
"وكالات" : لم تتوقف تداعيات الاجتياح الروسي لأوكرانيا أمس، على سقوط ضحايا من الجانبين ما بين قتلى وجرحى، وإنما تعدتها إلى جوانب ومظاهر متعددة أخرى للأزمة، اقتصادية واجتماعية وغيرها.
على الصعيد الاقتصادي شهدت أسواق المال العالمية تراجعات كبيرة أمس، تزامنت مع تحذيرات لمديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، ، من أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يشكّل "خطراً اقتصادياً كبيراً على المنطقة والعالم"، ويؤثر على أسعار الطاقة ويشكل تهديدًا للنمو العالمي.
وكتبت غورغييفا على تويتر: "أشعر بقلق كبير حيال ما يحصل في أوكرانيا، وقبل كل شيء، حيال العواقب على أناس أبرياء. هذا يشكّل خطراً اقتصادياً كبيراً على المنطقة والعالم. نحن نقيّم التداعيات ومستعدّون لدعم أعضائنا عند الحاجة".
وعبرت غورغييفا عن أملها في إيجاد حل دبلوماسي للصراع بين روسيا وأوكرانيا، مشددة على أنه يؤثر بالفعل على أسعار الطاقة ويشكل تهديدًا للنمو العالمي.
وقد عمقت أسواق الأسهم الخليجية تراجعها في ختام تعاملات، أمس الخميس، بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث ألقى قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن الهجوم العسكري، بظلاله على الأسواق العالمية والإقليمية، وهبطت معظم أسواق الخليج.
وتراجع المؤشر الرئيسي في سوق الأسهم السعودية 1.84% ليصل إلى 12297.62 نقطة، فيما تراجع مؤشر نمو بذات النسبة عند 1.84% ليصل إلى 24942.1 نقطة.
وانخفض مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 0.31% ليصل إلى 9072.17 نقطة. وتراجع سوق دبي المالي بنسبة 1.84% ليصل إلى 3274.38 نقطة.
وفي الكويت، تراجع مؤشر الكويت الأول 0.18% عند مستوى 8269.31 نقطة. وهبط مؤشر البحرين العام 1.05%، فيما تراجع بورصة مسقط 0.2%، وقطر 0.87%.
من جانبها، أصدرت كامكو إنفست، تقريراً عن تفاعل الأسواق المالية مع التطورات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا وارتفاع أسعار النفط إلى مستويات فاقت 103 دولارات للبرميل.
وقالت كامكو إنفست، إن الوضع الجيوسياسي المتعلق بروسيا وأوكرانيا والأحداث التي وقعت أمس الخميس أدى إلى انخفاض حاد في التقييمات على الأسواق في جميع أنحاء العالم.
وذكرت أن أداء أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، يعكس أيضاً التأثير المتسلط للجغرافيا السياسية لروسيا وأوكرانيا، ومع ذلك، فقد عوض ارتفاع أسعار النفط جزئياً التأثير الكلي.
وأضافت كامكو إنفست أن إجمالي القيمة السوقية لأسواق دول مجلس التعاون الخليجي السبع ارتفع خلال اليوم بمقدار 20.1 مليار دولار على خلفية مكاسب القيمة السوقية لشركات الطاقة.
ووفقاً لكامكو، فإن السعودية، تليها الكويت، سجلت ارتفاعاً في القيمة السوقية والمؤشرات القياسية خلال مدعومة بالأداء الإيجابي لأسهم الطاقة بشكل رئيسي في السعودية، بينما تلقى السوق الكويتي دعماً من مكاسب الأسهم الكبيرة في مؤشر السوق الأول الذي سجل مكاسب قدرها 0.6%.
من حيث أداء القطاعات، ارتفعت القيمة السوقية لقطاع الطاقة بمقدار 42.3 مليار دولار، وكان القطاع هو الرابح الوحيد. وتم تعويض هذه المكاسب جزئياً بانخفاض قيمته 23.5 مليار دولار في القيمة السوقية للقطاعات الـ 18 المتبقية.
وسجلت البنوك أكبر انخفاض في القيمة السوقية عند 9.5 مليار دولار أو 1.4%، بينما كان مؤشر السلع الاستهلاكية المعمرة هو الأسوأ أداء حيث انخفض بنسبة 4.6%.
كما تراجعت الأصول الروسية بعد أن دفعت الهجمات العسكرية في جميع أنحاء أوكرانيا إلى اتخاذ إجراءات طارئة من البنك المركزي الروسي، فيما يستعد المستثمرون لأشد جولة عقوبات غربية حتى الآن، ما أدى إلى القضاء على ما يصل إلى 259 مليار دولار من قيمة سوق الأسهم، وذلك وفقاً لتقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أمس الخميس.
من جهة أخرى شهدت العاصمة الأوكرانية كييف في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس اختناقات مرورية في مناطق عدة مع محاولة الكثير من السكان مغادرة المدينة، عقب بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
كما لجأ العديد من الأشخاص إلى أنفاق محطات القطارات، واصطفت طوابير بانتظار الحافلات، ومنافذ الصرف الآلي للنقود ومحطات البنزين.
وعلى الرغم من الوضع المقلق فقد دعت الحكومة الأوكرانية مواطنيها إلى الهدوء، وحثت وسائل الإعلام والمواطنين الأوكرانيين على التحقق من جميع المعلومات التي يتلقونها قبل مشاركتها، محذرة من أن الأخبار المزيفة هي أكبر تهديد تواجهه البلاد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية، إن روسيا تعتمد على نشر حالة الذعر الشديد في أوكرانيا.
وتعدت التداعيات أوكرانيا إلى عواصم ومدن عالمية أخرى، حيث تجمع أمس عدة مئات من المؤيدين لأوكرانيا في أمام مقر إقامة رئيس الوزراء البريطاني في داونينج ستريت، في وسط لندن.
وطالبوا بوقف الحرب وحملوا لافتات تندد بالهجوم وطالبوا الغرب بفعل المزيد لوقف بوتين الآن، لأنه لن يتوقف. وسيعمل على التوسع واقتطاع المزيد من الأراضي.
وخرجت مظاهرات محدودة في فرنسا وبرلين وبولندا للتنديد بالهجوم على أوكرانيا. وتجمع محتجون خارج السفارة الروسية في عدد من العواصم الأوروبية احتجاجا على العملية العسكرية.
وكان عدد من المتظاهرين قد احتشدوا خارج السفارة الروسية في كييف يوم الثلاثاء بعد أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنشر قوات في المناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا.