
«وكالات» : مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا يومها الثاني عشر «أمس الإثنين»، أحكمت القوات الروسية تطويق العاصمة الأوكرانية كييف تمهيدا لاقتحامها، وسط تأكيدات لمصادر روسية بأن الاقتحام سيتم «خلال ساعت»، فيما وصل الوفدان الروسي والأوكراني إلى بيلاروسيا لجولة ثالثة من المفاوضات وتأجيل المفاوضات لساعتين.
وحذرت وزارة الدفاع الأوكرانية من أن القوات الروسية تتقدم من محور مدينة سومي شرق العاصمة كييف، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 2200 هدف عسكري منذ بدء العملية في أوكرانيا.
ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن الجيش الروسي سيوقف إطلاق النار ويفتح ممرات إنسانية في عدة مدن أوكرانية بما في ذلك العاصمة كييف اليوم الاثنين.
أضافت أنه إلى جانب كييف سيتم أيضا فتح ممرات من مدن خاركيف وماريوبول وسومي وذلك بناء على طلب شخصي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبالنظر إلى الوضع الحالي في تلك المدن.
وقد طالت الغارات الروسية مواقع في مدينة أوديسا على ساحل البحر الأسود وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية. من جهتها ذكرت وكالة تاس الروسية أن القوات الأوكرانية قصفت لوغانسك بصواريخ غراد.
كما قصف الجيش الأوكراني موقعا للمدفعية الروسية بالقرب من مدينة ميكولايف جنوب أوكرانيا بحسب ما نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية, عن عمدة المدينة الذي نشر مقطع فيديو يظهر تدمير مدرعات سلاح المدفعية الروسي بعد قصفها من قبل القوات الأوكرانية حسب قوله.
وأعلن الجيش الأوكراني، ليل الأحد، سيطرته على بلدة تشوغوف في مدينة خاركيف شرق البلاد.
وكشف مسؤول دفاع أميركي أنّ روسيا أطلقت ستمائة صاروخ منذ بدء الحرب في أوكرانيا، وأنّها استخدمت خمسة وتسعين في المئة من حشودها العسكرية هناك، مستبعداً أن تنفذ هجوماً من البحر عبر أوديسا ثالث أكبر مدن أوكرانيا.
وفي السياق، أفادت استخبارات الدفاع البريطانية بأن القوات الروسية لم تحقق إلا تقدما ميدانيا طفيفا في أوكرانيا خلال نهاية الأسبوع. كما شككت في تحقيق روسيا أهدافها حتى الساعة.
وشهدت الساحة الأوكرانية تطورات متسارعة ليل الأحد، أبرزها بدء القوات الروسية بحشد الموارد لاقتحام كييف، وفقا لهيئة الأركان الأوكرانية، التي أضافت أن الإمدادات تصل القوات الروسية من بيلاروسيا عبر تشرنوبيل. وأكد مسؤول أوكراني أن قصفا روسيا مكثفا استهدف مدنا وسط وشمال وجنوب البلاد.
في سياق متصل بدأت الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية الرامية إلى إيجاد تسوية للنزاع في أوكرانيا مساء أمس الاثنين في بيلاروسيا، حسب ما أفادت وكالات الأنباء الروسية والبلاروسية.
وأعلنت سفارة موسكو لدى مينسك، ، عن انطلاق الجولة الثالثة من المفاوضات بين الحكومة الروسية والسلطات الأوكرانية في بيلاروسيا.
وأكدت السفارة الروسية والوفد الأوكراني ووزارة الخارجية البيلاروسية بدء المفاوضات في منطقة بيلوفيشسكايا بوشا، التي استضافت الجولة الثانية من العملية التفاوضية يوم 3 مارس.
وأفادت وكالة بلتا البيلاروسية في حسابها على تلغرام «بدأت الجولة الثالثة من المفاوضات في بيلوفيشسكايا بوشا»، المنتزه الوطني على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، مرفقة النبأ بصورة للوفدين الروسي والأوكراني جالسين إلى طاولة المفاوضات.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ، أن روسيا أبلغت أوكرانيا بأنها ستنهي عمليتها العسكرية «في أي لحظة» إذا قبلت كييف بشروط موسكو.
وفي تصريحات صحافية أكد بيسكوف، أن روسيا تطالب أوكرانيا بوقف أنشطتها العسكرية وتثبيت وضعها الحيادي دستوريا والاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، إلى جانب الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
وقال الوزير الروسي: «عليهم إضفاء تعديلات على دستورهم تتخلى أوكرانيا بموجبها عن أي تطلع إلى عضوية أي تكتل».
وتابع لافروف أن موسكو أبلغت أيضا الممثلين الأوكرانيين بأن «عليهم الاعتراف بأن القرم أرض روسية، وأن عليهم أيضا أن يعترفوا بـ «جمهوريتي» دونيتسك ولوغانسك دولتين مستقلتين»، مضيفا: «يمكن أن يتوقف كل هذا في أي لحظة».
من جهة أخرى شدد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، على ضرورة وقف إطلاق النار في أوكرانيا قبل الحديث عن مفاوضات، مشيرا إلى أنه من المتوقع فرار ما يصل إلى خمسة ملايين أوكراني من بلادهم إذا واصلت روسيا قصفها لأوكرانيا.
وقال بوريل للصحافيين لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء التنمية بالاتحاد الأوروبي في مونبلييه بفرنسا: «علينا أن نستعد لاستقبال نحو خمسة ملايين شخص، يجب أن نحشد كل موارد الاتحاد الأوروبي لمساعدة الدول التي ستستقبل هؤلاء الناس».
أضاف «سنحتاج إلى المزيد من المدارس ومن مراكز الاستقبال، والمزيد من كل شيء».
وتعهد بوريل أيضاً بإجراء المزيد من التدقيق في إنفاق الاتحاد الأوروبي على المساعدات في الدول التي دعمت روسيا دبلوماسياً أو امتنعت عن انتقاد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأورد بيان للحرس عبر تويتر القول: «إنها مليون مأساة إنسانية، مليون شخص طردتهم الحرب من منازلهم» منذ 24 فبراير، مضيفا: «مليون شخص سمعوا حرس الحدود يقولون لهم ما إن عبروا الحدود: أنتم في أمان».
كانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق الأحد، أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين غادروا أوكرانيا بحثا عن ملجأ في البلدان المجاورة تجاوز 1,5 مليون، وقد أثار وصولهم إلى بولندا موجة تضامن واسعة.
وحذرت القوات الروسية أمس الاثنين من أنها تستعد لشن الهجوم على العاصمة كييف، فيما يظل المدنيون الذين تملكهم الرعب تحت الحصار في مدينة ماريوبول، بينما مدن أخرى حولها القصف الروسي إلى ركام.
ولم تؤت العقوبات الدولية الرامية إلى معاقبة موسكو أكلها، لوضع حد للاجتياح الروسي، وتقول واشنطن إنها تناقش حاليا فرض حظر على واردات النفط الروسي مع أوروبا، وأدت التعليقات إلى ارتفاع سعر خام برنت إلى مستوى قريب من السعر المسجل منذ نحو 14 سنة.