بينما أثار التصعيد الأمريكي الأخير باستهداف قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ، مخاوف عدة من تطورات تصاعدية بالمنطقة ، والدخول في ساحة حرب أمريكية إيرانية مفتوحة ، حذرت الكويت من تلك التطورات المتسارعة ، التي يمكن أن تدفع بالمنطقة إلى ساحة مفتوحة للصراع ، ودعت الجميع إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ، وأشارت إلى ضرورة الابتعاد عن الخطابات التي من شأنها المساس بالوحدة الوطنية، والالتفاف حول القيادة السياسية .
في هذا السياق أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية ان الكويت تابعت بقلق بالغ تطورات الأحداث المؤسفة في العراق الشقيق ، واستمرار مظاهر التصعيد في المنطقة، والتي سبق وأن حذرت الكويت من تداعياتها الخطيرة على الأمن والاستقرار فيها.
ودعا المصدر في بيان له مساء أمس الأول ، الى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والحكمة إزاء هذه التطورات ، وصولا إلى معالجة سياسية تجنب المنطقة مزيدا من التصعيد والمخاطر.
كما دعا المجتمع الدولي للمسارعة والاضطلاع بمسؤولياته التاريخية في صيانة أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية من العالم والنأي بها عن مظاهر التصعيد.
بدوره أعلن رئيس مركز التواصل الحكومي الناطق الرسمي للحكومة طارق المزرم ، أن الحكومة تتابع باهتمام وقلق بالغين التطورات الإقليمية المتسارعة والأحداث الأخيرة وانعكاساتها على المنطقة.
ودعا المزرم في بيان صحفي الجميع إلى الابتعاد عن الخطابات التي من شأنها المساس بالوحدة الوطنية ، وعدم الانجراف خلف كل ما من شأنه إثارة النعرات والانقسامات ، مشددا على اتخاذ الحكومة الإجراءات القانونية كافة ، تجاه ما يمس الحفاظ على أمن واستقرار البلاد في ظل الأوضاع الراهنة.
وأكد إيمان الحكومة التام بحرية الرأي والتعبير وفق الأطر الدستورية والقوانين المنظمة ، إلا أنها تدعو المواطنين إلى "التمسك بالثوابت الوطنية وممارسة حقوقهم ، بما لا يمس أمن البلاد ويسيء إلى مكونات المجتمع ، والابتعاد عن نشر الإشاعات والأخبار غير الصحيحة واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية".
على الصعيد النيابي ، أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أنه من الضروري أهمية التماسك الاجتماعي والالتفاف حول القيادة السياسية ، في ضوء ما تشهده المنطقة من تطورات، لافتا إلى أن الكويتيين اجتازوا الأصعب بفضل التعاضد والتسامي على الخلافات.
وقال الغانم عبر حسابه الشخصي في "تويتر" : إن "ما يحدث من تطورات متسارعة أمر ينذر بخطورة بالغة ، وهو ما يتطلب تماسكًا اجتماعيًّا قويًّا وحقيقيًّا، والتفافًا حول القيادة السياسية، ونضجًا وتعقلًا في التعاطي مع تلك التطورات، بعيدًا عن الانفعال والصخب والتصرف اللامسؤول على حساب مصلحة الكويت".
أضاف :"لقد مررنا ككويتيين بما هو أصعب ، ونجحنا دائمًا بفضل تعاضدنا والتسامي على خلافاتنا والتصرف ببعد نظر إزاء مستقبل بلدنا ومستقبل أبنائنا".
من جهته قال النائب محمد الدلال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ، إن " إقليمنا مازال يعج بالاضطراب وعدم الاستقرار بسبب صراع القوى والمصالح في دول وشعوب منطقتنا ، ونحن بحاجة أن تتولى الأجهزة الرسمية في الدولة الاستعداد والجاهزية لكل الاحتمالات المتوقعة نتيجة للصراع الأمريكي الإيراني ، ونكرر نحن بحاجة لإنشاء لجهاز متخصص لإدارة الأزمات والأخطار"
أضاف الدلال : "متوقع ان نرى تصعيدا امنيا او عسكريا من أطراف الصراع ، وعلى مجلس الوزراء ومجلس الامة ان يقوموا بمسؤولياتهم الدستورية لحفظ امن وسلامة الكويت واهلها والمقيمين فيها، وعلينا جميعًا ضبط النفس والمواقف والتصريحات" .
من جانبه لفت النائب خالد العتيبي إلى أن " تداعيات الأحداث الأخيرة تفرض على الجميع الانتباه"، مبينا أن على الحكومة بسط رقابتها الأمنية على المصالح الحيوية .
أضاف : "علينا جميعاً نبذ أي خطاب طائفي من شأنه ضرب وحدتنا"، والاستعداد والحكمة والحذر هم عناوين المرحلة القادمة فهناك من يحاول نقل المعركة للداخل.
من ناحيته أكد النائب أسامة الشاهين أن الضربات الأمريكية الإيرانية المتبادلة على أراضي العراق وغيرها، تستوجب على الحكومة أقصى درجات الحيطة والانتباه الأمني والعسكري والدبلوماسي، بجانب اتخاذ التدابير الاقتصادية والتموينية وغيرها اللازمة.
بدوره دعا النائب عبدالكريم الكندري الحكومة إلى رفع مستوى اليقظة والحذر والاستعدادات، مشيرا إلى أن "ما حولنا يستدعي اتخاذ كافة التدابير الأمنية التي تضمن سلامة الدولة ومواطنيها، وعليها أن تكثف نشاطها الاعلامي ، لكي لاتدع مجالاً للاشاعات وتناقل الأخبار من مصادر غير موثوقة".
