
اتفقت آراء الخبراء والأكاديميين الذين شاركوا في المؤتمر الدولي للإبداع والتحول الرقمي في التعليم ، والذي احتضنته الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا في الكويت، ونظمه الاتحاد العربي للتعليم الخاص التابع لجامعة الدول العربية، بالتعاون مع مجلس الوحدة الاقتصادية بالجامعة العربية، على أهمية هذا المؤتمر، كمرتكز أساسي، لتكريس التعليم الإبداعي والتحول الرقمي في التعليم، وفتح آفاق واسعة أمام المدارس والجامعاتع العربية، لمواكبة التطور الكبير الذي يشهده العالم، على الصعيدين التربوي والتعليمي.
في هذا السياق أكد المشاركون بالمؤتمر أن التحول الرقمي أصبح ضرورة ملحة ، مشيرين إلى أن الجامعات العربية تأخرت كثيرا في اللحاق بهذا الركب المتطور والحضاري ، الذي يستشرف المستقبل في جميع مناحي الحياة.
فمن جهته قال رئيس جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا د. يحيى المشد إن أفضل طريقة خرجنا بها من جائحة كورونا "كوفيد -19"، أنه أصبح هناك تغيير للوائح الدراسة، بحيث يسمح بتدريس جزء من المناهج ، وتقييم جزئي للمقررات عن طريق التعليم الإلكتروني ، وهذه كانت الخطوة الأولى، أما الخطوة الثانية فقد أصبحت هناك موارد تعليمية غنية جدا، فمثلا هناك جهاز الآن عوضا عن وقوف الأستاذ على السبورة التعليمية، أصبح اليوم هناك جهاز يعمل بطريقة اللمس، يمكن الأستاذ من رسم كل الرسومات العلمية تسهيلا على الأستاذ، وتوفيرا في الوقت ، فاليوم أصبحت هناك موارد إلكترونية تدعم الأستاذ في محاضرته .
أضاف المشد أن هذه الموارد الإلكترونية أدت إلى التفكير في تقليل عدد الساعات المعتمدة لمنح الدرجات العلمية في وقت أقل ، فالآن وبعد هذا النظام الجديد ، والتطور التكنولوجي المتسارع بات طالب الهندسة أو الطب مثلا يستطيع أن ينهي دراسته في أقل من 4 سنوات.
وأردف أن الفكر التعليمي تغير كثيرا بفضل هذا التطور الجامح في العملية التعليمية ، فالموارد التعليمية أصبحت متاحة ، والطالب هو محمور العملية التعليمية.
وذكر المشد أن أفضل طريقة لدمج الذكاء الاصطناعي في عملية التعليم هي اختيار الطالب لبرنامجه التعليمي الذي يؤهله لسوق العمل ، وفقا لمتطلبات الوظيفة التي يرغب بها في المستقبل.
ونوه إلى أن هناك طريقة معمولا بها في أوروبا وهي ألا يتخرج الطالب، إلا إذا أمضى فصلا دراسيا واحدا على الأقل في دولة أخرى غير دولة ، وهي فلسفة تتيح للخريج العمل والتنقل في كل أوروبا.
من جهته قال رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا بمصر رئيس الاتحاد العربي للتعليم الخاص د. محمد ربيع ناصر إن كل مؤسسات الجودة على المستوى العربي بالنسبة لي ليست مرضية ، لأن الجودة لها مفهوم أشمل وأوسع من اقتصارها على الجودة في التعليم فقط ، بل هي تخص كل مناحي الحياة ، فالجودة ليست في التعليم فقط .
أضاف أن أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية مثلا ابتدوا في إحداث جودة شاملة بكل مناحي الحياة في الزراعة والصناعة، أما لدينا كعرب الجودة في التعليم فقط ، مشيرا إلى أنه لا بد لنا كعرب الاتفاق على آلية واحدة في التقييم التعليمي والأكاديمي.
