
تتسارع الجهود والمساعي التي تبذلها الكويت ودول أخرى شقيقة وصديقة ، من أجل تطويق معدلات التصعيد في المنطقة ، ونبذ كل ما يهدد أمن واستقرار المنطقة .
في هذا تلقى وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر اتصالاً هاتفياً ، من وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب.
وجرى خلال الاتصال بحث آخر التطورات المتسارعة والمستجدات في المنطقة ، حيث تم التأكيد على اهميه تخفيض التصعيد ، والنأي بها عن المخاطر ، والتعامل مع تلك المستجدات بروح الحكمة ، وضبط النفس لضمان تعزيز امن المنطقة واستقرارها.
كما تم خلال الاتصال أيضا استعراض أوجه العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين ، وحرصهما على تطوير وتعزيز تلك العلاقات ، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
من جانب آخر استقبل الناصر أمس في ديوان عام وزارة الخارجية سفير جمهورية مالطا باتريك كول ، بمناسبة انتهاء فترة عمله سفيرا لبلاده لدى دولة الكويت.
واشاد الناصر خلال اللقاء بجهود السفير خلال فترة عمله في البلاد ، واسهاماته التي قدمها في اطار دعم وتعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين البلدين الصديقين.
من جهة أخرى أكد وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، أنّ بلاده "تسعى لتحقيق الاستقرار في العراق بأقرب وقت ممكن"، لافتاً إلى أنه سيبحث "مع القادة العراقيين تخفيض التصعيد وإبعاد العراق عن الصراع الحاصل في المنطقة".
وأشار الوزير القطري، في مؤتمر صحافي مشترك في بغداد مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم، إلى أنه سيلتقي "رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ورئيس الجمهورية برهم صالح"، وسيبحث "معهما تخفيض حدة التوتر والخروج بحلول سريعة للأزمة التي تعيشها المنطقة، وإبعاد العراق عن الصراعات والأزمات".
بدوره أكد وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم أن بلاده مع سياسة التهدئة في المنطقة، وحرية الملاحة في الخليج، مشيراً إلى أن زيارة وزير الخارجية القطري إلى العراق تعد زيارة استراتيجية مهمة للبلدين تضمنت مناقشة سبل تهدئة الأوضاع.
أضاف : "كما شددنا على ضرورة احترام سيادة العراق من جميع الأطراف ورفض تحويل أراضينا لساحة للصراع"، مبيناً أنه "بحث إمكانية تخفيف التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأميركية". ولفت إلى ان الوزير القطري سيلتقي بالرئاسات الثلاث لبحث آخر التطورات.
ووصل وزير الخارجية القطري، صباح أمس الأربعاء، إلى العاصمة العراقية بغداد، على رأس وفد رفيع، في زيارة رسمية أعلن عنها في وقت سابق.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية ، أنّ الوزير القطري وصل إلى بغداد في زيارة رسمية قالت إنها لـ"بحث سبل تخفيف حدة التوتر في المنطقة".
وتحدث النائب في البرلمان العراقي أحمد الصفار، عن "رسالة سلام وتهدئة قطرية في المنطقة تحظى باحترام جميع الأطراف"، مضيفاً أنّ "أي محاولة إصلاحية تهدف للتهدئة ووضع الحلول، يرحب العراق بها، بل ويدعمها".
وأكد مسؤول عراقي رفيع في بغداد أن زيارة وزير الخارجية القطري "ستبحث ضبط جميع الأطراف لمواقفها، وبذل الجهود لتبديد الأجواء المشحونة بالمنطقة"، مبيناً أن "الجهود القطرية الحالية تلقى اهتماماً عراقياً كبيراً، كونها بالنهاية تصب في استقرار العراق، لأن أي انزلاق لمواجهة أو احتكاك عسكري من أي مستوى أو نوع يعني أن العراق سيكون ساحته الرئيسية".
وقال مقرر لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، إن "الزيارة القطرية لبغداد ذات أهمية كبيرة للعراق، كونها تأتي ضمن تحركات قطرية واسعة للدفع نحو التهدئة في ما يتعلق بالتصعيد الأميركي الإيراني منذ اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في بغداد".
وأكد الفايز أن "القطريين مؤهلون بشكل كبير لهذا الدور لعلاقتهم الممتازة مع مختلف الأطراف، وبالنسبة للعراقيين سيدعمون التحرك القطري لتخفيف حدة الأزمة وإعادتها إلى مستوى آمن".
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية علي حسين الجبوري إن "زيارة وزير الخارجية القطري إلى العراق في هذا الوقت الحرج، ضرورية كونها قد تمثل المخرج للازمة الحالية التي تصاعدت بشكل كبير بين واشنطن وطهران على الساحة العراقية، متوقعاً أن تلاقي الجهود القطرية قبولاً عراقياً وكذلك من الأطراف الأخرى المعنية بالأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.