
المشاعر المقدسة – «وكالات»:في أجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة وتحفهم العناية الإلهية .. وقف أكثر من مليون حاج أمس الجمعة، على صعيد عرفات الطاهر لأداء أهم ركن من أركان الحج وهو الوقوف بعرفة حتى مغيب شمس يوم التاسع من ذي الحجة.
وأكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أن خدمة ضيوف الرحمن شرف عظيم لكل سعودي في هذا المكان والزمان وكونه من هذا الوطن الغالي ومرحبا بحجاج بيت الله.
وأشار الفيصل إلى أن هذه البلاد هي بلادهم وشكر كافة الجهات على قيامهم بأعمالهم على أكمل وجه في تسهيل مهمة ضيوف الرحمن مع بدء حج هذا العام في هذا الموسم العظيم.
وقال أن المملكة جندت أكثر من 150 ألفاً من رجال الأمن والعاملين في الميدان، مشيرا إلى أنه تم ضبط أكثر من 2500 مخالف لنظامي الإقامة وأمن الحدود من جنسيات مختلفة في مدينة مكة المكرمة يشتبه في محاولتهم دخول المشاعر لأداء الحج دون تصريح، كما تم ضبط 19 ناقلاً لمخالفي أنظمة الحج وتم ضبط أكثر من 76 حملة وإعلان وهمي للحج.
وبيّن الفيصل أنه تمت إعادة ما يزيد عن 111 ألف مخالف وأكثر من 68 ألف مركبة غير مرخص لها بدخول مكة المكرمة.
وبين أن قطار المشاعر نقل 210 آلاف حاج، فيما تم نقل 790 ألف حاج بواسطة 16 ألف حافلة حديثة».
وفي الجانب الصحي ،أكد وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل، من صعيد جبل عرفات، أن المملكة وضعت خططا مسبقة للحفاظ على صحة الحجاج، مشددا على أن الوضع الصحي لضيوف الرحمن مطمئن جدا.
وأضاف أنه لم يتم تسجيل حالات عالية للإصابة بضربات الشمس في يوم عرفة، لافتا إلى أن الحالات الموجودة في العنايات المركزة بالمشاعر قليلة جدا.
كما أضاف أنه لا يوجد حتى الآن أي تفشٍ لكورونا في الحج، متوقعا أن تكون أعداد الحجاج أعلى في العام المقبل.
من جانبه وألقى عضو هيئة كبار العلماء الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، خطبة عرفة، بمسجد نمرة، استهلها بحمد الله والثناء عليه، وأوصى حجاج بيت الله الحرام بتقوى الله عز وجل، وأن يكونوا مستجيبين لما دعا الله إليه من التوحيد بإفراده بالعبادة وعدم صرف شيء من العبادات لغيره.
كما حث الشيخ العيسى خلال خطبته، بحسن الخلق كونه قيمة مشتركة بين الناس كافة، يقدّرها المسلم وغيره، وهو سلوك رشيد في القول والعمل، مؤكداً أن من قيم الإسلام البعد عن كل ما يؤدي إلى التنافر والبغضاء والفرقة، وأن يسود تعاملاتنا التواد والتراحم، وأن من مدلول شهادة الرسالة تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في أخباره وطاعته في أوامره وعبادة الله بما جاء به.
وقال الدكتور العيسى خلال الخطبة: وهذه القيم محسوبة في طليعة معاني الاعتصام بحبل الله حيث يقول جل وعلا: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) والوحدة والأخوة والتعاون تمثل السياج الآمن في حفظ كيان الأمة وتماسكه، وحسن التعامل مع الآخرين..وهو ما يشهد على أن الإسلام روح جامعة، يشمل بخيره الإنسانية جمعاء، ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وهو القائل: «خير الناس أنفعهم للناس»، لذا سما التشريع الإسلامي بإنسانيته التي لا تزدوج معاييرها، ولا تتبدل مبادئها فأحب الخير للجميع وألف قلوبهم، ومن تلك القيم انتشر نور الإسلام، فبلغ العالمين في أرجاء المعمورة، حيث تتابع على تبليغ هذا الخير رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فأثمر هذا الهدي الرشيد أتباعاً مهديين، سلكوا جادة الإسلام.
كما كان لأهل العلم الراسخين أثر مبارك في الاضطلاع بمسؤولية البيان، ومن ذلك التصدي للمفاهيم الخاطئة والمغلوطة عن الإسلام.