العدد 3810 Monday 02, November 2020
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
لجان الاقتراع الرئيسية والاصلية والفرعية أمة 2020 ما جرى درسٌ لنا .. وللفرنسيين أيضاً «التجارة» تنتصر لمبادئ الكويت الرافضة للتطبيع عودة المعتمرين من خارج المملكة إلى البيت الحرام «الصحة» : 608 إصابات جديدة بـ «كورونا» وكفاءات وطنية تجري أول عملية لزراعة خلايا جذعية طائرات مسيرة لمراقبة مستعمرات البطاريق في القطب الجنوبي «المرصد الأوروبي الجنوبي» يرصد «سديم الجمجمة» تطفو في الفضاء الصين تكتشف «كورونا» في سمك الإكوادور ولحم البرازيل الإعصار «غوني» يضرب الفلبين .. وإجلاء قرابة مليون شخص الأمير عزى أمير قطر بوفاة حمد بن عيد آل ثاني واطمأن على صحة الرئيس الجزائري ولي العهد استقبل رئيسي مجلسي الأمة والوزراء اختصاصيون: «الموجة الثانية» لـ «كورنا» تفسرها زيادة الأعداد الحربي : مخصصات المبتعثين 200 دينار للأعزب و350 للمتزوجين 42 مرشحاً ومرشحة في اليوم السابع من فتح باب الترشح لانتخابات «أمة 2020» الصقر: «الوطني» قدم نموذجاً يحتذى به في إدارة الأزمة اللون الأحمر يهيمن على مؤشرات البورصة «الغرفة» تشارك في اللقاء التشاوري الدوري لوزراء التجارة الخليجيين «صندوق النقد العربي» ينظم الاجتماع التاسع عشر «عن بعد» لفريق العمل الإقليمي «تسهيلات» تتحول للخسارة خلال تسعة أشهر بسبب «كورونا» القادسية يسعى للحفاظ على الصدارة في مواجهة الفحيحيل النصر يستعير ميرزا حتى نهاية الموسم الكويت يسقط طائرة كاظمة ويحرز كأس الاتحاد جوتا وصلاح ينقذان الريدز من فخ المطارق ألافيس يحرج البرشا.. والريال يضرب برباعية الكاظمي: نتطلع للعمل مع مصر وتعزيز التعاون الجيش السوري يقتل 3 مسلحين بقصف على إدلب سفير إثيوبيا في القاهرة: لا نزال نؤمن بالتفاوض تونس تتعاون مع فرنسا لكشف ملابسات هجوم نيس إصابات كورونا تتجاوز 46 مليوناً حول العالم مسلسل « No Man’s Land » .. قصة إنسانية تحيطها الصراعات في منطقة نزاعات وحروب أصالة تلتقي جمهورها علي مسرح المنارة 20 نوفمبر رباب كنعان تعلن اعتزالها الساحة الفنية هاني شاكر بعد حبس حمو بيكا: دليل على مكانة وهيبة نقابة الموسيقيين نجلاء بدر: قبلت بعض الأدوار من أجل الفلوس

الأولى

ما جرى درسٌ لنا .. وللفرنسيين أيضاً

د. بركات عوض الهديبان
 
 
 
