
الرياض – "كونا" و"وكالات" : التقى ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد أمس، الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة وذلك في مقر إقامته بمدينة الرياض.
وقد نقل سموه في مستهل اللقاء إلى الرئيس الصيني، تحيات صاحب السمو أمير البلاد.
وتناول اللقاء استعراض العلاقات الثنائية التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الصديقين، والسبل الكفيلة بدعمها وتنميتها في شتى المجالات، بما يسهم في تحقيق المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة، ورفع مستوى الرفاه للشعبين الصديقين، وتعزيز سبل التقدم والتنمية، والسعي لتوطيد الشراكة الاستراتيجية لترسيخ آفاق التعاون القائم.
كما تطرق اللقاء إلى بحث أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجھات النظر بشأن القمتين الخليجية والعربية الصينية المقامتان في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
وساد اللقاء جو ودي عكس عمق العلاقات الطيبة بين البلدين، وروح التفاهم والصداقة التي تجمع دولة الكويت وجمهورية الصين الشعبية.
حضر اللقاء وزير المالية وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار عبد الوهاب الرشيد، ووزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، ومدير مكتب سمو ولي العهد الفريق متقاعد جمال الذياب، ووكيل الشؤون الخارجية بمكتب سمو ولي العهد مازن العيسى، وسفير دولة الكويت لدى جمهورية الصين الشعبية صادق محمد معرفي.
وكان سمو ولي العهد قد وصل والوفد الرسمي المرافق لسموه ظهر أمس، إلى المملكة العربية السعودية، وذلك لترؤس وفد دولة الكويت في اجتماع الدورة ال 43 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والقمتين الخليجية والعربية الصينية المنعقدة في العاصمة الرياض.
وكان في استقبال سموه على أرض مطار الملك خالد الدولي، الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة الرياض، ووزير الخارجية الشيخ سالم الصباح ،وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، ورئيس بعثة الشرف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت سمو الأمير سلطان بن سعد، وسفير دولة الكويت لدى السعودية، الشيخ علي الخالد الصباح.
كما توافد عدد من القادة العرب إلى العاصمة السعودية أمس، للمشاركة في القمة العربية – الصينية، للتعاون والتنمية، حيث وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والوفد المرافق له إلى الرياض.
كما وصل الرئيس الفلسطيني، ورئيس الوزراء العراقي، ورئيس مجلس السيادة السوداني إلى الرياض للمشاركة في القمتين العربية والخليجية الصينية.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ حين وصل الرياض أمس الأول الأربعاء أنه سيبحث مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل معمق، والعمل معاً على تطويرها، ومناقشة القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب جينبينغ عن سعادته بالعودة إلى السعودية، بعد 6 سنوات، لحضور القمتين "الصينية - العربية" و"الصينية - الخليجية" الأولى، متطلعاً للعمل مع القادة على الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى جديد.
أضاف : "تربط الصين والمملكة علاقة وثيقة من الصداقة والشراكة والأخوة، على مدى الـ32 سنة التي مضت على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وظل الجانبان يتبادلان الفهم والدعم، وتترسخ الثقة الإستراتيجية المتبادلة بينهما بشكل مستمر، وحقق التعاون العملي بينهما نتائج مثمرة في المجالات كافة، ويحافظ الجانبان على التواصل والتنسيق الوثيقين في الشؤون الدولية والإقليمية.
وتابع قائلا:" تجدر الإشارة بشكل خاص أنه بعد إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين في عام 2016، أقود أنا وخادم الحرمين الشريفين العلاقات الثنائية لتحقيق تطور كبير، الأمر الذي عاد بالخير على الشعبين، وأسهم بقوة في تعزيز السلام والاستقرار والازدهار والتنمية في المنطقة".
ولفت إلى أنه سيبحث خلال الزيارة مع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، على نحو معمق، العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، والعمل سويا على تخطيط تطور العلاقات الصينية السعودية.
وختم بالقول :" اتطلع إلى حضور القمة الصينية العربية الأولى والقمة الأولى للصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، للعمل مع قادة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي على الارتقاء بالعلاقات الصينية العربية والعلاقات الصينية الخليجية إلى مستوى جديد".
وتأتي زيارة الرئيس الصيني إلى الرياض بناءً على دعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتعزيزاً للعلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع السعودية بالصين. ويتضمن برنامج الزيارة حضور رئيس الصين "قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية"، و"قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية"، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية، انطلاقاً من العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية مع الصين، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.
وبحسب الوكالة نفسها، سيتم خلال الزيارة توقيع أكثر من 20 اتفاقية أولية بقيمة تتجاوز 29 مليار دولار، إضافة إلى توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والصين، وخطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق.
وقد وقع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس الخميس، اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين خلال زيارة يجريها الرئيس الصيني للمملكة.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد عقد مع رئيس الصين جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض أوجه الشراكة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، والجهود التنسيقية المشتركة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما يتلاءم مع رؤيتهما، وبحث فرص استثمار الموارد المتاحة في كلا البلدين بما يحقق المصالح المشتركة، إلى جانب بحث المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة بشأنها.
بعد ذلك شهد ولي العهد ورئيس جمهورية الصين الشعبية، مراسم تبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية بين البلدين، وهي كالتالي:
أولاً: خطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية.
ثانياً: مذكرة تفاهم في مجال الطاقة الهيدروجينية وتبادلها من الجانب السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز وزير الطاقة، ومن الجانب الصيني رئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاح خه ليفنغ.
ثالثاً: اتفاقية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية للتعاون والمساعدة القضائية في المسائل المدنية والتجارية والأحوال الشخصية. وتبادلها من الجانب السعودي وزير العدل الدكتور وليد بن محمد الصمعاني، ومن الجانب الصيني مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي.
رابعاً: مذكرة تعاون لتعليم اللغة الصينية. وتبادلها من الجانب السعودي وزير التعليم يوسف بن عبد الله البنيان، ومن الجانب الصيني مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي.
خامساً: مذكرة تفاهم في مجال تشجيع الاستثمار المباشر. وتبادلها من الجانب السعودي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، ومن الجانب الصيني وزير التجارة وانغ ونتاو.
سادساً: خطة عمل لتفعيل بنود مذكرة التعاون في مجال الإسكان. وتبادلها من الجانب السعودي وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد بن عبد الله الحقيل، ومن الجانب الصيني وزير التجارة وانغ ونتاو.