
عواصم – «وكالات» : وضعت إسرائيل المنطقة فوق بركان جديد ، بقيامها بهجمات متزامنة ضد كل من سوريا ولبنان ، والتي سبقها هجوم مماثل على أهداف للحشد الشعبي العراقي .
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام التابعة لوزارة الإعلام اللبنانية أن ثلاثة أشخاص أُصيبوا بجروح طفيفة ، داخل المركز الإعلامي التابع لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية ، جراء انفجار طائرة استطلاع إسرائيلية مسيرة وسقوطها فوق مبنى المركز.
جاء هذا عقب تنفيذ طائرات اسرائيلية غارة جوية ضد ما قالت إنه «أهداف إيرانية» ، بالقرب من العاصمة السورية دمشق.
وكانت أنباء أفادت بسقوط طائرة إسرائيلية بدون طيار وانفجار أخرى في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ونقلت الوكالة عن المسؤول الإعلامي في حزب الله، محمد عفيف، أن الطائرة الإسرائيلية الأولى سقطت من دون أن تحدث أضراراً، في حين أن الثانية انفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي التابع لحزب الله في الضاحية الجنوبية.
وأوضح عفيف «أن الطائرة التي لم تنفجر هي الآن في عهدة الحزب الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها».
وأشار عفيف إلى أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله سيدلي بخطاب في بلدة العين في وقت لاحق اليوم.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه نفذ غارة جوية ضد «قوات إيرانية» بالقرب من دمشق لمنع «هجمات قاتلة» بطائرات دون طيار.
وقال إن القصف استهدف «عناصر تابعة لفيلق القدس وميليشيات شيعية» في سوريا وأسفر عن وقوع قتلى.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إيران «ليس لديها حصانة في أي مكان وأن إسرائيل ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها وأراضيها».
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية «سانا» فإن الدفاعات الجوية تصدت قبيل منتصف ليلة السبت/الأحد لـ»عدوان إسرائيلي بالصواريخ على محيط دمشق وأسقطت أغلبيتها قبل بلوغ أهدافها».
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن الدفاعات الجوية رصدت «أهدافا معادية» قادمة من فوق منطقة الجولان باتجاه محيط دمشق وأنه «تم التصدي لها وتدميرها على الفور قبل الوصول لأهدافها».
وأعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى تحسباً من هجوم انتقامي بعد الغارات التي شنتها طائراته قرب دمشق.
وقالت مصادر إسرائيلية إن الجيش الاسرائيلي أحبط هجوماً للحرس الثوري الإيراني شمال إسرائيل، ونشر نظام القبة الحديدية في شمال البلاد.
وكانت إسرائيل قد أعلنت أمس أن ضربة جوية ضد ذراع للحرس الثوري الإيراني في سوريا تتهمها بالتخطيط لهجمات بطائرات مسيرة تظهر لطهران أن قواتها معرضة للاستهداف في أي مكان.
وذكرت وكالة العمال الإيرانية شبه الرسمية أن قائدا كبيرا بالحرس الثوري نفى يوم الأحد إصابة أهداف إيرانية في ضربات جوية إسرائيلية بسوريا، وقال «مراكزنا الاستشارية لم تُصب بضرر».
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته ”استهدفت قوة فيلق القدس وميليشيات شيعية كانت تخطط لشن هجمات تستهدف مواقع في إسرائيل انطلاقا من داخل سوريا خلال الأيام الأخيرة“.
وفيلق القدس هو الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني. وقال جوناثان كونريكوس المتحدث العسكري الإسرائيلي للصحفيين إن هذه القوات كانت تعد يوم الخميس لإطلاق طائرات مسيرة هجومية محملة بالمتفجرات على شمال إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش أحبط هجوما إيرانيا مزمعا.
أضاف على تويتر ”لا حصانة لإيران في أي مكان. تعمل قواتنا في كل مكان ضد العدوان الإيراني... إذا هم أحد بقتلك، فاقتله أنت أولا“.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن الدفاعات الجوية تصدت ”لأهداف معادية“ في دمشق ليلة الأحد. وقال شهود في دمشق إنهم سمعوا دوي انفجارات وشاهدوا أثرها في السماء.
وقال الجيش السوري في بيان ”تم تدمير أغلبية الصواريخ الإسرائيلية المعادية قبل الوصول إلى أهدافها“. لكن كونريكوس قال إن أثر الضربات الإسرائيلية كان ”كبيرا“.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عضوين في جماعة حزب الله اللبنانية وإيرانيا قتلوا في الضربات.
وتقول إسرائيل إنها شنت مئات الهجمات في سوريا ضد أهداف إيرانية تحاول إقامة وجود عسكري دائم هناك وضد شحنات أسلحة متطورة لجماعة حزب الله اللبنانية.
وغضت روسيا، حليف الأسد، الطرف إلى حد بعيد عن الضربات الجوية الإسرائيلية. وقال مكتب نتنياهو إنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة.
