
وضعت المليشيات الحوثية منطقة الخليج فوق بركان، باستهدافها أمس دولة الإمارات، بطائرات مسيرة أطلقتها هذه المليشيا، وضربت مطار أبو ظبي ومنطقة "المصفح"، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الأبرياء، فيما تحبس المنطقة أنفاسها ترقبا لتوقيت ونوعية الرد الذي سترد به الإمارات و"التحالف العربي" على هذا الاستهداف الخطير. وقد أكدت وزارة الخارجية الإماراتية، أن دولة الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية، وأنها لن تمر دون عقاب.
وقد أعرب صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، عن استنكار دولة الكويت الشديد، للعدوان الإرهابي الذي استهدف المناطق المدنية في دولة الإمارات بطائرات مسيرة، اطلقتها مليشيا الحوثي، وأسفرت عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين الأبرياء، مؤكدا سموه في برقية تعزية بعث بها إلى أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إدانة دولة الكويت لهذا العمل الإرهابي الآثم، الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين وزعزعة الأمن والاستقرار في البلد الشقيق، والذي يتنافى مع كل الشرائع والقيم الإنسانية، ووقوفها مع الإمارات الشقيقة، وتأييدها لكل ما تتخذه من إجراءات لمواجهة الإرهاب وحفظ أمنها.
كما شدد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، على مساندة الكويت للشقيقة الإمارات، في وجه أي محاولات لاستهداف أمنها واستقرارها، معربا سموه في برقية تعزية إلى أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، عن خالص تعازيه بضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف المناطق المدنية في دولة الإمارات، راجيا للضحايا الرحمة وللمصابين الشفاء العاجل.
كما بعث سمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء ببرقية تعزية مماثلة.
في السياق نفسه أعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين، للعدوان الإرهابي الجبان الذي استهداف المناطق المدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بطائرات مسيرة أطلقتها مليشيا الحوثي والتي أدت إلى مقتل وجرح عدد من الأبرياء.
وأوضحت الوزارة في بيان صحفي أمس، أن استمرار استهداف مليشيا الحوثي المدنيين والمناطق المدنية، وإصرارهم على انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني، وتعمدهم الإضرار بأمن دول المنطقة واستقرارها، يؤكد خطورة سلوك هذه الميلشيات، وضرورة تحرك المجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن لوضع حد لهذا السلوك العدواني وصيانة الأمن والسلم الدوليين.
وأكدت على وقوف دولة الكويت إلى جانب شقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتأييدها في كل ما تتخذه من خطوات للحفاظ على أمنها واستقرارها.
من جهتها أدانت السعودية "بأشد وأقسى العبارات، الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار أبوظبي الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة"، مؤكدة وقوف الرياض التام مع دولة الإمارات، أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها. وشددت على أن الهجوم يعيد التأكيد على خطورة هذه الجماعة وتهديدها لأمن المنطقة.
وأكد وزير خارجية مصر سامح شكري، دعم بلاده للإمارات، في كل ما تتخذه من إجراءات للتعامل مع أي عمل إرهابي يستهدفها.
وكانت وكالة أنباء الإمارات قد أعلنت عن وقوع انفجار في 3 صهاريج نقل محروقات بترولية في منطقة المصفح بأبو ظبي، وأشارت إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى رصد أجسام طائرة صغيرة.
وحسب الوكالة، فإن شرطة أبو ظبي أكدت "اندلاع حريق صباح أمس، مما أدى إلى انفجار في عدد 3 صهاريج نقل محروقات بترولية في منطقة مصفح آيكاد 3 بالقرب من خزانات أدنوك، كما وقع حادث حريق بسيط في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبو ظبي الدولي".
وقالت - نقلا عن الشرطة - إن التحقيقات الأولية تشير إلى رصد أجسام طائرة صغيرة يحتمل أن تكون لطائرات من دون طيار "درون" وقعت في المنطقتين، وقد تكون السبب في الانفجار والحريق.
وأكدت أن السلطات المختصة فتحت تحقيقا موسعا حول سبب الحريق والظروف المحيطة به.
وأظهرت بيانات ملاحية لموقع "فلايت رادار" تعطلا مؤقتا في حركة الطائرات القادمة إلى مطار أبو ظبي.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إنهم سيكشفون خلال ساعات عن تفاصيل عملية عسكرية في العمق الإماراتي.
وتعليقا على التطورات الجديدة، قال التحالف - الذي تقوده السعودية في اليمن- إنه رصد وتابع تصعيدا عدائيا باستخدام طائرات مسيرة من قبل الحوثيين، مشيرا إلى أن عددا من الطائرات المسيرة انطلقت من مطار صنعاء الدولي.
وأكد التحالف تدمير 3 طائرات مسيرة أُطلقت باتجاه المنطقة الجنوبية في السعودية.
وردا على بيان التحالف، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين محمد البخيتي إنه لا يعرف مكان إطلاق الطائرات المسيرة، ولكنه أشار إلى أن القول إنها انطلقت من مطار صنعاء يأتي كذريعة لاستهداف المطار.
أضاف أن العسكريين في الجماعة أكدوا له أن ضربة اليوم التي استهدفت أبو ظبي كانت موجعة، وأنها مجرد بداية إذا لم توقف الإمارات عدوانها، حسب قوله.
وحذر الإمارات من أن العملية العسكرية ما زالت مستمرة، وأنها في بدايتها، مؤكدا أن جماعته تتعامل بصبر كبير مع الإمارات، حسب قوله.
يذكر أنه في عام 2019، بث الحوثيون مقطع فيديو قالوا إنه يعود لاستهدافهم منشآت في مطار أبو ظبي الدولي عام 2018 بطائرة مسيرة، بيد أن الإمارات نفت تعرض المطار لأي هجوم، وقالت إن الحادث الذي وقع في المطار تسببت فيه مركبة إمدادات.
وتعد مدينة مصفح المنطقة الصناعية الرئيسية في إمارة أبو ظبي، وتطورت بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، وهي قريبة من مطار أبو ظبي الدولي.
وأنشئت مصفح كمدينة صناعية في السبعينيات، وبُني جسر مصفح يربطها بجزيرة أبو ظبي.
وتضم العديد من الشركات الصناعية، وازدادت أهميتها بعد تطوير ميناء مصفح الذي ساعد في إبرازها كمنطقة اقتصادية مميزة. وتمثل نقطة جذب للتجار والمستثمرين، كما أنها الأكثر طلبًا لاستئجار الشقق في أبو ظبي، وفق تقرير صادر عام 2020. ويبلغ عدد سكانها نحو 151 ألف نسمة من مختلف الجنسيات، وتضم العديد من المناطق، وهي: مصفح الصناعية، والشاطئ الشمالي، ومنطقة سكن العمال، وشعبية خليفة القديمة.