
جددت الكويت أمس، التأكيد على موقفها المساند والداعم رسميا وشعبيا للشعب الفلسطيني، وبشكل خاص للصامدين الصابرين في قطاع غرة، مشددة على أنها
لن تتخلى عن هذه القضية العادلة، أو تترك الأشفاء في الأراضي المحتلة وحدهم.
جاء هذا التأكيد، خلال الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس الأمة أمس، ووافق خلالها على 13 توصية لوقف الانتهاكات الصهيونية في غزة، ودعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني.
وأكدت التوصيات على وحدة الصف الكويتي الرسمي والشعبي ووحدة الجهود في دعم هذه القضية المركزية العادلة.
ودعت إلى إنشاء صندوق إعادة إعمار غزة ودعم صمودها، ودعوة الحكومات وغرف التجارة ورجال الأعمال لدعم هذا الصندوق وتفعيل المقاطعة مع الكيان الصهيوني. كما دعت إلى تأسيس مدينة «الكويت الإنسانية « في قطاع غزة بمرافقها السكنية والتعليمية والصحية اللازمة لدعم صمود الأهالي ومنع تهجيرهم .
وطالبت التوصيات الحكومة الكويتية باتخاذ كافة الإجراءات الدبلوماسية للعمل على الوقف الفوري للعدوان الصهيوني، وحماية المدنيين ، ورفض التهجير وتكرار النكبة.
ونصت التوصيات أيضا على ملاحقة رئيس الكيان الصهيوني وقادة الكيان العسكريين والسياسيين كمجرمي حرب في المحافل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وبرلمانات العالم ، وتكليف الشعبة البرلمانية بقيادة جهود قانونية وسياسية وإعلامية بهذا الصدد .
كما دعت الحكومات والبرلمانات العربية والمسلمة ، للانسجام مع مواقف الشعوب الحرة في الكويت وحول العالم ، عبر اتخاذ قرارات فعلية وخطوات عملية في كسر الحصار ودعم النضال ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني الإجرامي المحتل، وتفعيل المقاطعة معه، وفتح المعابر جميعها وإيصال المساعدات، والإستقبال المصابين بقطاع غزة، خاصة من الأطفال والنساء في مستشفيات الكويت .
وأكدت على استمرار الحكومة في إغلاق الأجواء الكويتية وأراضيها أمام أي استخدام لها في أية عملية ضد أخواننا في فلسطين .
وأكدت التوصيات على وحدة الصف الكويتي الرسمي والشعبي، ووحدة الجهود في دعم هذه القضية المركزية العادلة.
وقد أجمع نواب مجلس الأمة على إدانة وشجب ممارسات العدوان الإسرائيلي المحتل على قطاع غزة منذ أسابيع، والذي ارتقى على إثره آلاف الشهداء والمصابين أغلبهم من الأطفال والنساء المدنيين.
وجدد النواب في مداخلات متفرقة خلال جلسة مجلس الأمة الخاصة لمناقشة انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة أمس، رفضهم لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني واستمرار دعم الأشقاء الفلسطينيين لنصرتهم على الاحتلال الغاصب.
من ناحيته أكد وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، ان المشهد السائد في قطاع غزة، يبعث على الكثير من الألم والغضب في قلوبنا جميعا.
وقال الشيخ سالم الصباح في كلمته خلال الجلسة الخاصة لمجلس الأمة، لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، إنه في الأيام القليلة الماضية انطلقت آلة الكيان الغاصب بالقتل والتنكيل على قطاع غزة الأبي، فقتلت الآلاف من الأبرياء العزل معظمهم من الأطفال والنساء، كما هجرت مئات الآلاف من الأسر ودمرت عشرات الألوف من المنازل، وأعطبت البنى التحتية الأساسية، فضلا عن التسبب في احتضار الأمل بالحاضر والمستقبل.
وأوضح أن الاحتلال الغاصب منذ عام 1948 يظن أن ترسيخ كيانه، يكون عن طريق إخلاء الأرض بتهجير أهلها ورميهم في سنين من الضياع والنسيان، ولفت إلى استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في غيها، بشن عشرات الحروب الكبيرة والصغيرة على الشعب الفلسطيني الشقيق، متناسية بذلك فشلها في إخضاع شموخه أو كسر إرادته، وفشلها أيضا في محو هذه القضية المحورية من وجدان شعوبنا العربية والإسلامية وشعوب العالم الحر المحبة للعدل والسلام.
وأكد الشيخ سالم الصباح سعي دولة الكويت منذ استقلالها، ومن خلال سياستها الخارجية المشهود لها، بألا يكون ذلك الفشل، بعيدا عن إدراك المجتمع الدولي وإرادته في تحقيق السلام الذي لن يكون إلا من طريق واحد، طريق التسوية الشاملة والعادلة..طريق الحرية لشعب فلسطين الحبيبة.
وقال إن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي يضرب بعرض الحائط القوانين والقرارات الدولية كافة، ويمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، «ما يجعلنا في حيرة من أمرنا جراء هذا الصمت المطبق والمريب للمجتمع الدولي، وعجزه غير المبرر عن القيام بدوره في إيقاف هذه الجرائم والانتهاكات»، فضلا عن ممارسة الكيان المحتل بصورة فاضحة لازدواجية المعايير، حيال تطبيق قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، «ناهيكم عن شلل مجلس الأمن وعدم تمكنه من الاضطلاع بدوره في حفظ الأمن والسلم الدوليين».
كما استعرض الجهود فيما يتعلق بالشق الإنساني «فقد صدرت أوامر سامية من صاحب السمو أمير البلاد، وبتوجيهات مباشرة من سمو ولي العهد، وبمتابعة من سمو الشيخ أحمد النواف رئيس مجلس الوزراء، بتسيير جسر جوي لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة بتاريخ 23 أكتوبر الماضي الذي تضمن مساعدات إغاثية ومواد وأجهزة طبية وسيارات للإسعاف الطبي، حيث وصل عدد الرحلات الإغاثية حتى اليوم إلى 10 رحلات، وبحمولة تفوق 350 ألف رطل من المساعدات الإنسانية المختلفة».
كما جدد موقف دولة الكويت التاريخي الرسمي والشعبي، والذي كان منذ البداية واضحا في رفض وإدانة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ودعم الحق الفلسطيني، فقد قدمت دولة الكويت كل أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي.
ولفت إلى أن الكويت كانت منطلقا لبداية النضال الفلسطيني وصوتا عاليا بالدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة في جميع المحافل العربية والإقليمية والدولية ومؤكدة أن حقوق الشعب الفلسطيني لن تسقط بالتقادم.
وقال وزير الخارجية إن موقف دولة الكويت ثابتة حيال القضية الفلسطينية والمتمثل في التأكيد على دعم الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتمسكها بخيار السلام العادل والشامل كخيار استراتيجي وفقا للمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وأكد أن دولة الكويت ستواصل إدانة الجرائم والممارسات الإسرائيلية في حق أبناء الشعب الفلسطيني والتي تعد انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة وسيادة القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وستواصل الثبات على موقفها التاريخي المبدئي الداعم للقضية والرافض للتطبيع.