
الخرطوم – «وكالات» : دعا تجمع المهنيين السودانيين، وهو جماعة الاحتجاج الرئيسية في السودان، إلى حل مؤسسات النظام السابق وتشكيل مجلس سيادي مدني بمشاركة عسكرية محدودة.
وخلال مؤتمر صحفي نقله التلفزيون أمس ، دعا التجمع إلى إقالة رئيس القضاء ونوابه ، وإقالة النائب العام وحث المجلس العسكري على الاستجابة لمطالب الشارع السوداني ، مؤكدا في الوقت نفسه على استمرار الاعتصامات ، إلى حين تحقيق مطالب الشعب السوداني.
من جهة أخرى شدد عضو المجلس العسكري الانتقالي، الفريق جلال الدين الطيب، على أن المجلس ملتزم بوعده بتسليم السلطة للشعب.
وأكد خلال لقائه بوزيرة الخارجية الإثيوبية، هيروت زمني، بالعاصمة الإثيوبية اديس أبابا على أن جهوداً تبذل لاختيار رئيس وزراء تمهيدا لتشكيل حكومة مدنية.
ودعا الطيب، بحسب بيان صادر من القصر الرئاسي، الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي لدعم المجلس لتجاوز الصعوبات السياسية والاقتصادية والأمنية.
وأكد المتحدث باسم المجلس، اللواء شمس الدين شانتو، خلال مؤتمر صحفي ، على أن الجيش لن يقوم بفض الاعتصامات بالقوة، وطلب من المتظاهرين التوقف عن إغلاق الشوارع وعرقلة الحياة العامة للناس.
وقال إن «الجيش لن يتهاون مع من سيحملون السلاح».
وتفيد تقارير أن 13 شخصا قتلوا في هجوم على الممتظاهرين في إقليم دارفور خلال اليومين الماضيين.
وقال موقع دارفور 24 نيوز إن مسلحاً هاجم متظاهرين ضد النظام في مخيم للنازحين يبعد حوالى 17 كيلومترا شرق نيالا إحدى أكبر مدن الإقليم.
ويعتصم عشرات الآلاف في محيط قيادة الجيش منذ عشرة أيّام للمطالبة بتنفيذ مطالبهم المتمثلة في تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.
وأبلغت قيادات في التجمع، الذي قاد الاحتجاجات الجماهيرية في السودان على مدار الأشهر الأربعة الماضية، بي بي سي بأنها تريد التفكيك الكامل لما أسمته «الدولة العميقة» التي خلفها الرئيس السابق عمر البشير.
ويقول عضو التجمع، أمجد فريد، إنه يجب محاكمة قادة النظام السابق. وأكد أنهم يرفضون تمامًا المجلس العسكري ويطالبون باستبداله بمجلس وحكومة مدنيين.
واعتبر حزب الموتمر الشعبي ان ما قام به المجلس العسكري الانتقالي في السودان بمثابة انقلاب عسكري.
ودعا الامين العام للحزب، علي الحاج، في موتمر صحفي، المجلس الي تسليم السلطة للشعب. مشيرا إلى أن الفترة الانتقالية يجب أن تكون عاما واحدا.
ودعا القوي السياسية للاتفاق على ميثاق سياسي لإدارة الفترة الانتقالية دون إقصاء لأي طرف.
كما طالب الدول العربية بعدم التدخل في شوون البلاد الداخلية، مضيفا أن هنالك هجوما عنيفا على الإسلام السياسي في المنطقة.
ويعتبر حزب الموتمر الشعبي الذي أسسه الراحل حسن الترابي أحد الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية وكان مشاركا في الحكومة.
وقال السياسي السوداني، مبارك الفاضل، ل «بي بي سي» إن دور الجيش يجب أن يتناقص بمرور الوقت.
أضاف أنه «تتم حاليا دراسة أفكار تقول إنه قد تكون هناك فترتين انتقاليتين، تستمر الأولى لمدة ستة أشهر، والثانية لسنة ونصف».
و أردف «يبقى المجلس الانتقالي العسكري في الفترة الاولى هو صاحب السيادة ويناط به عدد من المهام تفضي إلى تهدئة الأوضاع في الشارع، ويُسَلِّم في الفترة الثانية زمام الأمور لمجلس رئاسي يكون له تمثيل عسكري داخلها».