
أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، أننا «نعيش في ظروف بالغة الدقة والخطورة ، بسبب وتيرة التصعيد المتسارعة في منطقتنا» ، راجيا سموه أن «يعود الهدوء إلى المنطقة ، وأن تسود الحكمة والعقل في التعامل مع الأحداث من حولنا» .
وقال سموه في كلمة ألقاها خلال زيارة قام بها سموه الى مبنى وزارة الخارجية مساء أمس الأول الثلاثاء ، موجها حديثه إلى الديلوماسيين : إن هذه الظروف والتحديات «تضاعف من مسؤوليتكم ، ومن ضرورة مواصلتكم لجهودكم الدبلوماسية لتحقيق المصالح العليا لوطنكم» .
وأشاد سمو الأمير بالدور البناء الذي قامت به الدبلوماسية الكويتية عبر ستة عقود مضت ، والذي ساهم في رفعة اسم بلدنا الغالي الكويت ، والعمل على تبوئها مكانة مرموقة بين دول العالم .
وقال : كنتم في ممارستكم لهذا الدور تنطلقون من قواعد راسخة ، سعينا إلى إرسائها منذ البداية لتمثل عقيدة آمنا بها وعملنا بهديها ، ترتكز على مد جسور السلام وإرساء التعاون بين دول وشعوب العالم ، لخلق مصالح مشتركة، بعيدا عن التدخل في شؤون الآخرين ، والحفاظ على حسن الجوار ، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي .
وأكد صاحب السمو يؤكد أننا عملنا ومن منطلق إنساني بحت ، على مد يد العون وتقديم المساعدات الإنسانية لكل محتاج في مختلف بقاع الأرض بلا قيد أو شرط ، وهو نهج نستمده دائما من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف ، وإرث لا ينضب لأجيال سابقة ، في فعل الخير من أهل الكويت.
ونوه سموه بأن الدبلوماسية الكويتية استطاعت من خلال عضوية دولة الكويت غير الدائمة في مجلس الأمن ، أن تمارس دورا مميزا اتسم بالواقعية والتوازن ، حيال ما يطرح من قضايا للبحث في مجلس الأمن ، وأن تكون مدافعا عن قضايا أمتينا العربية والإسلامية.
من جهته قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ، في كلمة له خلال اللقاء : إننا بدأنا عضويتنا غير الدائمة في مجلس الأمن ، متسلحين بتوجيهاتكم ورعايتكم لنا ، ليتسم دورنا في مجلس الأمن بالدور المتوازن ، واليوم نعاهد سموكم على مواصلة هذا النهج الحكيم .
وأكد الخالد أن التوجيهات السامية «كانت ولا تزال تمثل نبراسا لنا وهديا في عملنا وجهدنا الدبلوماسي ، وسيبقى كل جزء منه شاهدا على عطائكم وحرصكم وأنتم يا صاحب السمو ترسون قواعد الدبلوماسية الكويتية لعقود عديدة مضت» .
وشدد وزير الخارجية يشدد على أننا نعيش في منطقة ملتهبة ومشهد سياسي قاتم ، ففي جانب منه يؤلمنا خلاف استمر طويلا بين أشقاء لنا ، وفي جانب آخر نعيش تصعيدا لأوضاعنا ينبئ عن تداعيات خطيرة ، تستوجب منا الدفع بالجهود الهادفة إلى النأي بمنطقتنا عن التوتر والصدام.
وقال أيضا : يعاهدكم أبناؤكم بأنهم سيواصلون المسيرة بهديٍ من توجيهاتكم السامية ، وسيضيفون المزيد من الإنجازات الديبلوماسية الكويتية ، كما نعاهد سموكم أننا سنواصل إيلاء أبناء وطننا الغالي أهمية قصوى من الرعاية والاهتمام .
من جهة أخرى استقبل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ، بقصر دسمان أمس الأول ، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر الصباح ، ورئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن محمد الخضر وكبار القادة في الجيش الكويتي ، حيث أقام سموه مأدبة إفطار على شرفهم.
حضر اللقاء نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد.