
في كلمة جامعة مانعة ، وضع صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الأمور في نصابها الصحيح ، وأعاد السكينة والطمأنينة إلى قلوب أبناء شعبه ، مذكرا إياهم بضرورة الحفاظ على الوطن الغالي آمنا مستقرا ومزدهرا ، وحمايته من الفتن التي تهدد بضرب وحدته الوطنية ، وانقسام صفه الواحد ، مؤكدا سموه ان الكويت دولة دستور وقانون ومؤسسات ، تكفل للجميع حق اللجوء للقضاء في مواجهة شبهات الفساد أو التجاوز على المال العام.
وشدد سموه في كلمة وجهها مساء أمس ، الى اخوانه وابنائه المواطنين ، على ان القضاء الكويتي مشهود له بالاستقلالية والنزاهة ، وهو موضع تقدير واعتزاز من الجميع ، الامر الذي يغني عن تبادل الاتهام في ساحة الاعلام ، بل هو السبيل الاجدى لتحقيق غاية الاصلاح.
واكد سموه ايمانه الصادق بحرية الرأي والتعبير ، مشددا «ان ذلك لا يعني ابدا ان نسمح بما قد يهدد امن البلاد واستقرارها ، والدخول في متاهة الفوضى والعبث المدمر ، وهي تجربة مؤلمة عاشها الشعب الكويتي وعانى مرارتها وقساوتها».
وقال سموه : لقد ساءني وآلمني في ظل ما تشهده المنطقة من احداث وتطورات ، ان نرى هذا التراشق في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ، وتبادل الاساءات والاتهامات التي يرفضها ديننا الحنيف ، وما توارثناه من قيم وتقاليد اهل الكويت الكرام.
أضاف : نحمد الله بأننا في دولة دستور وقانون ومؤسسات تكفل للجميع حق اللجوء للقضاء في مواجهة شبهات الفساد او التجاوز على المال العام وهو قضاء مشهود له بالاستقلالية والنزاهة وموضع تقدير واعتزاز الجميع وهو امر يغني عن تبادل الاتهام في ساحة الاعلام بل هو السبيل الاجدى لتحقيق غاية الاصلاح.
وفي هذا الشان نود ان نبين ما يلي: اولا: نؤكد حرصنا الدائم على الحفاظ على الاموال العامة والتزامنا بواجب حماية حرمتها ونؤكد كذلك انه لن يفلت من العقاب اي شخص مهما كانت مكانته او صفته تثبت ادانته بجرم الاعتداء على المال العام فلا حماية لفاسد وسيكون هذا الملف محل متابعتي شخصيا.
ثانيا: ان الكويت دولة مؤسسات وسيادة القانون ينص دستورها على «ان الناس سواسية في الكرامة الانسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة» وان المتهم برئ حتى تثبت ادانته.
ثالثا: لما كان هذا الموضوع الآن برمته منظور لدى القضاء ، فيجب الكف عن تناوله في وسائل الاعلام انتظارا لحكم قضائنا الشامخ المشهود له بالاستقلال والامانة والنزاهة ، والذي سياخذ طريقة الى التنفيذ الجاد حال صدوره.
رابعا: ندعو الجميع الى الحكمة والتروي والالتزام بقيم واخلاق مجتمعنا الكويتي ، الحريص على عدم الاساءة الى سمعة الناس وكرامتهم وعدم اطلاق الاحكام دون دليل او برهان.
وقال صاحب السمو الأمير أيضا : واذ نؤكد ايماننا الصادق بحرية الراي والتعبير ، فان ذلك لا يعني ابدا ان نسمح بما قد يهدد امن البلاد واستقرارها والدخول في متاهة الفوضى والعبث المدمر ، وهي تجربة مؤلمة عاشها الشعب الكويتي وعانى مرارتها وقساوتها.
لذا فانني ادعو اخواني وابنائي المواطنين الى الانتباه الى مصلحة وطننا العزيز ، وصيانة امنه واستقراره ، والوقوف صفا واحدا في وجه من يحاول العبث بامنه وشق وحدته الوطنية ، والابتعاد عن افتعال التجمعات التي قد تستغل في غير اهدافها ، وتقود الى مظاهر الفوضى ، وتتيح الفرصة لمن يريد بالكويت سوءا ، وعلينا ان نأخذ العبرة من تجارب الغير.
واختتم سموه كلمته بالقول : إن امامنا من الاستحقاقات ما يستوجب الاهتمام لتحقيق طموحات المواطنين في الارتقاء بوطنهم وتنميته ، ولنا وطيد الامل في التشكيل الجديد للحكومة في التصدي لمعالجة قضايانا الجوهرية ، وكل ما يمس مصالح المواطنين وهمومهم وتحقيق الانجاز المنشود ، ما يستوجب التعاون الجاد بين مجلس الامة والحكومة والمواطنين مؤسسات وافرادا ، وانني على ثقة تامة بأنكم جميعا مدركون لخطورة المرحلة التي تعيشها منطقتنا ، وما تقتضيه من وعي ويقظة وحرص على وحدة الصف والكلمة وتجسيد المسؤولية الوطنية ، مؤكدا ايماني الراسخ بقدرة اهل الكويت على العبور بسفينة العز والخير الى بر الامان ، وتحقيق المستقبل الزاهر لوطنهم بعون الله وتوفيقه.