ولم تعلق إسرائيل على ما قال الجيش اللبناني وحزب الله إنه سقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تهيمن عليها الجماعة في ساعة مبكرة من صباح الأحد. وقال مسؤولون من حزب الله إن إحدى الطائرتين كانت محملة بالمتفجرات وسبب انفجارها بعض الأضرار بالمركز الإعلامي للجماعة.
في السياق نفسه أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أمس الأحد، أن سقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله خلال الليل يمثل تطوراً خطيراً جداً. وتوعَّد الجيش الإسرائيلي برد مفتوح زمنياً على هجوم المسيرتين، وكذلك على القصف الإسرائيلي قرب دمشق ما أسفر عن سقوط قتيلين من حزب الله.
وفي خطاب بثه التلفزيون، قال نصر الله إن «المستجد الإسرائيلي الأخير خطير جداً جداً جداً».
وتعهد، متحدثا إلى جمهور عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، بأن حزب الله سيفعل ما بوسعه لإجهاض الهجمات بالطائرات المسيرة، التي اعتبرها استباحة كاملة للأمن اللبناني.
وحذر من أن مناطق شمال إسرائيل لن تكون آمنة، وشدد على أن حزب الله سيعمل على إسقاط أي مسيرة إسرائيلية تخرق أجواء لبنان.
وذكر الأمين العام لحزب الله أن المسيرة الأولى كانت استطلاعية وطولها متران، وحلقت بشكل منخفض بين البنايات، ولم تكن مزودة بمتفجرات ووقعت الطائرة لسبب غير معلوم، ثم جاءت المسيرة الثانية وقصفت هدفا في الضاحية الجنوبية قبل أن تنفجر.
أضاف أن هذا الهجوم المسير على هدف في الضاحية الجنوبية هو أول عمل عدواني منذ انتهاء حرب يوليو 2006.
وأكد نصر الله أن المسيرتين الإسرائيليتين من الطائر ات العسكرية الصنع.
وحذر من أن السكوت على هذا الخرق معناه استمرار هجوم المسيرات الإسرائيلية على لبنان، على غرار ما يحدث في العراق من استهداف مسيرات لمخازن أسلحة تابعة لميليشيات الحشد الشعبي.
واعترف أن الغارة الإسرائيلية على سوريا الليلة قبل الماضية استهدفت منزلا به عناصر من حزب الله، ما أسفر عن سقوط قتيلين.
وتوعد نصر الله بالرد على القصف الإسرائيلي، محذراً الجيش الإسرائيلي على حدود لبنان من هجمات محتملة في أي لحظة اعتباراً منذ ليلة الأحد.
من ناحيتها هددت إيران بالرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في سورية والعراق.
وفي أول تعليق إيراني على الهجمات الإسرائيلية في سورية والعراق، والتي تقول تل أبيب إنها كانت ضد أهداف إيرانية، نفى أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، استهداف مواقع إيرانية، قائلا إن «أميركا وإسرائيل لا تمتلكان القدرة على مهاجمة مراكز إيرانية»، مؤكدًا أن «مراكز إيران الاستشارية (العسكرية) أيضا لم تتعرض لأضرار».
لكن في الوقت ذاته، ذكر رضائي، وفقا لما أوردته وكالة «إيلنا» الإيرانية، أن «المدافعين عن سورية والعراق سيردون على هذه الهجمات قريبا»، متهما الولايات المتحدة الأميركية بالتواطؤ مع إسرائيل فيها.
وفي السياق، أشارت مصادر إعلامية مقربة من الحرس الثوري الإيراني إلى أن الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية قادم، حيث نقل موقع «مشرق نيوز» المحافظ عن الكاتب الإيراني محمد إيماني، قوله إن «إسرائيل بدأت اليوم العبث مع المقاومة في العراق وسورية، فعليها أن تنتظر مفاجآت جديدة».
وتوقع إيماني أن «تهاجم طائرات مسيرة مجهولة خلال الليالي والأيام المقبلة أهدافا أمنية وعسكرية حساسة أو موانئ ومراكز مهمة للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة»، مشيرا إلى أنه في حال وقوع هذه الهجمات «لا ينبغي أن يتفاجأ هذا الكيان».
ورفع الكاتب الإيراني، الذي يكتب في صحيفة «كيهان»، المقربة من مراكز صنع القرار الإيراني، نبرة التهديدات قائلا: «على إسرائيل أن تنتظر أنباء سيئة عن اختراق وهجمات بالطائرات المسيرة على ديمونا وحيفا وتل أبيب».
واعتبر أن «تكرار ما يحصل في العمق السعودي، وفي ظل منظومات الدفاع الجوي الأميركية، ليس مستبعدا أبدا أن يحصل في فلسطين المحتلة»، وذلك في إشارة إلى هجمات جماعة «الحوثيين» الحليفة لإيران، على المطارات والمنشآت النفطية السعودية.