تجاوزت الكويت والأردن بنجاح الأزمة التي تسبب فيها عدد قليل جدا من المشجعين الأردنيين ، عندما رددوا قبل مباراة في كرة القدم أقيمت في عمان بين منتخبي البلدين ، وتخللتها هتافات مسيئة للكويت .
وبرز في هذا الصدد الاهتمام الكبير الذي أبدته القيادة الاردنية تجاه هذا الموضوع ، وتحركها السريع لتطويق تداعياته ، حيث أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اتصالا بصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد ، واستعرض معه العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين ، مشددا خلال الاتصال على أن «الكويتيين بين أهلهم وعزوتهم في الأردن، وأن أي إساءة لهم إنما هي إساءة لنا، وأن أي تعرض للكويت الشقيقة هو تعرض لنا، ولا يعكس أو يمثل العلاقات الراسخة والأخوية التي تربط البلدين الشقيقين، والاحترام والمحبة والتقدير التي يكنها الأردن للكويت الشقيقة» ، طبقا لما ذكرته وكالة الأنباء الأردنية بترا .
بدوره غرد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز قائلا بان ما حصل في المدرجات ليس من قيمنا ، ولا من رابطة الأخوّة التي تجمعنا بالأشقاء .
وقال الرزاز: تعادلنا في الملعب وخسرنا بالمدرجات ، وعلاقتنا بالكويت أقوى من محاولة إساءة عابثة لا تمثلنا فالفرق شاسع بين تنافس شريف ومغالبة بأي ثمن .
واعلنت السلطات الأردنية لاحقا انها اوقفت 3 اشخاص من مشجعي منتخبي النشامى من مطلقي الهتافات التي تسيء لدولة شقيقة .
وصدرت أوامر عليا في الاردن بمنع اطلاق مثل هذه الهتافات تماما وبكل الوسائل الامنية والقانونية .
وقبل ذلك استنكر اتحاد كرة القدم هذه الهتافات وفتح تحقيقا فيها وتخضع كاميرات صورت المشهد للتدقيق بحثا عن المحرضين على الفتنة .
من جهته أكد السفير الأردني لدى الكويت صقر أبو شتال، أن العلاقات الأردنية- الكويتية «تقف على أرضية صلبة ومتجذرة ترجمت وعكست من خلال ردة الفعل الأردني الرسمي والشعبي الرافض والمستنكر للهتافات التي صدرت خلال المباراة التي جمعت منتخبي الكويت والأردن أخيرا» .
وقال أبو شتال في تصريح صحافي له: لقد عكست قوة وعمق العلاقات الأردنية- الكويتية نبض الأردنين بكل مكوناته ، لما يكنون لشعب الكويت من مشاعر قلبية عربية أصيلة تجاه إخوانهم وأهلهم في الكويت
ولفت إلى أن «الإساءة المرفوضة التي صدرت عن فئة «زمرة» خلال مباراة الفريقين الشقيقين على ستاد عمان الدولي ، عاشت فيها المملكة الأردنية الهاشمية حالة استنفار غير مسبوقة ، ترفض وتدين وتطالب بمحاسبة هذه الفئة واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم ، ليكونوا عبرة لأي محاولات للنيل والعبث بالعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين ، التي تهدف إلى زعزعة هذه العلاقات التي تحظى برعاية مباشرة من صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ، وأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد .
وبين السفير الأردني أن الاتصالات بين الملك عبدالله الثاني وصاحب السمو الأمير ، عكست مدى عمق وأواصر الأخوّة بينهما وبين البلدين الشقيقين وكذلك الاتصال المباشر من وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، بأخيه الشيخ صباح الخالد، منذ لحظة حصولها ، إضافة إلى تصريح رئيس الوزراء الأردني والبيانات الصادرة من مجلس الأمة الأردني بشقيه والنواب والأعيان والاتحاد الأردني لكرة القدم ، وكبار رجال الدولة الأردنيين والكتاب والاعلامين ووجهاء العشائر الأردنية ووسائل التواصل سواء كانت من داخل المملكة أو خارجها أعربت بصوت واحد ومشاعر قلبية واحدة»
واعتبر أن كلمة نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، في تلفزيون المملكة كان لها الأثر الكبير والترجمة الحقيقة لمعنى الأخوة ونموذج العلاقات بين بلدينا .
وكان الجارالله أكد لتلفزيون الأردن أن هتافات جماهير مباراة الكويت والأردن ، إساءة للعلاقات بين البلدين وتسببت بجرح عميق للشعب الكويتي .
وقال أبو شتال: ستبقى الكويت بلدا ومركزا للإنسانية وشقيقتها الأردن ، عصيتين على السماح بالنيل أو المساس بقوة علاقاتهما ، حيث إن كلا من البلدين يمثل العمق الاستراتيجي للآخر .
أضاف: نقول «إلا الكويت» وعلاقات الأردن بها التي لا يمكن أن تسمح لأي عابث أو جاهل بالنيل منها ، وأن الإساءة التي طالت وجرحت أهلنا بالكويت جرحتنا و أساءت إلى المملكة الأردنية الهاشمية ، والذي سيبقى كما عهده أهل الكويت وحسن ظنهم بالنشامى الأردنيين
في السياق نفسه قال النائب الأردني السابق امجد المسلماني إنه ليس غريبا أن نشاهد هذا الشجب والاستنكار ، من جميع المستويات في الأردن لتلك الاساءات التي صدرت من فئة قليلة من الجمهور ، لا تعبر إلا عن نفسها ولا تمثل قيم المجتمع الاردني.
وأكد أن الكويت اميرها وشعبها دوما مع قضايا الأمة العربية ، وأكبر الداعمين للقضية الفلسطينية ومواقف الكويت التاريخية مشهود لها في كافة المحافل الدولية سواء من مسؤولين او نواب في البرلمان الكويتي.
واعتبر المسلماني أن هناك فئة ضالة غير مسؤولة لا تعي ما تقوله ، وتناست أن منتخب الكويت هم اهلنا وضيوفنا والأردني تربى على احترام الضيف وسيكون القانون الأردني بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الإساءة لدولة عربية شقيقة لها مواقف مشرفة كثيرة مع الأردن.
أضاف : تحية لشعب الكويت الشقيق، تحية لسمو أمير الكويت حفظه الله ، فأنتم الأقرب للشعب الأردني وسيبقى الكويتي في الأردن بين أهله وعشيرته معززا ومكرما .
وكانت وزارة الخارجية الكويتية قد احتجت رسميا على الهتافات المسيئة للكويت ،
ونقل نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد لوزير خارجية الأردن استياء واستهجان الكويت لهتافات الجماهير الأردنية ، خلال مباراة منتخبي الكويت والأردن معتبرا إياها تشويها لمقاصد الرياضة ، فيما وزير خارجية الأردن عبر عن أسفه من تصرفات الجماهير قائلا : نرفض هذه الإساءات وسنُحاسب من يقف خلفها .