بدوره قال ا.د. أبوالعلا عطيفي حسنين الأستاذ بكلية الحاسبات جامعة القاهرة، إن الذكاء الاصطناعي جاء من أجل الصالح العام ، ويقدم خدماته من أجل الرفاهية، وتساعد كذلك في اتخاذ القرارات ، مبينا أن جامعات الجيل الرابع جاءت نتيجة للثورة الصناعية الرابعة ، والتي تعتمد على استخدام التحول الرقمي والتكنولوجي.
أضاف أن التحول الرقمي أصبح واقعا ملموسا ومعاشا، لكن يتبقى أن نبذل مجهودا أكبر في هذا الإطار ، موضحا أن هناك دولا بالمنطقة حققت طفرات كبيرة في هذا الشأن كقطر والإمارات العربية المتحدة ، والكويت على طريق ذلك ، فهناك توجه قوي للتحول الرقمي.
وتابع حسنين : هناك استثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي ، فهو أصبح يحقق دخولات مالية للمؤسسات والأفراد ، مشيرا إلى أن هذه الجامعات من الممكن نقلها إلى العالم الافتراضي ، فالإمكانات التكنولوجية متاحة الآن ، لأن التكنولوجيا الناشئة تستطيع أن تدعم البيئة الافتراضية ، والدليل على ذلك مثلا وجود العملات الرقمية ، بل إن العالم الافتراضي موجود بالفعل منذ فترة طويلة ، كذلك فإن شبكات العالم الافتراضي تستطيع أن تدعم العالم الافتراضي .
وأردف حسين أن فكرة العالم الافتراضي موجودة منذ زمن، ولكنها كانت في تطبيقات ألعاب ، فهي موجودة بالفعل منذ التسعينيات من القرن الماضي.
من جهته تحدث الأستاذ الدكتور عاطف غلوش عن الأمن السيبراني ، مؤكدا أن التحول الرقمي ليس في التطبيقات ، ولكنه من وجهة نظره أعمق من ذلك بكثير.
وبين أن التحول الرقمي ليس وليد اليوم فقد عمل به منذ عام 1995، مشيرا إلى أن عملية تأمين البيانات ليست رفاهية ، بل شيء ضروري ولازم .
وأردف غلوش أن الرقمنة ليست هي الميكنة ، فالرقمنة تشمل التطبيقات والبنية التحتية ، فالتطبيقات لم تعد موجودة على الأجهزة ، بل على السحابة ، منوها إلى أن التكنولوجيا ليست غاية بحد ذاتها بل هي وسيلة.
وتابع أن التحول الرقمي مستويات ، وليس بين عشية وضحاها بل يحتاج إلى مدة طويلة ، ويعتمد كل ذلك على قدرة الدولة أو البلد على اختصار هذه المدة.
وقال إن أخطر الناس على البيانات هم العاملون بالمؤسسة ذاتها فنسبة 80 في المئة من الأخطار تأتي من الداخل وليس الخارج ، ومن هنا تأتي أهمية الأمن السيبراني ، فنسبة 86 في المئة من المؤسسات على الأقل تعرضت لسرقة بيانات ، ففي سنة 2020 في الولايات المتحدة الأمريكية زادت 30 في المئة كل عام .
وأكد غلوش أن 30 ألف ويب سايت يسرقون يوميا ، والكثير من الشركات حصل عليها هجمات ، ولذا فإن عملية التأمين مهمة جدا لكل المؤسسات ، فشركة مثل أرامكو خسرت 20 مليون دولار بسبب هذه الهجمات السيبرانية ، مبينا أن أكثر الشركات تتعرض لهجمات تقع في الولايات المتحدة الأمريكية .
وأوضح أن الهدف من الهجوم الإلكتروني يتلخص في 3 أهداف فقط أولها رؤية المعلومة ، وثانيها وقف الخدمة ، وثالثها التخريب ، مشيرا إلى أن الشركات هي المسؤولة عن حماية سرية المعلومات.