
«وكالات» : وسط مواصلة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، أعلن مسؤول أمريكي كبير أن الولايات المتحدة ليس لديها شك بأن القصف الروسي على أوكرانيا سيزداد في الأيام المقبلة.
وقال المسؤول لشبكة «إيه.بي.سي نيوز» أمس السبت، إن ما لا يقل عن 500 «مقاتل» من أماكن أخرى دخلوا أوكرانيا الجمعة للمشاركة في القتال ضد روسيا.
يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أمس أن موسكو لا يمكن أن تتسامح مع أي خطر يهددها، وسترد دون الأخذ في الاعتبار طبيعة الجهة المتورطة أو الداعمة لها.
وشدد بوتين، الذي ظهر لأول مرة منذ فترة محاطاً عن قرب بالعديد من الأشخاص، خلال زيارته مركزاً لتدريب الطيارين تابعاً لشركة «إيروفولت» الروسية، على أن قرار اتخاذ العملية العسكرية في أوكرانيا كان صعباً.
أضاف أن روسيا لن تقبل إلا بأوكرانيا محايدة بلا سلاح يهدد أمنها، وحدودها على الإطلاق. وقال: «لن نقبل بالسلاح على حدودنا، ونسعى إلى التخلص من النزعة النازية التي تفشت بين بعض المسؤولين في كييف».
أما عن احتمال فرض حظر طيران فوق الأجواء الأوكرانية، فأوضح أن «أي محاولة لفرض منطقة حظر جوي من أي بلد آخر سنعتبرها مشاركة مباشرة في الأنشطة العسكرية، تستوجب الرد».
كذلك كرر اتهام السلطات الأوكرانية بالتخطيط لتهديد الأمن الروسي، قائلاً: «إذا دخلت كييف ضمن الناتو هذا يعني أنه بإمكان الحلف الدخول إلى أوكرانيا والقضاء على الجمهوريات في الشرق الأوكراني، فهل هذا مسموح؟!».
من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس أنها رصدت تراجعا في قصف القوات الروسية من الجو والأرض للأهداف الأوكرانية، خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
جاء ذلك في التقرير اليومي عن الوضع الذي تنشره الوزارة عبر موقع تويتر، استنادا إلى معلومات جهاز الاستخبارات العسكرية البريطاني.
وكتبت الوزارة في تقريرها أن «عدد الضربات المدفعية والجوية الروسية التي أمكن متابعتها في الـ24 ساعة الماضية، جاء أقل بشكل عام من الأيام السابقة».
أضافت الوزارة أن أوكرانيا لا تزال تحتفظ بالمدن المهمة خاركيف وتشيرنيهيف وماريوبول، مشيرة إلى تقارير تحدثت عن وقوع قتال شوارع في مدينة سومي بشمال شرقي الجمهورية السوفياتية السابقة.
وذكرت الوزارة أن «من المرجح بشدة أن تكون كل المدن الأربع محاطة بالقوات الروسية».
وقالت الوزارة إن القوات الروسية لا تزال تتقدم في مدينة ميكولاييف جنوب أوكرانيا وأضافت أن من الممكن أن تتجاوز القوات الروسية هذه المدينة للتركيز على الزحف إلى مدينة أوديسا المليونية.
يذكر أن موسكو كانت أطلقت في 24 فبراير الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق على أراضي الجارة الغربية مطالبة بنزع سلاحها الذي تعتبره مهدداً لأمنها. كما طالب الكرملين مراراً بوقف توسع الناتو شرق أوروبا، ورفض ضم كييف إليه.
غير أن تلك الهجمات العسكرية التي أتت بعد أيام من اعتراف الكرملين باستقلال منطقتين انفصاليتين في الشرق الأوكراني، استنفرت المجتمع الدولي برمته، وأدت إلى فرض حزمة عقوبات غير مسبوقة على موسكو، شملت المصرف المركزي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه، ووزير خارجيته، فضلاً عن عشرات المسؤولين السياسيين أيضاً. كما طالت مؤسسات تجارية كبرى، ومصارف عدة، فضلاً عن مئات رجال الأعمال المقربين من الكرملين.
إلى ذلك، أسفر الهجوم الروسي إلى توتر غير مسبوق بين موسكو والغرب، لاسيما الناتو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي حذرت من أن أوروبا تمر بأخطر مرحلة أمنية وسياسية على الإطلاق منذ الحرب العالمية الثانية.