"وكالات" : في ساعات مبكرة من صباح أمس الخميس، وقع ما كان العالم يتوقعه ويحذره في الوقت نفسه، حيث اخترقت القوات الروسية الحدود الدولية لأوكرانيا من منطقة كييف، وأدخلت معدات عسكرية عبر نقاط تفتيش، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، ودعت الحكومة الأوكرانية العالم إلى وقف الغزو الروسي، وإجباره على الانسحاب، كما قرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع روسيا، وطالب "كل أوكراني يستطيع حمل السلاح بأن يتوجه إلى مراكز التدريب".
في المقابل أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها المسلحة، لا تنفذ أي ضربات صاروخية أو جوية أو مدفعية على مدن أوكرانيا، لافتة إلى أن "البنية التحتية العسكرية ومنشآت الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران القوات المسلحة الأوكرانية، يجري تعطيلها بأسلحة عالية الدقة"، وأكدت عدم وجود ما يهدد السكان المدنيين، فيما برر الرئيس الروسي بوتين قراره بالتدخل العسكري في أوكرانيا، بقوله : إن حكومة كييف تشرف على "إبادة جماعية" في المناطق الشرقية من أوكرانيا.
وعلى صعيد ردود الفعل الغربية أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ ، أن الحلف يقف مع شعب أوكرانيا في هذا الوقت العصيب، مؤكدا أنه سيتخذ خطوات إضافية لتقوية تدابير الردع والدفاع، وسيعقد قمة طارئة اليوم الجمعة عبر الإنترنت، لدوله الأعضاء البالغ عددها 30 دولة.
في سياق متصل أفادت شبكة التلفزة الأمريكية "سي إن إن" أمس، أن "القوات الروسية سيطرت على مطار جوستوميل، على بعد 25 كيلومترا من كييف عبر إنزال جوي".
وكان حرس الحدود الأوكراني قد أعلن أمس الخميس، دخول القوات البرية الروسية إلى أوكرانيا. وقال مسؤولون بالحرس لاحقاً، إن الجيش الروسي يحاول اقتحام منطقة كييف.
أضاف المسؤولون أن طائرات هليكوبتر روسية تهاجم مطار جوستوميل العسكري قرب كييف، وتحدثوا عن إسقاط 3 مروحيات روسية.
وقال قائد القوات الأوكرانية: "نخوض قتالا ضد قوات روسية عند مطار جوستوميل في كييف".
وأكد مسؤولو الحرس الأوكراني أن قوات روسية دخلت منطقة كييف من بيلاروسيا لتنفيذ هجوم بصواريخ غراد على أهداف عسكرية أوكرانية.
وتحدث الجيش الأوكراني عن تعرضه لقصف بـ 4 صواريخ باليستية انطلقت من بيلاروسيا.
من جانبها، أفادت روسيا أن "حرس الحدود الأوكراني غادر كل مواقعه على حدودنا".
وأكدت الشرطة الأوكرانية أن "روسيا شنت 203 هجمات منذ صباح الخميس"، وأن القتال يدور على مختلف المحاور.
وفي وقت سابق الخميس، أكدت أوكرانيا دخول مركبات عسكرية روسية البلاد، قادمة من شبه جزيرة القرم.
وقالت إن روسيا تحرك عتادا عسكريا ومركبات عسكرية إليها قادمة من القرم، وتنفذ قصفا عبر البلاد وصولا إلى منطقة لفيف في غرب أوكرانيا.
وأوضحت قوات حرس الحدود الأوكرانية، في بيان، أن دبابات روسية ومعدات ثقيلة أخرى عبرت الحدود في مناطق شمالية عدة، وكذلك من شبه جزيرة القرم التي ضمها الكرملين في جنوب أوكرانيا.
وقال مسؤول أوكراني إن بلاده تواجه هجمات إلكترونية مستمرة بلا توقف.
يأتي ذلك فيما استدعى الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، حليف موسكو أمس، قادة جيشه على خلفية العملية العسكرية التي شنتها موسكو ضد أوكرانيا، كما أعلنت قناة "تلغرام" المرتبطة برئاسة الجمهورية الخميس.
إلا أن لوكاشينكو قال إن قواته المسلحة لا تشارك في العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.
وأفادت قناة "بول بيرفوغو" على "تلغرام" أن "لوكاشنكو يدعو بسرعة إلى اجتماع مع العسكريين. يبدأ الاجتماع في قصر الاستقلال في غضون ساعة" قرابة الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش.
