
«وكالات» : أكد نجل القائد الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود، أن وادي بنجشير لن يتم تسليمه لـ «طالبان»، قائلا إنه إذا حاولت الحركة السيطرة عليه «فنحن مستعدون للمقاومة»، مشيراً إلى أن أفغانستان على شفا كارثة إنسانية، وأنها تعود مجددا كملاذ آمن للإرهاب، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم الشعب الأفغاني، فيما أفادت وكالة «فرانس برس» بأن طالبان أرسلت مئات المقاتلين إلى وادي بنجشير للسيطرة عليه.
وأضاف أحمد مسعود في تصريح لقناة «العربية»: تصدينا للاتحاد السوفيتي وقادرون على التصدي لطالبان، معتبرا أنه ليس لديه مشكلة في حكومة تشارك فيها طالبان وأن أفغانستان بحاجة إلى حكومة شاملة، لكنه لفت إلى أنه إذا حاولت طالبان فرض فكرها فإن ذلك مخالف للشريعة.
وتابع مسعود أنه يريد إنهاء الحرب في أفغانستان ويسعى للحوار أما إذا رفضت طالبان الحوار فلا مفر من الحرب، مؤكدا أنه مستعد للدفاع عن بلاده، لكنه حذر في الوقت ذاته من إراقة الدماء.
وأردف يقول إن طالبان لن تدوم طويلا إذا استمرت في هذا الطريق، مشيرا إلى أن لديه عناصر من القوات الحكومية وصلوا إلى بنجشير من عدة ولايات أفغانية.
واعتبر أحمد مسعود أن حكومة أشرف غني مسؤولة عن شرح أسباب السقوط السريع، وأن اتفاق السلام بين طالبان والأميركيين «خيانة».
واعتبر أن «طالبان» تقول ما لا تفعل وستعود لحقيقتها بعد فترة وجيزة، مشددا أنه عليها الإثبات للعالم أنها تغيرت، كما أعرب عن شعوره بالصدمة والعار للمشاهد في مطار كابل.
وأكد أنه سوف يضحي بنفسه من أجل بلاده وقيم والده.
وأمهلت حركة «طالبان» نجل القائد الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود 4 ساعات لتسليم ولاية بنجشير. وأعلنت الحركة أنها تستعد لاقتحام بنجشير التي يتحصن فيها أحمد مسعود وآمر الله صالح.
وكان نجل أحمد شاه مسعود، أكد أنّه مستعد للمسامحة في دماء والده الذي اغتالته حركة طالبان، إذا توفّرت شروط السلام والأمن في أفغانستان.
وفي حديث لصحيفة «الشرق الأوسط»، شدّد أحمد مسعود على أهمية اللامركزية في أفغانستان وأوضح أنّه مستعدّ ومن خلال المفاوضات السياسية، لتشكيل مع طالبان حكومة شاملة تحارب الإرهاب.
واعتبر أنّ أيّ حكومة أفغانية تتّسم بالتطرّف من شأنها أن تشكل تهديداً خطيراً، ليس لأفغانستان فحسب ولكن للمنطقة والعالم بأسره.
وعن الرئيس أشرف غني، علق أحمد مسعود بالقول: «إن غني فشل تماماً في إدراك مدى عمق الحفرة التي حفرها لأفغانستان، فقد كانت لديه فرصة ذهبية حينما قام العالم كله بتمويل كابل بمليارات الدولارات سنوياً، إلا أن غالبية الشعب الأفغاني لا يزالون يعيشون تحت خط الفقر، في حين أن قلة فقط من النخبة السياسية قد استطاعت كسب الملايين وقامت بتحويلها إلى الخارج، وعلاوة على ذلك، فقد كانت لدى غني أجندة عرقية أدت إلى مزيد من الانقسامات بين الأفغان، إذ استخدم ورقة البشتون ضد الطاجيك والأوزبك والهزارة».
وفي سياق متصل، أعلنت موسكو أنها نقلت عرضا من طالبان لولاية بنجشير غير الخاضعة للحركة بنية طالبان للحوار للتوصل لاتفاق سياسي مع الزعيم أحمد مسعود بدلا من إراقة الدماء.
وقد أظهرت مقاطع فيديو تدريبات للقوات التابعة لأحمد مسعود المعارضة لطالبان في بنشجير. يأتي ذلك بعد أن أعلنت هذه القوات سيطرتها على ثلاث مديريات في ولاية بغلان شمال البلاد، كما كان طالب أحمد مسعود المجتمع الدولي بدعم القوات المعارضة لطالبان بالأسلحة والذخائر.
من جهته، صرح السفير الروسي لدى أفغانستان، دميتري جيرنوف، بأن طالبان طلبت منه نقل عرض إلى المعارضة المؤيدة للحكومة في شمال أفغانستان حول التوصل إلى اتفاق معها، حيث إن الحركة لا تريد إراقة الدماء في وادي بنجشير، معقل قوات التحالف الشمالي والمنطقة الوحيدة التي لا تخضع لسيطرة طالبان.
وأعلن المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان، محمد نعيم، في تغريدة له على «تويتر» أن وفدا من الحركة التقى عددا من الشخصيات السياسية في كابل حيث طمأنهم على أمنهم وحفظ سلامتهم، كما أن الوفد أوضح أن الحركة تريد نظاما مركزيا قويا يحترم حكم القانون ويكون خاليا من الفساد.
وتعهد نائب الرئيس السابق أمر الله صالح وأحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود قائد القوات التي قاومت القوات السوفييتية في السابق، بمقاومة طالبان من بنجشير التي صدت القوات السوفييتية وطالبان في الثمانينات والتسعينات.
ويقول مقربون من مسعود إن ما يزيد على 6 آلاف مقاتل، من فلول وحدات الجيش والقوات الخاصة وكذلك مجموعات الميليشيات المحلية، تجمعوا في الوادي، ومعهم بعض طائرات الهليكوبتر والمركبات العسكرية، وإنهم أصلحوا بعض المركبات المدرعة التي خلفها السوفيت.
يذكر أن أحمد مسعود هو نجل أحمد شاه مسعود الذي قاد قوات «التحالف الشمالي» ضد الغزو السوفيتي في الثمانينيات، وحركة طالبان في التسعينيات من القرن الماضي.
التحق بمدارس في طاجيكستان وإيران، ودرس بين عامي 2010 و2011 بأكاديمية «ساندهيرست» العسكرية الملكية البريطانية.
وحصل على درجة علمية في دراسات الحرب من جامعة «كينغز كوليدج» البريطانية، ودرجة الماجستير في السياسة الدولية من جامعة «سيتي» في لندن.
وبعد عودته إلى أفغانستان عام 2016، نشط في العمل السياسي.