
«وكالات» : أكدت الولايات المتحدة وبريطانيا أنهما تحققان في تقارير تحدثت عن استخدام القوات الروسية أسلحة كيمياوية في هجومها على مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية.
وقالت كتيبة «آزوف» الأوكرانية إن ثلاثة جنود أصيبوا «بمادة سامة» في هجوم الاثنين.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، إن المسؤولين يعكفون على إجراء تحقيق «عاجل» فيما وصفته بأنه «تصعيد شديد» للحرب.
ووصفت وزارة الدفاع الأمريكية الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيمياوية بأنه «مقلق للغاية».
كما حذرت دول غربية من أن استخدام الأسلحة الكيمياوية يمثل تصعيداً خطيراً للصراع، متعهدة باتخاذ إجراءات حازمة إذا شنت روسيا مثل هذه الهجمات.
وذكرت كتيبة «آزوف»، التي شاركت بشدة في أعمال القتال الدائرة في ماريوبول، في برقية، أن القوات الروسية أسقطت «مادة سامة مجهولة المصدر» خلال هجوم شنته بطائرة مسيّرة استهدف مصنع أزوفستال الكبير للمعادن في المدينة.
وقالت الكتيبة إن مقاتليها أصيبوا بإصابات طفيفة، من بينها ضيق التنفس.
يأتي الحادث المبلغ عنه، والذي لم تستطع بي بي سي التحقق منه بشكل مستقل، بعد ساعات من حث إدوارد باسورين، المتحدث باسم جمهورية دونيتسك الشعبية المدعومة من موسكو، روسيا، على إرسال «قوى كيمياوية» إلى المدينة المحاصرة في جنوب شرقي البلاد.
وقال باسورين للتلفزيون الروسي الحكومي إن القوات الأوكرانية المتبقية في ماريوبول تحصنت في مصنع أزوفستال، ويتعين على روسيا محاصرته و»كشف ما يخططون له في الخفاء».
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في حديثه مساء الاثنين، إن أي استخدام للأسلحة الكيمياوية سيمثل «مرحلة جديدة من الإرهاب ضد أوكرانيا»، ودعا دول الغرب إلى تسليح قواته بالأسلحة اللازمة للدفاع عن بلاده.
أضاف زيلينسكي: «للأسف لا نحصل على نفس القدر الذي نحتاج إليه لإنهاء هذه الحرب عاجلاً، أنا متأكد من أننا سنحصل على كل ما نحتاجه تقريبا، لكن الوقت لا يضيع فحسب، بل أرواح الأوكرانيين تُزهق، أرواح لم يعد من الممكن عودتها».
ولا يستبعد وزير الدفاع البريطاني، جيمس هيبي، رداً من الدول الغربية في حالة تأكيد شن هجوم كيمياوي.
وقال: «توجد بعض الأشياء التي تعد تجاوزات، واستخدام الأسلحة الكيماوية سيكون له رد، وجميع الخيارات مطروحة على الطاولة لما يمكن أن يكون عليه هذا الرد».
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد صرح الشهر الماضي بأن حلف شمال الأطلسي «سيرد» إذا استخدمت روسيا أسلحة كيمياوية في أوكرانيا.
وقال «طبيعة الرد ستعتمد على طبيعة استخدام (تلك الأسلحة)».
وواصلت القوات الروسية أمس الثلاثاء ممارسة الضغط على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية التي يحاول الجنود الأوكرانيون الدفاع عنها بشدة كما يفعلون في شرق بلادهم حيث تترقّب كييف هجوماً كبيراً.
ويبدو الوضع في ماريوبول المدمّرة والتي يحاصرها الجيش الروسي منذ أكثر من 40 يوماً، مأساوياً.
وكتب مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك في تغريدة أن «عشرات آلاف» الأشخاص قُتلوا في هذه المدينة ودُمّر «90 بالمئة من المنازل»، مضيفاً أن «الجنود الأوكرانيين محاصرون وعالقون».
ورجح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن عشرات الآلاف قتلوا في ماريوبول.
ولم تنعم ماريوبول بالهدوء ولم يتوقف بها القتال منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا مع تلقيها القليل من المساعدات الإنسانية، وتأخر عمليات الإجلاء بها لوقت طويل وسط تقارير عن تجويع المدنيين أو ترحيلهم قسريا إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وقال دينيس بوشيلين، زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في مدينة دونيتسك، لوسائل إعلام روسية إن حوالي 5000 شخص ربما لقوا مصرعهم. وألقى بوشيلين اللوم على القوات الأوكرانية.
وتستمر القوات الروسية في التقدم ببطء وتسيطر على المزيد من المدن الأوكرانية خلال الأسابيع القليلة الماضية - على النقيض مما يجري في باقي أنحاء أوكرانيا. وبدأت روسيا التركيز في عملياتها حول المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في الشرق مع الانسحاب من مناطق أخرى بالقرب من العاصمة كييف.
لذلك يركز المسؤولون الأوكرانيون على إجلاء المدنيين من المدن الشرقية تحسبا لتجدد الهجوم الروسي في بعض المناطق.
واتفقت روسيا وأوكرانيا على تسعة ممرات إنسانية جديدة للسماح للمدنيين بالفرار من المدن التي يستمر فيها القتال، بما في ذلك ماريوبول.
وتخصص أوكرانيا المزيد من القطارات الإضافية لإجلاء مواطنيها من مدينتي دونيتسك ولوهانسك التي تركز روسيا عمليتها العسكرية بها.
من جهة أخرى اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب، بتحويل أوكرانيا إلى قاعدة لمعاداة روسيا، قائلا إن المواجهة مع القوى المعادية هناك كانت «حتمية».
ونقل التلفزيون الروسي عن بوتين قوله أثناء جولة قام بها أمس في الشرق الأقصى الروسي، ان «هذا الصدام مع القوى المعادية لروسيا كان مسالة وقت فقط».
وشدد بوتين على «يجب ألا تكون هناك أي شكوك في تحقيق الأهداف الواضحة لهذه العملية العسكرية، والتي تتمثل أساسا في حماية السكان في دونباس».
أضاف : «لقد اضطررنا للقيام بهذا العمل لأن الغرب دفع أوكرانيا لعدم الالتزام بتنفيذ اتفاقية «مينسك»، التي كانت تهدف إلى ايجاد تسوية سلمية للنزاع في دونباس».
وأشار إلى استعداد بلاده للتعاون مع كل الشركاء في العالم، مؤكدا انه «لا يمكن عزل دولة كبيرة مثل روسيا».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في 24 فبراير الماضي، بدء تنفيذ عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.