
«وكالات» : كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية «كان» أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عبّر خلال لقائه السري برئيس جهاز مخابرات الاحتلال «الشاباك»، رونين بار، يوم الأحد الماضي، عن إحباطه الشديد من سلوك حكومة وجيش الاحتلال في الضفة التي تضعف مكانة السلطة.
وفي تقرير أعدّه معلقها للشؤون الفلسطينية، غال بيرغير، نقلت القناة عن مصادر فلسطينية على علاقة بلقاء عباس - بار الذي عُقد في مقر المقاطعة برام الله، قولها إن عباس قال لبار خلال الاجتماع: «ليس بوسعي تهدئة الأوضاع على الأرض في الضفة الغربية، أنتم تطالبون دائماً بتهدئة الأوضاع بشكل أحادي الجانب، حيث إنكم تطالبون بالتهدئة، وفي الوقت ذاته تقتحمون مناطق نفوذنا في جنين. أنتم لا تطرحون أفقاً سياسياً، ولا تعرضون مساراً يمكن أن يفضي إلى تهدئة الأوضاع».
وبحسب المصادر، فقد واصل عباس التعبير عن خيبة أمله من السلوك الإسرائيلي، قائلاً: «أنتم تقولون إن أوضاع حكومة نفتالي بينت لا تسمح بالتقدم في أفق سياسي، لذا عليكم أن تمنحوني الخطوات التي تكفل بناء الثقة التي وعدني بها غانتس وزير الأمن الإسرائيلي، والتي من شأنها تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية. أين هذه الخطوات؟».
وأشارت القناة إلى أن قيادات السلطة أحبطت، لأن بار كان مجرد حامل رسائل فقط، ولم يبلغ عباس بأي قرارات للاحتلال يمكن أن تسهم في تهدئة الأوضاع في الضفة والقدس.
وبحسب بيرغير، تؤيد السلطة الموقف الأردني المطالب بزيادة عدد حراس المسجد الأقصى، واستعادة الأوضاع التي كانت سائدة فيه عشية الانتفاضة الثانية، حيث كانت الأوقاف هي المسؤولة عن تحديد عدد المستوطنين الذين يدنسون المسجد، وليس سلطات الاحتلال.
من ناحية أخرى أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة فتح، مسؤوليتها عن الهجوم المسلح الذي استهدف حراس أمن على مدخل مستوطنة أريئيل المقامة على أراضي مدينة سلفيت جنوب نابلس وأسفرت عن مقتل أحدهم.
وفرض الجيش الإسرائيلي حصارا على سلفيت، ضمن عملية تمشيط واسعة شملت عدة بلدات فلسطينية عقب مقتل أحد حراس مستوطنة أريئيل، الليلة الماضية.
كما أعلنت قوات الاحتلال اعتقال فلسطينيين تشتبه بتورطهم في أنشطة عسكرية.
ووقع الهجوم عند المدخل الغربي لمستوطنة أريئيل المقامة على أراضي سلفيت، حيث وصل شخصان في سيارة تحمل لوحات إسرائيلية وأطلقا النار تجاه حراس المستوطنة، مما أسفر عن مقتل أحدهم. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن ثمة مخاوفَ من تسلل مسلحين إلى مستوطنات قريبة.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو لشاب ملثم بالكوفية الفلسطينية ومن خلفه صورة للزعيم الراحل ياسر عرفات وشعار كتائب الأقصى، يتلو بيانا مكتوبا يعلن فيه مسؤولية جماعته عن هذه العملية المسلحة.
وأعلن المتحدث باسم قوات الاحتلال أنه تم اعتقال فلسطينيين في مخيم بلاطة ووادي برقين يشتبه بضلوعهم في أنشطة عسكرية، وعثر في منازلهم على أسلحة وذخائر.
أضاف أن العملية العسكرية تتركز بشكل خاص على سلفيت جنوب نابلس، حيث فرض عليها حصارا ويقوم بتفتيش الداخلين إليها والخارجين منها والتدقيق ببطاقات هوياتهم.
وجاء هذا التحرك بعد اجتماع لتقييم الموقف أجراه قادة اللواء الأوسط بالجيش الإسرائيلي عقب هذه العملية، حيث شرعت وحدات من قوات النخبة بالجيش والشرطة وجهاز الأمن العام «الشاباك» عمليات تمشيط واسعة.
وأعلن في وقت متأخر من مساء الجمعة عن استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال شمال الضفة الغربية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن قوات الاحتلال قتلت الشاب يحيى عدوان إثر إطلاق الرصاص عليه خلال مواجهات اندلعت مع عشرات الشبان الفلسطينيين عند مدخل بلدة عزّون شرق قلقيلية، حيث أطلقت الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز، مما أدى أيضا إلى عدد من الإصابات.
وأوضحت هذه الوزارة، في بيان، أن الشاب العشريني أصيب برصاصة في الصدر خلال عملية للجيش الإسرائيلي في بلدة عزون.
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال وأجهزة الإسعاف الإسرائيلية أن حارسًا كان متمركزًا عند مدخل مستوطنة أريئيل بالضفة قُتل برصاص مهاجمَين فرّا بسيارة.
قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» حازم قاسم إن العملية ضد مستوطنة أريئيل تؤكد أن الثورة تشتعل في كل الضفة، وأن الشباب الثائر يصر على طرد الاحتلال واقتلاع مستوطنيه حسب تعبير قاسم.
وأضاف قاسم أن هذه العملية تؤكد أن كل إجراءات الاحتلال تتهاوى أمام إصرار الشباب الفلسطيني على القتال والمواجهة.
وأكد أن «حماس» تشكل دعماً وإسناداً لكل حالات الفعل النضالي ضد هذا الاحتلال الصهيوني، حسب تعبيره.
وقال إن العملية تطبيق عملي لإعلان الشعب الفلسطيني أن القدس خط أحمر، وهي جزء من رده على الاعتداء على الأقصى والمصلين.
من جهة أخرى اعتدى مستوطنون، فجر أمس السبت، على حافلة ركاب لمصلين فلسطينيين من مدينة الناصرة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بالقرب من مستوطنة راموت المقامة شمال غرب القدس.
وأفاد شهود عيان بأن المستوطنين المعتدين هاجموا الحافلة التي كانت تقلّ مصلين من مدينة الناصرة بعد أداء صلاة التراويح ومغادرتهم المسجد الأقصى.
وأدى نحو 220 ألف مصلٍّ صلاتي العشاء والتراويح في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بالمسجد الأقصى، رغم اعتداءات الاحتلال.
وقال المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، عزام الخطيب، إن أكثر من 220 ألف شخص أدوا صلاة التراويح ليلة السبت في المسجد الأقصى.
أضاف الخطيب، أنه «رغم التقيدات وإغلاق المعابر أمام المصلين ومنعهم من الدخول إلى المسجد، بدأت الوفود تزحف إلى المسجد الأقصى منذ الساعة 8:30 صباح الجمعة».
وأكد المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أن «المسجد الأقصى لا يقبل الشراكة، وهو ملك للمسلمين وحدهم».
وكانت القوات الإسرائيلية قد اقتحمت صباحاً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز والصوت باتجاه المصلين، ما أدى إلى 42 إصابة بالاختناق والأعيرة المطاطية، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأجبر جنود الاحتلال الإسرائيليون المصلين على مغادرة المسجد الأقصى، واعتدوا عليهم في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.
في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، فلسطينيين اثنين من مدينة بيت لحم جنوبيّ الضفة الغربية، كانا في طريق عودتهما من الصلاة في المسجد الأقصى.