الأولى

في مواجهة هجمة ظالمة تشنها بعض الجهات في دول غربية، بهدف التشويش على مونديال قطر، الذي ستبدأ فعالياته بعد أقل من أسبوعين، أكد الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم 2022 ناصر الخاطر، عزم دولة قطر على إنجاح النسخة الأولى من المونديال الذي يقام في المنطقة العربية للمرة الأولى، لتكون الأفضل في تاريخ كأس العالم.

ويبدو أن اللعبة السياسية لا تنفصل بشكل أو بآخر عن الرياضة، فما يشهده العالم حاليا من أحداث سياسية مؤثرة على معظم دول العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وما تبعها من انقسامات عالمية بين القوى العظمي، جعلت بعض الشخصيات الرياضية تبحث عن سبل أخرى لتهدئة الأوضاع، وبالطبع كرة القدم كانت دائماً وأبداً في صدارة الحلول المستهدفة للتوافق بين الدول وبعضها البعض.

الغريب هذه المرة أن اللعبة جاءت بشكل مستفز ومقزز، حيث اختار رئيس رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» السابق، سيب بلاتر أن يهاجم قطر ويقلل منها ومن قدرتها على استضافة كأس العالم، في سبيل أن يمدح الولايات المتحدة الأمريكية ويؤكد أنها كانت الأولى والأجدر باستضافة هذا الحدث، مشيراً إلى ان استضافة أمريكا لكأس العالم 2022 بعد استضافة روسيا لكأس العالم 2018، كان من الممكن أن تكون بادرة سلام لو أن الخصمين السياسيين القدامى قد استضافوا كأس العالم واحدة بعد الأخرى.

ولكن الأمر الذي لا يحتمل الشك أن مواقف قطر وتمسكها بقيمنا عاداتنا العربية والإسلامية في مهاجمة المثليين ورفضها لدعمهم، وكذلك رفض مرافقة صديقات اللاعبين أو الزائرين بشكل عام في غرفة واحدة إلا بوجود عقد زواج، والتشديد كذلك على عدم تداول الخمور وبعض المواد المخدرة الرائجة ، كل هذا جعل من قطر اختيارا خاطئا لدى البعض لاستضافة كأس العالم.

وقد صرح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» السابق، سيب بلاتر، أنه مسؤول عن قرار منح قطر شرف استضافة بطولة كأس العالم 2022.

وتنطلق بطولة كأس العالم بعد أيام قليلة في الفترة من 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر، ولكن يرى السويسري أن نجاح ملف قطر لاستضافة المسابقة العالمية كان خاطئًا.

وتحدث بلاتر عن الأمر في حوار مع صحيفة «Tages-Anzeiger» السويسرية، وقال: «منح كأس العالم لقطر كان خطأ».

وتابع السويسري: «في ذلك الوقت، اتفقنا فعليًا في اللجنة التنفيذية على أن تنظم روسيا كأس العالم 2018 والولايات المتحدة الأمريكية كأس العالم 2022، كان من الممكن أن تكون بادرة سلام لو أن الخصمين السياسيين القدامى قد استضافوا كأس العالم واحدة بعد الأخرى».

أضاف: «لذلك منح شرف تنظيم المونديال إلى قطر كان خطأ، ولكن كان هذا هو نتيجة لتصويت اللجنة التنفيذية في النهاية، قطر دولة صغيرة جدًا، كرة القدم وكأس العالم كبيران للغاية ليكونا هناك».

وعن منح روسيا تنظيم كأس العالم وهل ندم بعد حربها على أوكرانيا، رد: «لست نادمًا، لم أعد على اتصال مع فلاديمير بوتين، ولا أتفق بأنه استخدم كأس العالم كمنصة دعائية ولأغراض سياسية، هناك كثيرون يفعلون ذلك، أنا لست قاضيًا ولا أريد أن أحكم على ذلك».

وبالعودة إلى تصريحات ماصر الخاطر، فقد شدد - في لقاء مع قناة «الجزيرة»، على أن تنظيم بطولة كأس العالم في قطر 2022، سينسف الصورة التي تُرسم عن المنطقة بأنها منطقة حروب ونزاعات، مشدداً على الاتهامات والانتقادات لبلاده لها أهداف سياسية وفيها عنصرية».

أضاف أن الدولة «تعرضت لحملة شرسة منذ إعلان استضافة كأس العالم 2022، وهناك بعض الانتقادات العنصرية ضد قطر كونها استطاعت أن تقارع دولًا كبيرة».

وأوضح الخاطر أن التركيز حاليا على إنجاح النسخة الأولى في المنطقة العربية لتكون البطولة الأفضل في تاريخ كأس العالم «ونحن جاهزون لتقديم بطولة مذهلة واستثنائية تشرف كل العرب».

وذكر في حديثه بأن قطر تعودت على الانتقادات منذ 12 عاما، وقال «رددنا على بعض الانتقادات إعلاميًا وأيضًا قانونيًا، هناك صحف كانت ضد قطر من اليوم الأوَّل، ولكن هناك بعض الصحف العالميَّة التي كنا نرى أن لديها مصداقية، ولكنها تحولت إلى صحف صفراء، ولا يعنينا الرد على الصحف الصفراء، والأولوية حاليًا هي إنجاح البطولة والتركيز على تنظيمِها على أكمل وجه».