 على الرغم من كل السلبيات التي رافقت موضوع إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في فرنسا ، وكذلك تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، التي زعم فيها أن «الإسلام في أزمة» ، فإن الأمر لم يخلُ من إيجابيات ، كشف عنها حديث الرئيس ماكرون نفسه الذي أدلى به أخيرا لقناة «الجزيرة» الفضائية ، حيث قدم اعتذارا ، وإن كان بشكل غير مباشر ، لكنه أقرب إلى التصريح، منه إلى التلميح ، عن كل ما جرى خلال الفترة الماضية ، وأكد أنه «يتفهم مشاعر المسلمين إزاء تلك الرسوم»، نافيا تماما أنه يدعمها أو يؤيدها . كما أنه أبدى رغبة واضحة في مد جسور التعاون بين بلاده والدول العربية والإسلامية، وأيضا التعاون مع المسلمين المقيمين في فرنسا ، من أجل تجاوزالأزمات والمشكلات التي تواجههم, والحق أن ما جاء على لسان الرئيس ماكرون ، يعد انتصارا واضحا لنضال المسلمين السلمي ، وإنصافا لغضبتهم لنبيهم ، التي جرى التعبير عنها عبر وسائل مدنية سلمية، ومن خلال أساليب متحضرة راقية ، كمقاطعة المنتجات الفرنسية ، وبعيدا عن اللجوء إلى أي نوع من العنف ، الذي أدنّاه منذ البداية ، ولا نزال ندينه ونشجبه بكل قوة ، لأنه فضلا عن كونه يخالف تعاليم ديننا الحنيف ، الذي نهى نهيا قاطعا عن إيذاء أي إنسان ، وعصم دماء جميع البشر ، وجعل قتل نفس واحدة بمنزلة قتل الناس جميعا ، في الجرم والإثم ، فإن هذا العنف أيضا يضيع حقوق المسلمين ، ويشوه صورتهم، ويحولهم من «مجني عليهم» إلى «جناة» .
وعندما يقول الرئيس ماكرون في الحديث ذاته ، إن فرنسا بلد حريص على حرية المعتقد ، وإن هدفه أن يكون لكل مواطن في بلاده أيا كان دينه ، نفس الحقوق السياسية والمدنية، وصولا إلى مجتمع يتعايش مع كل الديانات التي تعيش فيه. وعندما يؤكد أيضا أن بلده ليس لديه مشكلة مع أي ديانة في العالم ، لأن كل الديانات تمارس بحرية في فرنسا، فإن ذلك مكسب كبير ، يمكننا البناء عليه وتطويره . وهنا يأتي دور مؤسساتنا الإسلامية بالتنسيق مع الجمعيات والروابط الإسلامية في فرنسا ، وغيرها من الدول الأوروبية ، من أجل استئناف الحوار الهادف إلى وضع تشريعات ، تضمن الاحترام الكامل لكل الأديان ، وتجريم الإساءة إليها ، وكذلك تعزيز دمج مسلمي أوروبا في المجتمعات التي يقيمون بها ، مع حفاظهم في الوقت نفسه على قيمهم ومبادئهم النابعة من دينهم وشريعتهم .
وكما ذكرنا في افتتاحيات سابقة ، فإن دفاعنا عن ديننا ونبينا – صلى الله عليه وسلم – لا يعني بأي وجه ، أننا نقر المساس بأي إنسان على وجه البسيطة ، بل على العكس من ذلك ، فان شريعتنا الغراء ذاتها تلزمنا ليس فقط بعدم إيذاء الناس ، بل أيضا بحمايتهم من أي أذى ، والتصدي لمن يحاول الإضرار بهم . كيف لا والإسلام العظيم يأمرنا بأن نجادل الناس «بالتي هي أحسن» ، ويخص أهل الكتاب في هذا الشأن بقوله سبحانه «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن»، ويوجهنا كذلك بقوله تعالى «وقولوا للناس حسنا» .
إننا نتمنى أن يكون فيما حدث درس مهم لنا وللفرنسيين أيضا .. بالنسبة لنا يقول هذا الدرس إن المسلم القوي ليس هو المسلم العنيف ، بل هو من يدافع عن دينه ونبيه وشريعته، بكل ما يملك من قوة ، من دون أن يتورط في أي عنف أو إضرار بالآخرين ، وأن المسلمين يملكون من وسائل القوة ما لو استثمروه جيدا ، لاستطاعوا تحقيق الكثير من الإنجازات والمكاسب ، على كل الأصعدة . والدرس المهم للفرنسيين أن استعداء أصحاب أي دين من الأديان ، هو مصدر لكثير من الشرور ، وأن الأصل أن يكون بين الأديان والثقافات ، أكبر قدر ممكن من التفاهم والتواصل والتعايش. وهذا ما ينبغي أن نسعى جميعا إليه ، ونعمل من أجله ، من أجل خير البشرية كلها .

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق