القاهرة – كونا : أكد وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، أن القضية الفلسطينية تظل في واجهة القضايا التي تشهدها منطقتنا العربية، خاصة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على الشعب الفلسطيني الشقيق، واستمرار الاقتحامات اليومية للحرم القدسي الشريف.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير الصباح، خلال ترؤسه وفد دولة الكويت المشارك في أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، على المستوى الوزاري، في دورته الـ 160 والتي عقدت أمس الأربعاء، في مقر الأمانة العامة بالقاهرة.
وقال وزير الخارجية إن دولة الكويت قامت بتقديم مرافعة خطية لمحكمة العدل الدولية، من أجل اصدار المحكمة فتوى بشأن الاثار المترتبة على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمر بحق الشعب الفلسطيني، مشددا في الوقت نفسه على أن الكويت مستمرة على موقفها الثابت والمبدئي في دعم الحق الفلسطيني، المبني على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وصولا لإقامة دولته المستقلة، ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أضاف : يأتي اجتماعنا هذا بعد مضي أربعة أشهر على احتضان مدينة جدة للقمة العربية "32" برئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي يمكن اعتبارها انطلاقة جديدة لعملنا العربي المشترك، من خلال اخذ زمام المبادرة والسعي نحو الاتفاق على الرؤى المشتركة لأولويات العمل العربي المشترك، وذلك بما يصب في صالح المنطقة وينعكس على أمنها واستقرارها ورفاهية شعوبها ومواجهة التحديات الجسام والمخاطر المحيطة بعالمنا العربي وانعكاساتها إقليميا ودوليا.
وحول الاحداث الجارية في السودان، لفت إلى أن دولة الكويت تعرب عن بالغ قلقها جراء استمرار الاشتباكات المسلحة، وتدعو جميع الأطراف المعنية إلى الوقف الفوري للتصعيد، وتغليب صوت الحكمة والحوار لتجاوز الخلافات والعودة للمسار السياسي السلمي، بما يحفظ للسودان أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، مؤكدا في الوقت نفسه دعم الكويت لكل المبادرات الرامية لأنهاء الازمة، بما في ذلك الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، من خلال منبر جدة وكذلك جهود جمهورية مصر العربية الشقيقة في استضافتها لقمة دول جوار السودان، وغيرها من المبادرات الهادفة لإيجاد حل ينهي هذه الازمة، وتداعياتها السلبية على دول المنطقة وحماية المدنيين وتسهيل عبور المساعدات الإنسانية.
وحول الأوضاع في ليبيا أكد الوزير الصباح أن دولة الكويت تتابع باهتمام وعناية تطورات مسار الوصول إلى حلول توافقية، تسهم في الدفع بالعملية السياسية في ليبيا، وبما يحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق ويضع حدا لكل التدخلات الخارجية، بما تنطوي عليه من تهديد للأمن والاستقرار في ليبيا والإضرار بالأمن القومي العربي.
وبشأن الأوضاع في لبنان قال إن دولة الكويت تؤكد على أهمية التزام جميع الأطراف اللبنانية بالاستحقاقات الدستورية وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي بما يضمن سيادة لبنان وامنه واستقراره والمضي قدما بالإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي.
أضاف أن دولة الكويت تؤكد أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وضرورة بذل الحكومة السورية خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو التوصل لحل سياسي بملكية سورية خالصة بما يتوافق مع الاستحقاقات الدولية المنصوص عليها بقرار مجلس الأمن رقم 2254 كما تتطلع دولة الكويت باهتمام لجهود لجنة الاتصال العربية الوزارية المشكلة وفقا لقرار مجلس الجامعة رقم 8914 وجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة غير بديرسون للوصول لحل شامل للازمة وبما يحقق تطلعات شعبها الشقيق بالأمن والاستقرار والازدهار.
وأعرب وزير الخارجية عن استنكار دولة الكويت الشديد، لاستمرار بعض المتطرفين بحرق نسخ من المصحف الشريف، في خطوة استفزازية خطيرة لمشاعر المسلمين حول العالم، مؤكدة على موقفها المبدئي والثابت الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي وحكومات الدول المعنية، مسؤولية التحرك السريع والعمل على وقف هذه الإساءات، وعدم السماح باستغلال مبدأ حرية التعبير كذريعة للإساءة إلى كافة الأديان السماوية، منوها بعزم حكومة الدنمارك عرض قانون منع الإساءة للديان، وداعيا سائر حكومات الدول الصديقة لتبني مثل هذا القانون بما يعزز مبدأ التعايش السلمي واحترام الأديان.