
أنجز باحثون كويتيون أول نظام متكامل وفعال للإنذار المبكر للأوبئة الفيروسية - كوفيد19 بشكل خاص- من أجل المراقبة الفعالة والوقاية والسيطرة عليه.
جاء ذلك ضمن الدراسة التي أجراها الباحثان الرئيسيان من مركز العلوم الطبية بجامعة الكويت د.سلمان الصباح من كلية الطب و د.محمد الخميس من كلية الصحة العامة، وبمساعدة كل من الباحثين د.محمد خاجة من معهد الكويت للأبحاث العلمية، ونور بن حيدر من كلية الصحة العامة، ود.أحمد نبيل ود.سليمان المزيدي من وزارة الصحة، ود.سارة اليوحة من كلية الطب ووزارة الصحة، وبتمويل من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
وتمكن الباحثون من إثبات قدرة النموذج الأولي للنظام على تحديد وتقدير تطور وباء كوفيد-19، وانتقاله المجتمعي، والتكتلات الزمانية والمكانية، وتوزيع المخاطر الجغرافية، وعوامل الخطر المرتبطة بها، بالإضافة إلى معدل الطفرات الجبنة والأصول التطورية والجغرافية. ويقوم نظام الإنذار المبكر على النمذجة والتنبؤ بالديناميكيات الزمانية والمكانية والتطورية لوباء كوفيد19 في الكويت، من خلال استخدام الأدوات الوبائية الحديثة مثل النماذج الرياضية الزمانية والمكانية، و الذكاء الاصطناعي، ونماذج التطور البيولوجي التي تتيح رؤى جديدة وأعمق في ديناميكيات الأمراض المستجدة مثل كوفيد-19.
ومن شأن النظام الأولي للإنذار المبكر الذي يمكن استخدامه بشكل مستدام وسهل، في تصوير، وتحليل، و إيصال النتائج بشكل شبه فوري لتساعد على تقييم استراتيجيات المراقبة والوقاية واحتواء الوباء المستجد لصناع القرار.
من ناحبة أخرى قام المركز الوطني للمعلومات الصحية في وزار الصحة، وبالتعاون من منظمة الصحة العالمية، ومنطقة الفروانية الصحية، بإدخال أحدث الأنظمة المتعلقة بتصنيف الأمراض، وهو المراجعة الحادية عشر من التصنيف الدولي للأمراض والمشاكل المتعلقة بالصحة «ICD-11»، وذلك من خلال دراسة نمط سير العمل في الأقسام المختلفة في مستشفى الفروانية، وأقسام السجلات الطبية والأشعة والمختبرات والصيدلية، وتم إجراء التعديلات اللازمة في النظام الإلكتروني للمستشفى، ليشمل ذلك جميع الأجنحة والعيادات الخارجية وأقسام الطوارئ، ومن ثم تم إدخال نظام الترميز المطور على النظام الإلكتروني للمستشفى.
وقالت مديرة المركز د. فاطمة العسومي إن بعد هذا النجاح تصبح دولة الكويت الأولى عالمياً في تطبيق التصنيف الجديد على المرضى في مستشفى الفروانية، والذي توصي منظمة الصحة العالمية بتطبيقه عالمياً بحلول عام 2022، لافتة إلى أن هذه الإنجازات، هي جزء من مشروع ميكنة البيانات الصحية، الذي يقوم به المركز الوطني للمعلومات الصحية على مستوى دولة الكويت.
وأوضحت أن ذلك جاء في إطار مسعى وزارة الصحة لمواكبة أبرز المستجدات في المجال الصحي، سواءً على صعيد الخدمات التعزيزية والوقائية والعلاجية والتأهيلية، أو على صعيد رصد وتحليل البيانات الصحية.
إلى ذلك أكد مدير منطقة الأحمدي الصحية الدكتور أحمد الشطي ان الكويت ثرية بالحراك المجتمعي والبنى التحتية والمبادرات المجتمعية، لافتا الى أن هناك حتى الآن 11 مدينة مسجلة على شبكة المدن الصحية الاقليمية فضلا عن وجود 18 منطقة أبدت رغبتها في التسجيل.
وأوضح الشطي في تصريح صحفي على هامش الدورة التدريبية «تقييم المدن الصحية» التي انطلقت فعالياتها أمس الثلاثاء، ونظمتها الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وتستمر لمدة ثلاثة ايام، انها تهدف الى تعزيز القدرات لتقييم المدن المرشحة للانضمام الى الشبكة، فضلا عن تقييم الأفراد المهيئين للتقييم ثم مطابقة الانجاز مع المتطلبات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.
أضاف ان «المدن الصحية» مبادرة مجتمعية تتكامل مع كل الخدمات الموجودة لتعزيز الصحة، منوها أن الكويت تتمتع بأفضل البنى التحتية فيما يخص الرعاية الصحية الأولية، حيث يمكن الوصول الى أي مركز صحي خلال من 7 الى 10 دقائق في أي منطقة سكنية ومدعمة بمستشفيات عامة ومراكز تخصصية.
وأشار الى انه تم استعراض تجارب ناجحة في منطقة اليرموك وهي المدينة المعتمدة، حيث انخفضت مرتبة الذين يعانون من مرض الربو من الخامسة الى الثامنة وانخفاض معدلات السكر التجسسي الى 70 في المئة. بدوره أكد مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في الكويت الدكتور أسعد حفيظ في كلمة له خلال الافتتاح، على أهمية المدن الصحية التي أثبتت جدواها ويمكن من خلالها التصدي للحالات الطارئة، كما أنها أيضا منصة للعمل المنهجي المشترك الذي يحقق عددا من الأهداف، أهمها وضع الصحة على الأجندات السياسية وتحقيق التعاون القطاعي بما يخدم التنمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.