967.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، لدى سؤاله عن موقف ترامب، إن سياسة المنظمة الأممية تستند إلى قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة بشأن وضع الجولان.
وأضاف، «القرارات لم تتغير بالطبع، وسياساتنا لم تتغير في هذا الصدد».
من جانب آخر قال مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية إن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على أرض الجولان ، يعتبر تحدياً لحقوق الشعب السوري في استرداد أرضه المحتلة، وهو كذلك تحد للشرعية الدولية التي تعتبر الجولان السوري أرضاً محتلة.
وأدان مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية هذا التصريح، واعتبره تطوراً خطيراً يأتي في سياق التطورات الخطيرة التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكيه أخيراً بشأن قضايا الصراع العربي الإسرائيلي، ولم يكن قرار الإدارة الامريكيه بنقل سفارتها إلى القدس آخرها.
وقال المؤتمر إن هذه السياسات سوف تُدخل منطقتنا في مزيد من الحروب والدمار، بدلاً من تحقيق السلام والاستقرار.
من جهة أخرى أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوجدانوف، أمس السبت، أن اعتراف الولايات المتحدة، بالجولان كأرض إسرائيلية يمكن أن يقوض احتمالات التسوية بين العالم العربي وإسرائيل.
وقال بوجدانوف، لوكالة «سبوتنيك» الروسية ، تعليقاً على المعلومات التي أفادت بأن الولايات المتحدة تعمل بالفعل على وثيقة رسمية تعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وقد يوقعها بالفعل الرئيس دونالد ترامب الأسبوع المقبل: «هذا يقوض احتمالات التسوية السلمية القائمة على مفهوم السلام في مقابل الأرض ومبادرة السلام العربية، أنا لا أتحدث عن القرارات التي تمهد لتمرير قوانين بشأن ضم القدس الشرقية ومرتفعات الجولان، الباطلة وغير الشرعية والمخالفة للقانون الدولي».
وشدد نائب وزير الخارجية: «للأسف، بالطبع. الأمريكيون يقوضون حتى احتمالات التسوية بين العرب وإسرائيل».
وأيدت الولايات المتحدة القرار 242 الذي تم تبنيه عام 1967 والذي يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حرب الأيام الستة، ويشير إلى «عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب».
وتبنى مجلس الأمن قراراً آخر عام 1973، أعاد تأكيد المطالبة بالانسحاب، وعام 1981 أيد إجراءً منفصلاً يرفض ضم إسرائيل للجولان.
وبعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، قدمت مجموعة من الدول العربية مشروع قرار إلى الجمعية العامة عام 2017 يدين قرار ترامب، وقد نال تأييداً ساحقاً.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة، إن من السابق لأوانه التكهن بشأن ما إذا كان سيكون هناك إجراء مماثل في الجمعية حول الجولان.
من جهتها قالت بريطانيا الجمعة إنها «لا تخطط لتغيير موقفها من هضبة الجولان بعد تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاعتراف بسيادة إسرائيل على المنطقة التي انتزعتها من سوريا في حرب عام 1967».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في بيان «المملكة المتحدة تعتبر هضبة الجولان أرض تحتلها إسرائيل. ضم الأرض بالقوة محظور وفقا للقانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة».
أضاف البيان «نحن لم نعترف بضم إسرائيل (للجولان) في عام 1981 ولا ننوي تغيير موقفنا».
من جانبها أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وأن قرار ضمه في عام 1981 باطل وغير شرعي.
وقالت الخارجية، في بيان، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أمس السبت، إن «المواقف الأمريكية والإسرائيلية الداعية للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان تتناقض مع القانون الدولي، وتشكل انتهاكاً صارخاً للشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة، لا سيما القرار رقم 497».
وأدانت الوزارة بشدة «تلك التصريحات والدعوات واعتبرتها إمعاناً أمريكياً إسرائيلياً في تكريس الاستعمار وعنجهية البلطجة والقوة، وامتداداً لمحاولات إدارة دونالد ترامب الانقلاب على مرتكزات النظام الدولي واختطافه والسيطرة عليه».
وتأتي تصريحات ترامب في الوقت الذي يزور فيه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إسرائيل، وقبل أسبوع من زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لواشنطن وإلقاء كلمة أمام الإجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية «إيباك» وهي جماعة ضغط يهودية.
كانت إسرائيل أعلنت ضم الجولان في عام 1981، لكن هذه الخطوة لم تحظ باعتراف دولي.
وكما كان متوقعا فقد رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة الدولة العبرية على مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا خلال حرب 1967، واصفاً القرار بالتاريخي الشجاع، على حد تعبيره.
وكتب نتانياهو على تويتر «في وقت تسعى إيران إلى استخدام سوريا منصة لتدمير اسرائيل، يعترف الرئيس ترامب بجرأة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. شكراً للرئيس ترامب».
كانت وسائل إعلام إسرائيلية عدة قد ألمحت الخميس إلى احتمال إعلان واشنطن رسميا الأسبوع المقبل اعترافها بالأراضي السورية المحتلة جزءا من إسرائيل، نقلا عن مصادر رسمية في القدس وواشنطن.
وحال حدوث هذه الخطوة، سيحصل نتنياهو على دعم جديد، بعد أن كان يطالب منذ فترة المجتمع الدولي باتخاذ هذا الإجراء، وإثر زيارة الشهر الجاري للمنطقة برفقة السناتور الجمهوري ليندسي جراهام والسفير ديفيد فريدمان.
كان ترامب قد غرد، يوم الخميس الماضي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه «بعد 52 عاماً حان الوقت لتعترف الولايات المتحدة اعترافا كاملاً بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السوري المحتل التي تتميز بأهمية استراتيجية وأمنية حيوية بالنسبة لدولة إسرائيل واستقرار المنطقة».