
"وكالات" : نددت دولة الكويت ودول عربية وإسلامية أخرى بشدة باقتحام مستوطنين، بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، للمسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، وسط دعوات لتدخل دولي عاجل. وحذرت وزارة الخارجية الكويتية من مغبة الاستمرار في هذه السياسات التصعيدية، والممارسات غير القانونية والانتهاكات المستمرة والمستفزة، لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، مجددة موقف دولة الكويت الراسخ، الداعي إلى سرعة تدخل المجتمع الدولي بأسره ومجلس الأمن، لتحمل مسؤولياتهما بوقف تلك التعديات السافرة، واحترام حرمة مقدسات المسلمين، والعمل على توفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني الشقيق.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قد اقتحم باحات المسجد الأقصى المبارك صباح أمس الخميس، على رأس مجموعة من المستوطنين تجاوز عددهم ألفي مستوطن.
وأفاد مراسلون بأن المستوطنين أقاموا طقوسا تلمودية عند حائط البراق، وجرى ذلك وسط حماية أمنية مشددة من قوات الاحتلال، حيث وقع الاقتحام بالتزامن مع إحياء ما تسميها إسرائيل ذكرى "خراب الهيكل".
كما شارك وزير تطوير الجليل والمنعة القومية الإسرائيلي يتسحاق فاسلروف في الاقتحام، واصفا الحرم الشريف بأنه "الهيكل الذي تمنى اليهود طوال ألف عام في المنفى الصعود إليه".
ومنعت قوات الاحتلال المصلين الفلسطينيين من الدخول إلى المسجد الأقصى بعدما كانت قد أخلته من المصلين والمعتكفين في ساعة مبكرة من صباح أمس.
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية قيام بن غفير باقتحام المسجد الأقصى، بمثابة غطاء رسمي للاقتحامات المتواصلة ولما يتعرض له المسجد من مخططات تهويدية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وحمّلت الخارجية الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن هذا الاقتحام الذي وصفته بـ"الاستفزازي".
من جانبه، قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم إن اقتحامات الأقصى الواسعة والمستمرة من المستوطنين ووزراء في حكومة العدو تصعيد خطير للحرب الدينية.
أضاف قاسم أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للعدو الصهيوني بتمرير مخططاته في المسجد الأقصى، حسب تعبيره.
بدورها أكدت وزارة شؤون القدس أن اقتحام بن غفير المسجد الأقصى للمرة الثالثة "استفزاز مقيت ومرفوض ومدان".
أضافت الوزارة أن الاقتحام "رسالة استهتار وتحد من حكومة الاحتلال للمجتمع الدولي".
كما أدان مجلس الأوقاف والهيئة الإسلامية العليا ودار الإفتاء اقتحام المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك ووصفوه بالاستفزازي.
وقالت الهيئات الإسلامية الفلسطينية في بيان مشترك إن اقتحامات المسجد الأقصى والأعمال الاستفزازية للمقتحمين خرق واضح للوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في المسجد.
وفي ردود الأفعال العربية والدولية، أدانت وزارة الخارجية الأردنية اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المسجد الأقصى، وحذرت من تبعاته الخطيرة.
كما استنكرت وزارة الخارجية السعودية اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ومستوطنين المسجد الأقصى.
وأدانت وزارة الخارجية القطرية بشدة اقتحام المسجد الأقصى، واعتبرته "انتهاكا سافرا للقانون الدولي والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة".
وأيضا، أدانت وزارة الخارجية التركية الاقتحام ووصفته بالاستفزازي، ودعت السلطات الإسرائيلية لمنع الاقتحامات التي قالت إنها تنتهك قدسية المسجد الأقصى.
وفي سياق مواز، أكدت الولايات المتحدة أمس معارضتها أي عمل يعرّض الوضع القائم في المسجد الأقصى للخطر.
وصدر التأكيد الأميركي في بيان لسفارة واشنطن بإسرائيل عقب اقتحام بن غفير المسجد الأقصى، بحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وقالت السفارة : "تقف الولايات المتحدة بحزم مع الحفاظ على الوضع التاريخي القائم، في ما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس"، وشددت على أن "أي عمل أو خطاب من جانب واحد يعرّض الوضع القائم للخطر غير مقبول".