
برزت خلال الأيام الماضية مخاوف في الأوساط النيابية والسياسية عموما، من أن يتحول الاستجواب، من أداة رقابية مهمة، كما أراد لها الدستور، إلى «أداة للابتزاز السياسي»، وهو الخطر الذي يخشاه ويحذر منه كل محب للكويت ولتاريخها السياسي وتجربتها الديمقراطية المهمة والرائدة في المنطقة.
هذه المخاوف عبر عنها النائب عبد الله الطريجي، حين تحدث معارضا للاستجواب، خلال جلسة مجلس الأمة أمس، محذرا من أن «المواطن ضحى بحياته في ظل كورونا لاختيار نوابه، لكن القاعة أصبحت قاعة تصفية حسابات».
وقال الطريجي متوجها بحديثه لوزير الخارجية : يجب أن تفتخر لأنه تم تكريمك ومنحت وساما لم يمنح لأحد من قبلك، فضلا عن كلام صاحب السمو عن دورك، وهذا وسام شرف لك ولأسرتك.
أضاف: «المويزري من زمان حاط في باله يقدم استجواب لوزير الخارجية»، واعتبره وزيرا مؤزما وقدم استجوابه الأول من محور واحد»، متابعا : «الأخ شعيب لم يقدم وقائع أو مستندات، وأذكر ما قاله عند استجواب وزير الدفاع من انه «الأسبوع الجاي إن شاء الله وزير الخارجية».. وهذا يعني أن الأمور مبيتة».
وتابع : «الأخ شعيب خلط بين الملاحظة والمخالفة بعد استعراض تقرير ديوان المحاسبة»، مشيرا الى أن «الديوان يتبع مجلس الأمة ولديه نظام أساسي يعمل به، ومتى ما رأى إضرارا بالمال العام يتخذ إجراءت بحق الوزير والوزارة»، مبينا أن «من يفصل في ملاحظات ديوان المحاسبة هو إجراء الديوان، وهو قد أحال عددا من الجهات الى المحاكمات التأديبية عن المخالفات المالية، ووزارة الخارجية ليست ضمنهم».
وفيما يخص موضوع الأسر الكويتية بالخارج، فإن وزير الخارجية والسفراء عليهم مسؤوليات ولكن نحن كيف نعلم بتقصير السفارة بالخارج!! ولكل دولة قوانينها ووزير الخارجية لا يمكنه التدخل في شؤون الدول الأخرى.
وأكد الطريجي أن «أداة الاستجواب وضعت للتقويم والإصلاح.. وأنا ألاحظ في الفترة الأخيرة أن الاستجوابات تقدم للابتزاز والمصالح «أنا ابي شي من الوزير أصعده المنصة»».
وقال : «مع احترامي للوزراء بعضهم لديهم ملاحظات أكثر من وزير الخارجية ليش ما تحاسبونهم .. هم ما يحسابونهم لأنهم فاتحينها بحري، اليوم الاستجواب اللي طالبينه شيخ ورا شيخ، في مخطط مدروس نضرب الشيوخ حتى يحل مجلس الأمة».
من جهته تحدث النائب خالد العتيبي مؤيدا للاستجواب، وقال إن ردود الوزير على محاور الاستجواب ضعيفة وتأكيد الوزير على الاهتمام بالرعايا الكويتيين في الخارج مجرد حبر علي ورق، لأن هناك الكثير من السفارات تتقاعس مع الكويتيين في الخارج، كما أن هناك سفارات خليجيه تتدخل لرعايا الكويت.
أضاف العتيبي : إن بعض السفارات تقوم بالتمييز بين الكويتيين وهذه مشكله أزلية يجب حلها ، مشيرا إلى أن أي مشكلة للمواطنين في الخارج تستوجب تحركا جادا من الوزارة، منتقدا إتمام التحويلات المالية دائما تحت بند تحويلات سرية من دون معرفة أوجه الصرف.
ولفت إلى أن الكويت من أكثر الدول التزاما في دفع اشتراكات الهيئات الدولية لكنها الأقل في التمثيل بهذه المنظمات.