
الرياض – «كونا» : أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان ، ان المملكة لا تريد حربا في المنطقة لكنه شدد في الوقت نفسه على «أننا لن نتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبنا وسيادتنا ومصالحنا الحيوية».
وأوضح الامير محمد في حوار مع صحيفة «الشرق الاوسط» نشرته أمس الاحد ، أن «أولويتنا هي مصالحنا الوطنية وتحقيق تطلعات شعبنا من خلال أهداف «رؤية المملكة 2030» ، وهو ما يتطلب بيئة مستقرة ومحفزة داخل المملكة وفي المنطقة».
واكد أن دور المملكة داعم للاستقرار والسلام وهو النهج الذي سارت عليه المملكة منذ تأسيسها، الساعي دوما لنبذ التفرقة والطائفية والتطرف والحفاظ على وحدة واستقرار المنطقة والسلم الدولي.
أضاف أن للمملكة دورا مهما في المجتمع الدولي يتمثل في جهودها ، من أجل تأمين وصول إمدادات النفط عبر الممرات الحيوية التي تحيط بها ، وذلك في سبيل حماية استقرار الاقتصاد العالمي.
وقال ان ذلك «عكس ما يقوم به النظام الإيراني ووكلاؤه الذين قاموا بأعمال تخريبية لأربع ناقلات بالقرب من ميناء الفجيرة ، منها ناقلتان سعوديتان مما يؤكد النهج الذي يتبعه هذا النظام في المنطقة والعالم أجمع».
وبين «ان يد المملكة كانت دائما ممدودة للسلام مع إيران وذلك لتجنيب المنطقة وشعوبها ويلات الحروب والدمار ، حتى ان المملكة أيدت الاتفاق النووي مع إيران وكنا نأمل أن يستغل النظام الإيراني هذه المبادرة لتغيير تصرفاته تجاه دول المنطقة ، لكن للأسف ما حدث هو أن إيران استغلت العائد الاقتصادي من الاتفاق في دعم أعمالها العدائية بالمنطقة».
وأوضح انه «لذلك أيدت المملكة إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران ، وذلك إيمانا منا بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفا حازما تجاه إيران ، وفي الوقت نفسه اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من قدرة النظام على نشر الفوضى والدمار في العالم أجمع».
وأشار إلى أن «ما شهدناه من أحداث أخيرة في المنطقة، بما فيها استهداف المضخات التابعة لشركة أرامكو ، من قبل ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران ، يؤكد أهمية مطالبنا للمجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم أمام نظام توسعي يدعم الإرهاب وينشر القتل والدمار على مر العقود الماضية ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع».
وأشار إلى أن ما يؤكد أهمية ذلك هو ما شهدناه من أحداث أخيرة في المنطقة ، بما فيها استهداف المضخات التابعة لشركة «أرامكو» .
إلى ذلك، رأى أن الاضطرابات السياسية في المنطقة مصدرها داعش والقاعدة والإخوان وسياسات إيران.
وتعهد ولي العهد بالمضي «من دون تردد في التصدي بشكل حازم لكل أشكال التطرف والطائفية والسياسات الداعمة لهما»، مشدداً على أن السعودية «لن تضيع الوقت في معالجات جزئية للتطرف، فالتاريخ يثبت عدم جدوى ذلك».
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، أعلن الأمير محمد بن سلمان أن السعودية تنظر «بأهمية كبيرة للعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة»، باعتبارها «عاملاً أساسياً في تحقيق أمن المنطقة واستقرارها». وأعرب عن ثقته بأن «علاقاتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة لن تتأثر بأي حملات إعلامية أو مواقف من هنا وهناك»، لافتاً إلى أن المملكة «تسعى دائماً لتوضيح الحقائق والأفكار المغلوطة لدى بعض الأطراف في الولايات المتحدة وغيرها من الدول، ونستمع لما يطرح ونستفيد من الطرح المنطقي والموضوعي، لكن في نهاية الأمر أولويتنا هي مصالحنا الوطنية».
أما عن السودان، فلفت إلى أن بلاده يهمها كثيراً أمن السودان واستقراره، «ليس للأهمية الاستراتيجية لموقعه وخطورة انهيار مؤسسات الدولة فيه فحسب، ولكن نظراً أيضاً إلى روابط الأخوة الوثيقة بين الشعبين». ووعد بالاستمرار «في موقفنا الداعم لأشقائنا السودانيين في مختلف المجالات حتى يصل السودان إلى ما يستحقه من رخاء وازدهار وتقدم».
أما فيما يخص الأزمة السورية، فقال إن الرياض تعمل مع الدول الصديقة لتحقيق أهداف، بينها «هزيمة تنظيم داعش، ومنع عودة سيطرة التنظيمات الإرهابية، والتعامل مع النفوذ الإيراني المزعزع للاستقرار في سوريا، واستخدام الوسائل المتاحة كافة لتحقيق الانتقال السياسي وفق القرار 2254، بما يحافظ على وحدة سوريا».