لندن – «وكالات» : بمشاركة ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، شيعت أمس الإثنين جنازة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، فيما احتشد قادة وملوك من أنحاء العالم في لندن لتوديعها، بعد وفاة الشخصية المحبوبة التي وحدت الأمة، خلال فترة حكم استمرت 70 عاماً.
وقد التقى ممثل سمو أمير البلاد، في قصر باكنغهام مساء أمس الأول الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية الصديقة، ونقل له تعازي صاحب السمو وشعب دولة الكويت إلى الملك تشارلز الثالث، مستذكرا سموه المكانة الخاصة التي حازت عليها الملكة الراحلة في قلب دولة الكويت قيادة وشعبا، كما عبر سموه عن صادق المواساة والشعور المتبادل في الحزن على رحيلها، مؤكداً على دورها الرائد في توطيد العلاقات الممتدة والخاصة بين البلدين والشعبين الصديقين.
هذا وقد عبر الملك تشارلز الثالث عن خالص شكره لسموه على صادق المشاعر، وامتنانه على حضور سموه لتقديم واجب العزاء، مما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الصديقين.
على صعيد متصل أكد سفيرنا لدى المملكة المتحدة وايرلندا الشمالية بدر العوضي، أن مشاركة ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، في مراسم عزاء الملكة إليزابيث الثانية الرسمية تعكس متانة وعراقة الشراكة الاستراتيجية التاريخية بين دولة الكويت والمملكة المتحدة.
وقال العوضي في تصريح لـ «كونا» إن الصداقة الوطيدة التي جمعت حكام دولة الكويت مع الملكة الراحلة، على مدى السبعة عقود الماضية لها شواهد عديدة زاخرة بالأمثلة، التي تبين قوة الوشائج التاريخية بين الأسرتين الحاكمتين والبلدين وشعبيهما.
أضاف ان سموه لمس من قرب تقدير الأسرة الحاكمة البريطانية، وعلى رأسهم الملك تشارلز الثالث والحكومة البريطانية للمشاركة، ممثلا لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد في واجب العزاء بوفاة الملكة اليزابيث الثانية.
وفي تفاصيل توديع الملكة إليزابيث الثانية، فقد ظهر جثمانها ملفوفا بالعلم الملكي وفوقه تاج الإمبراطورية، على عربة مدفع تحت سماء ملبدة بالغيوم، ليتم نقله في موكب عسكري إلى كنيسة وستمنستر آبي.
وسار نجلها الأكبر ووريثها الملك تشارلز وكبار أفراد العائلة المالكة وراء النعش، وسط أصوات جرس تدق في الخلفية وصمت ساد شوارع لندن، بعد ختام جنازة رسمية أقيمت في كنيسة وستمنستر آبي.
وانتهت الجنازة بصمت شهدته الكنيسة والأمة لمدة دقيقتين. وبعد ذلك، بدأ نقل النعش مجددا عبر وسط لندن، حيث مر بمقر الملكة الرسمي قصر بكنغهام، إلى قوس ولينغتون في هايد بارك كورنر، حيث تبعه الملك تشارلز وأفراد العائلة المالكة مرة أخرى سيرا على الأقدام لمسافة 2.4 كيلومتر.
ومن هناك، تم نقله إلى قلعة وندسور غرب لندن، حيث أقيم قداس في كنيسة سانت جورج.
وتم بعد ذلك إنزال النعش في القبو الملكي، وفي مراسم عائلية خاصة، جرى دفن نعش إليزابيث وزوجها لأكثر من 70 عاما الأمير فيليب، الذي توفي العام الماضي عن 99 عاما، معا في مقصورة الملك جورج السادس، حيث دفن والداها وشقيقتها.
واصطف عشرات الآلاف في الشوارع لمشاهدة مرور نعش الملكة من قاعة وستمنستر التاريخية في البرلمان إلى كنيسة وستمنستر القريبة، ثم في النهاية إلى قلعة وندسور حيث سيتم دفنها إلى جانب زوجها الراحل.
وكان من بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي نعى الملكة التي رحلت عن عمر ناهز 96 عاما، بعدما قضت أطول فترة بين ملوك بريطانيا على العرش، وتمتعت باحترام عى مستوى العالم بأسره تقريبا لخدمتها لبلادها. وقال بايدن: «كنتم محظوظين بوجودها لمدة 70 عاما... وكذلك كنا جميعا».
ووسط الحشود التي توافدت من أنحاء بريطانيا ومن خارجها، تسلق البعض أعمدة الإنارة ووقفوا على الحواجز لإلقاء نظرة على الموكب الملكي. وشاهد ملايين آخرون عبر شاشات التلفزيون في منازلهم الجنازة، والذي أعلن عطلة رسمية. ولم يسبق بث جنازة لملك بريطاني على التلفزيون من قبل.
ومن بين المشيعين أيضا إمبراطور اليابان ناروهيتو، ونائب رئيس الصين وانغ تشي شان، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا. وحضر الجنازة أيضا ابن وابنة ولي العهد الحالي الأمير وليام وهما الأمير جورج «تسعة أعوام» والأميرة شارلوت «سبعة أعوام».
ووجه الملك تشارلز الشكر للشعب البريطاني ومختلف شعوب العالم، على رسائل التعاطف التي قدموها بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث.
وقال الملك تشارلز، الذي جاب المملكة المتحدة منذ وفاة والدته، في بيان : «على مدى الأيام العشرة الماضية، تأثرت أنا وزوجتي بشدة برسائل التعزية والدعم العديدة التي تلقيناها من هذا البلد ومن جميع أنحاء العالم».
أضاف : «في لندن وإدنبره وهيلزبورو وكارديف، تأثرنا بدرجة لا توصف بكل من تحمل عناء المجيء والتعبير عن تقديره للجهود التي بذلتها والدتي العزيزة، الملكة الراحلة، طوال حياتها».
ومضى يقول : «بينما نستعد جميعا لوداعها الأخير، أردت ببساطة أن أغتنم هذه الفرصة لأقول شكرا لكل هؤلاء الأشخاص الذين لا حصر لهم، والذين قدموا مثل هذا الدعم والراحة لعائلتي ولي في هذا الوقت الحزين».
وتمثل المراسم التي جرت أمس، نهاية فترة الحداد في أنحاء بريطانيا، على الرغم من أن حداد الأسرة المالكة سيستمر لسبعة أيام أخرى.