في انتصار تاريخي على جبهتين ، داخلية تتمثل في العرس الديمقراطي الذي شهدته البلاد أمس ، عبر انتخابات ناجحة لمجلس الأمة ، رغم الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة «كورونا» ، وخارجية تكرست بالتقدم الكبير الذي أحرزته المساعي الكويتية بالتعاون مع الولايات المتحدة ، لمعالجة الأزمة الخليجية .
وعلى صعيد الانتصار الديمقراطي الكبير ، فقد أعرب صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ، عن بالغ تقديره لجميع الوزارات والجهات الحكومية التي شاركت في الإعداد والتنظيم لانتخابات مجلس الأمة 2020 ، وعلى ما أبدوه من تعاون وتكاتف وتنسيق وتنظيم بناء لإجراء عملية الانتخابات ، ووفق الاشتراطات الصحية المطلوبة واتخاذ كافة الاحترازات والاحتياطات التي تتطلبها الظروف الصحية الراهنة ، حفاظا على سلامة الجميع.
جاء ذلك في رسائل شكر بعث بها سموه ، إلى سمو الشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني ، وسمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء ، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين ، وأشاد سموه بما تحلى به المواطنون من حس وطني ، تجسد بمشاركتهم الفاعلة في ممارسة حقهم الدستوري في الانتخابات ، وما أبدوه من التزام بالإرشادات أسهمت في تمكينهم من الإدلاء بأصواتهم بكل سهولة ويسر ، الأمر الذي جسد الوجه الحضاري للوطن العزيز ، في هذا العرس الديمقراطي.
كما عبر سموه عن بالغ تقديره وخالص ثنائه ، لأعضاء اللجنة القضائية العليا المشرفة على سير الانتخابات ، وعلى جهودهم المقدرة التي يسرت عملية الانتخابات بكل كفاءة وشفافية ، سائلا سموه المولي تعالى ان يأخذ بأيدي الجميع لكل ما فيه الخير والرفعة والسؤدد للوطن العزيز.
على الصعيد الخارجي ، وفي رسائل بعث شكر بعث بها سمو الأمير إلى كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن المصالحة الخليجية، أشاد سموه بجهودهم المقدرة في سبیل إنجاح المساعي الخیرة» التي بدأها أمیر الكويت الراحل الشیخ صباح الأحمد، لاحتواء الأزمة الخلیجیة، و»إنهائها بالتوصل إلى الاتفاق النهائي الذي یضمن لنا التضامن والتماسك في وحدة موقفنا».
وقال صاحب السمو : إن «الخطوة المباركة» التي تحققت بالتوصل إلى الاتفاق «تعكس حرص خادم الحرمين الشريفين وأمير قطر ، على مكتسبات كیاننا الخلیجي ووحدته وتماسكه وصلابته، ودوره على الساحتین الإقلیمیة والدولیة، لنتمكن معاً من العمل في سبیل تحقیق آمال وتطلعات شعوبنا ومواجهة التحدیات الجسام المحدقة بنا».
وأكد سموه أن «تمثیل المملكة العربیة السعودیة الشقیقة، للأشقاء في دولة الإمارات العربیة المتحدة ومملكة البحرین وجمهوریة مصر العربية، إنما یعكس المكانة المرموقة لها، ودورها الرائد في سبیل السعي لدعم أمن واستقرار المنطقة، وحرصها على التكاتف ووحدة الصف، في ظل الظروف الدقیقة التي یعیشها العالم والمنطقة».
وقال سمو الأمير : إن ما تمّ التوصل إلیه بین الأشقاء یُعَدّ إنجازاً سیعید إلى كیاننا الخلیجي وعملنا العربي المشترك وحدته وتماسكه، في مواجهة التحدیات التي تعصف بالعالم أجمع، وبما یمكننا من العمل معاً في سبیل تحقیق آمال وتطلعات شعوبنا المشروعة بالأمن والاستقرار والازدهار والرفاه».
ونوه صاحب السمو أمير البلاد في رسالته إلى الرئیس دونالد ترامب، بالجهود الكبیرة والمقدرة التي بذلتها الولایات المتحدة الأميركیة منذ الأیام الأولى لنشوب الخلاف الخلیجي»، قائلا : إن «التوصل إلى هذا الإنجاز، یعكس حرص بلدكم الصدیق على أمن واستقرار المنطقة، وإدراكها لحتمیة التكاتف والتآزر في سبیل مواجهة التحدیات المحدقة بالمنطقة والعالم» ، مشددا على أن تلك الجهود «ستظل راسخة في الأذهان وتستذكرها شعوبنا بكل العرفان» .