
أشاع اللقاء الذي عقده سمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء ، مع رؤساء تحرير الصحف المحلية ، أمس الأول ، أجواء من التفاؤل والاستبشار بأننا أمام مرحلة جديدة من العمل السياسي ، ستشهد متغيرات عديدة مهمة ، وهو ما جعل نوابا ومراقبين سياسيين يتوقعون أن يتجلى أول وأهم هذه المتغيرات ، في التشكيل الحكومي الجديد ، خصوصا في ضوء ما أعلن عنه سمو الرئيس ، من أنه سيبدأ خلال أيام بعقد لقاءات مع أعضاء مجلس الأمة والكتل النيابية ، وتحديد الأولويات التي ينبغي العمل عليها عقب تشكيل الحكومة، وحزمة القوانين والتشريعات المطلوبة لتحريك عجلة الحياة الاقتصادية والتنموية ، والارتقاء بالخدمات المختلفة ، وبرنامج عمل الحكومة، إضافة إلى اعتزامه عقد لقاءات مع بعض الخبراء وجمعيات النفع العام.
وذكرت مصادر نيابية تحدثت إليها "الصباح" ، أن سمو رئيس مجلس الوزراء يبدو عازما هذه المرة ، على أن يأخذ وقته بشكل كافٍ ، من أجل تأليف حكومته الجديدة ، وبهدف أن يأتي هذا التشكيل ملبيا لطموحات وتطلعات الشارع الكويتي ، لافتة إلى أن هذا أفضل ما يفعله سموه ، لأن الاستعجال في تشكيل حكومات سابقة أفرز مشكلات غير قليلة ، وأدى إلى تزايد الاحتقان بين السلطتين ، نتيجة لعدم الرضى النيابي عن بعض الوزراء ، الذين اعتبروهم "عناصر تأزيم" .
وأكدت المصادر أن تركيز سمو رئيس الوزراء على تحقيقالإصلاح الاقتصادي ، يمثل بعدا شديد الأهمية ، خصوصا مع ربطه بين هذا الإصلاح ومحاربة الفساد ، وإعلانه أن "البداية بدأ من البيت الحكومي ، وإذا تمكّنا من أن نصلح البيت الحكومي وأكملنا ما هو مطلوب ، ندخل إلى خطوات أخرى في الوضع الاقتصادي".
أضافت أن الأرقام التي أوردها سموه خلال اللقاء ، تؤكد جديته في مكافحة الفساد والحفاظ على المال العام ، حيث ذكر أن هناك 77 بلاغا قدمت إلى هيئة نزاهة، 44 منها أحيلت إلى النيابة، و122 قضية اعتداء على المال العام لدى النيابة العامة، و1691 قضية تعد على أملاك الدولة، و282 قضية اتجار بالإقامات والبشر، وأن كل ذلك جرى خلال سنة واحدة .
المصادر استشهدت أيضا بقول سمو الرئيس : "علينا ألا نخذل المواطنين، ونحن ملتزمون بكل استحقاقاتهم وخدماتهم ورواتبهم»، وتأكيده أن جيب الواطن لن يمس ، برغم الاختلالات الاقتصادية التي يتحتم علاجها ، لكن ذلك – طبقا لتأكيد رئيس الوزراء – لن يكون أبدا على حساب دخل المواطن ومستوى معيشته ، وهو ما نزل بردا وسلاما على قلوب المواطنين جميعا .