
واشنطن –”كونا”: أكدت الكويت والولايات المتحدة أهمية تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق المتبادل بينهما، بما يحقق المصالح المشتركة، مع أهمية تطوير تلك العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات أشمل وأوسع.
جاء ذلك خلال الاجتماع الوزاري للحوار الاستراتيجي بين دولة الكويت والولايات المتحدة في دورته الخامسة، والذي عقد في العاصمة الأمريكية واشنطن حيث ترأس الجانب الكويتي وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر، فيما ترأس الجانب الأمريكي وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
ونقل الناصر في بداية الاجتماع تحيات سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد،وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد،وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد وحكومة وشعب الكويت للولايات المتحدة الأمريكية الصديقة قيادة وحكومة وشعبا.
وأشاد بما تتسم به علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين من قوة ومتانة، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق المتبادل بما يحقق المصالح المشتركة مع أهمية تطوير تلك العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات أشمل وأوسع بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
من جانبه عبر الوزير الأمريكي أنتوني بلينكن، عن اعتزاز بلاده بمسيرة علاقات الصداقة الوثيقة والشراكة الاستراتيجية القائمة مع دولة الكويت في جميع المجالات، مشيداً بما توصلت إليه من مستويات رفيعة وعالية آملا الارتقاء بها إلى آفاق أوسع وترسيخ دعائمها على كل الأصعدة.
وأوضح أنه في ظل المتغيرات العديدة والكبيرة التي يشهدها العالم، إلا أن علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الكويت تزداد قوة ومتانة.
وأشاد بلينكن بمستوى التواصل والتعاون الدائم بين البلدين الصديقين على الساحة الدولية، معربا عن ثنائه على حكمة دولة الكويت واتزان سياستها الخارجية وبالجهود التي تقوم بها في ترسيخ دعائم حفظ الأمن والسلم في المنطقة.
من جهته أشاد وزير الخارجية الأمريكي بالتحالف بين البلدين، مشددا على أن “هذا المستوى من التعاون بين بلدينا مكنته الروابط القوية التي تم بناؤها معا على مدى عقود بدأت في الحرب وتعززت في السلام”.
وأعلن بلينكن عن توقيع “مذكرة تفاهم للوقاية ورصد والاستعداد لتفشي الأمراض التي تسببها مسببات الأمراض الخطيرة”.وأضاف “بموجب هذه الشراكة ستتبادل وزارتا الصحة الكويتية والأمريكية المعلومات التقنية وأفضل الممارسات بشأن رصد الأمراض”.
وتابع “كما سنلتقي بانتظام مع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى المشاركة لتبادل هذه المعرفة على نطاق أوسع في المنطقة، بحيث نكون مستعدين بشكل أفضل للاستجابة للأوبئة في المستقبل”.
وأوضح بلينكن أن هذه الجهود “تستند إلى العمل الذي تقوم به بلداننا بالفعل لوقف هذه الجائحة “كورونا المستجد- كوفيد 19”” معربا عن شكره للكويت “مجددا على الدور الحيوي الذي تلعبه في الاستجابة للجائحة”.
كما أشاد وزير الخارجية الأمريكي بالعلاقات “الدفاعية القوية بين البلدين منوها باستضافة الكويت للقوات الأمريكية والتعاون بين جيشينا بعدة طرق بما في ذلك إجراء التدريبات المشتركة”.
ونوه كذلك بالعلاقات الاقتصادية القوية بين البلدين، مشيرا إلى أن “علاقتنا التجارية الثنائية تصل الآن إلى أكثر من 4,5 مليار دولار سنويا”.
في سياق متصل أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مقابلة خاصة مع “كونا”، ان بلاده تعول كثيرا على الدور الفريد الذي تؤديه الكويت في إحلال السلام، مشددا على أنه لا غنى عن تلك الجهود في تسوية أزمات المنطقة.
وقال بلينكن : “نثمن عاليا مساعي الكويت الداعمة للسلام وجهودها القيمة التي تقود السبل لحل النزاعات”.
أضاف : “إننا بالطبع نضع أهمية كبرى على الدور الذي تؤديه الكويت، وهو دور فريد تقريبا دور الميسر والوسيط داعم السلام وقائد الطريق لتسوية الصراعات”.
واشار بلينكن الى أنه لا غنى عن دور الكويت في تسوية الأزمات في المنطقة وخارجها، قائلا : “الكويت من نواح كثيرة جسر لا غنى عنه لمحاولة حل التحديات في المنطقة وخارجها”.
واستشهد في هذا السياق بدور الكويت “الحاسم والحيوي”، في تسوية الخلاف الخليجي وحل الأزمة اليمنية وكذلك تجاه لبنان والعراق.
وأكد بلينكن ان هذه الدورة الخامسة للحوار الاستراتيجي بين البلدين، “أظهرت بوضوح كيف نعمل على تعميق وتعزيز، بل أيضا توسيع علاقاتنا والعمل الذي نؤديه معا”.
وقال : “أعتقد أنني خرجت من هذا الحوار الاستراتيجي الخامس، مقتنعا بأن هذه الشراكة تتعمق أكثر بطرق أتصور أنها تعود بالنفع على شعبينا وعلى شعوب العالم أيضا”.
وفي هذا الصدد شدد بلينكن على أن الولايات المتحدة والكويت تربطهما علاقات “استثنائية وقوية للغاية” في العديد من المجالات.
وتزامنا مع مرور 18 عاما على إعلان الولايات المتحدة، أن الكويت حليفة رئيسة لها من خارج حلف شمال الأطلسي “ناتو”، أكد بلينكن أن هذا الإعلان بمثابة شهادة على أهمية الشراكة ودور الكويت المهم ليس فقط في صنع السلام وجسر لتحقيقه، بل مثلا دورها “الأساسي” الذي أدته ولا تزال تؤديه في التحالف الدولي ضد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.