
"وكالات" : قتل أربعة مستوطنين إسرائليين وأصيب أربعة آخرون، فيما استُشهد شابان فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، بعد عملية إطلاق نار نُفذت قرب مستوطنة "عيلي" الواقعة بين مدينتي نابلس ورام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.
والشهيدان هما مهند فالح شحادة وخالد مصطفى صباح من بلدة عوريف، وفق ما نقلت وسائل إعلام فلسطينية.
وأفاد بيان صادر عن "نجمة داوود الحمراء"، بأن طواقمها أعلنت عن 4 قتلى في مكان العملية، بالإضافة إلى وجود 4 جرحى، جراح أحدهم خطيرة، فيما وُصفت جراح اثنين آخرين بالمتوسطة وجراح واحد بالطفيفة.
ولفتت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال أصدر تعليمات إلى سكان المستوطنة، بإغلاق الأبواب والنوافذ وعدم الخروج من المنازل حتى إشعار آخر.
كما أفادت إذاعة جيش الاحتلال بأن العملية وقعت في مكانين قريبين بعدما وصل مسلحان إلى المكان بمركبة سوداء، مضيفة: "أطلقوا النار في محطة للوقود وقرب أحد المحال. تمت تصفية مسلح، وهرب مسلح آخر في مركبة مستوطن استولى عليها".
وقال طارق سلمي، المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي": "نبارك العملية الفدائية بالضفة ونعتبرها ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني".
أضاف: "العملية الفدائية البطولية تندرج في سياق ممارسة الحق المشروع في الدفاع عن النفس".
وباركت حركة حماس في بيان لها، عملية إطلاق النار في مستوطنة "عيلي" وسط الضفة.
وقالت الحركة في بيان لها، إنها "تزف الشهيد القسّامي خالد مصطفى صباح "24 عامًا"، الذي لحق برفيق دربه الشهيد القسّامي مهند فالح شحادة "26 عاما"، بعد أن نفذا عملية إطلاق نار بطولية جنوب نابلس عصر الثلاثاء".
ووفق بيان الحركة، فإن "العملية البطولية التي سطرها أبناء القسّام في ضفة العياش هي ثأر لدماء القادة الشهداء الذين طالتهم يد الغدر الصهيونية في غزة، ورداً على جرائمه بحق المسجد الأقصى المبارك وعدوانه على نابلس وجنين".
أضافت الحركة: "العملية رسالة واضحة لحكومة الاحتلال المجرمة، ردًّا طبيعيًّا على مجزرة جنين أمس، وعلى مخططات الاحتلال الخبيثة لتقسيم المسجد الأقصى المبارك واستكمال حلقات تهويده".
وأوضحت حماس أن "شحادة هو أحد أبطال العملية، الحافظ لكتاب الله والأسير المحرر، وهو من قرية عوريف جنوب نابلس".
وتابعت الحركة أنّ "من حق الشعب الدفاع عن نفسه بكل الوسائل الممكنة، وأن على حكومة الاحتلال أن تدرك أن استمرارها في إجرامها بحق الشعب الفلسطينيي ومقدساته، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك، سيجعل من هذه العملية مجرد بداية لسلسلة من أعمال المقاومة التي ستقض مضاجع دولتهم الهشة وتحيل ليل جنودهم ومستوطنيهم إلى كابوس".
وقال أمين سر حركة فتح في طوباس محمود صوافطة، إن قوات خاصة اسرائيلية كانت بمركبات مدنية تحمل لوحات تسجيل فلسطينية لاحقت مركبة عمومية قرب بلدة عقابا شمال طوباس، وأوقفت سائقها ثم اغتالت شابا كان بجانب السائق بعد إطلاق النار عليه، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع، ثم انسحبت تلك القوة، وجرى نقل الشهيد وهو خالد الصباح، وسائق المركبة الى المستشفى التركي بمدينة طوباس.
من جانبها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحفي، وصول شهيد إضافة إلى مصاب بحالة مستقرة برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب طوباس إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي.
وأوضحت الوزارة أن الشهيد تعرض لإصابة بالرصاص في الرقبة ورصاصتين في الصدر ورصاصتين بالكتف، فيما الإصابة الثانية كانت نتيجة السقوط، وحالتها مستقرة.
وأعلن الاحتلال أن قوة من "الشاباك" والقوات الخاصة "اليمام" طاردت منفذ العملية الذي فر من المكان، واغتالته في طوباس شمالي الضفة.
والشهيد هو خالد الصباح، وقد أصيب شاب آخر خلال عملية الاغتيال.
وقال الاحتلال إنه بعملية استخاربية، تم تحديد مكان المركبة التي فر بها الشهيد وهي من نوع "تويوتا كورولا"، وذلك قبل ملاحقته واغتياله.
وشددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها العسكرية على الحواجز والطرق بين رام الله ونابلس، إثر عملية إطلاق النار.
وقالت مصادر صحافية ومحلية، إن قوات الاحتلال أغلقت شارع نابلس- رام الله قرب مستوطنة "عيلي" التي وقعت على مدخلها العملية، وحاجز زعترة، ومحيط مستوطنة "أرئيل"، وطريق مستوطنة "بيت إيل"، وحاجز عورتا، علاوة على التشديد على حاجز حوارة العسكري.
وأطلق مستوطنون دعوات انتقامية، للاعتداء على الفلسطينيين في ساعات مساء أمس وخلال الليل.
وقال مئير بن شبات، رئيس معهد ميسغاف لشؤون الأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية ومستشار الأمن القومي الأسبق، تعقيباً على العملية: "الإرهاب في السامرة "الضفة الغربية المحتلة" يقرّب إسرائيل من اتخاذ قرارات ستحسم مصير السلطة الفلسطينية".