
غزة – “وكالات” : ضربت إسرائيل عرض الحائط، بقرار مجلس الأمن الذي أصدره أمس الأول، ودعا فيه إلى عقد هدن إنسانية، تتيح الفرصة لإخلاء الجرحى، وإطلاق الرهائن، وواصلت حرب الإبادة التي تشنها ضد قطاع غزة، من دون ظهور أي بادرة أمل في وقف وشيك لإطلاق النار.
وأسقطت القوات الجوية للاحتلال منشورات على مناطق شرق خان يونس في جنوب القطاع، تطالب السكان بإخلائها “حفاظا على سلامتهم”، مما يشير إلى عمليات عسكرية وشيكة في المنطقة.
وقد أطلقت المقاومة الفلسطينية أمس صواريخ تجاه سديروت وبلدات غلاف غزة، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته “تكمل السيطرة العملياتية على مرسى غزة، الذي كانت تستخدمه حماس لأغراض إرهابية”. وأوضح أن ذلك جاء بعد أيام من “قتال مشترك لقوات من مختلف الأذرع”، مؤكداً “تطهير جميع المباني في منطقة المرسى”.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش سيطر على منطقة الميناء في غزة، وقام “بتطهير” كافة الأبنية في المنطقة.
وأشار الى أن قواته قامت بـ”تدمير حوالي عشر فتحات أنفاق، وتدمير أربعة مبانٍ تشكل بنية تحتية إرهابية”، متهما الحركة الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007 باستخدام الميناء “كمنشأة تدريب للقوات البحرية لأغراض إرهابية ولتوجيه وتنفيذ اعتداءات بحرية”.
وصار ثلثا سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى بسبب الحرب، واكتظت جميع الأماكن المتاحة في خان يونس ومدن أخرى جنوب القطاع بالفعل.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر توركأمس، إن تفشي الأمراض والجوع يبدو “حتميا” في غزة بعد الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع على القطاع المكتظ بالسكان.
واستخدمت إسرائيل أيضا إسقاط المنشورات في شمال غزة للضغط على المدنيين للتحرك، وهو ما قام به مئات الآلاف في نزوح جماعي يخشى الكثيرون من الفلسطينيين أن يصبح دائما.
ولليوم الثاني على التوالي ، استباحت القوات الإسرائيلية حرمة مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة وترويع مَن فيه، بعدما احتلّته أمس الأول الأربعاء، مدّعية أنّ حركة حماس تدير عملياتها منه، أو من تحت مبانيه. وكانت تلك القوات قد حاصرت المستشفى لأيام عدّة، على بعد أمتار منه، واستهدفته بغارات المقاتلات وقذائف الدبابات وكذلك برصاص القنّاصة.
وبعدما اجتاحت قوات الاحتلال مرافق مجمّع الشفاء الطبي كلّها، أمس الأول الأربعاء، مضت أمس في انتهاكها حرمته، في حين تمعن في ترويع الأطقم الصحية فيه وكذلك الإداريين والمرضى والجرحى والنازحين الذين لجأوا إليه بعدما هُجّروا من بيوتهم ولم يجدوا مأوى آخر لهم.
وقبل انقطاع الاتصال، قال مدير مجمّع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية في تصريحات إعلامية إنّ “المستشفى تحوّل إلى سجن كبير”، واصفاً ما يحصل بأنّه “جريمة” سوف يستشهد بها التاريخ.
وأكد أبو سلمية أنّ قوات الاحتلال ما زالت في حرم مجمّع الشفاء الطبي، فيما دباباتها تحاصر مبانيه وسط “استمرار عمليات القنص”، وبالتالي هم غير قادرين حتى على إخراج القمامة من المستشفى. أضاف أنّ الطائرات المسيّرة تحلّق على مدار الساعة فوق المستشفى وفي الأجواء المحيطة به.
وأوضح مدير مجمّع الشفاء الطبي أنّ “مقوّمات الحياة مفقودة في داخله” من دون مياه وغذاء وكهرباء، مشيراً كذلك إلى نفاد الأوكسيجين. وبيّن أنّ في المستشفى أكثر من 650 مريضاً و500 فرد من الأطقم الصحية وخمسة آلاف نازح، لكن “لم يعد في مقدورنا القيام بأيّ شيء”.
في سياق متصل أفاد مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ريك برينان، بأنّ الأمم المتحدة تبحث عن سبل لإخلاء مجمّع الشفاء الطبي في غزة، لكنّ الخيارات محدودة بسبب القيود الأمنية واللوجستية.
وأوضح برينان لوكالة رويترز أنّ واحدة من العقبات تتمثّل في أنّ جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تفتقر إلى الوقود الكافي لسيارات الإسعاف من أجل إجلاء المرضى. أضاف أنّ القاهرة منفتحة على عبور سيارات إسعاف مصرية إلى قطاع غزة للمساعدة في عمليات الإجلاء، في حال توفير ضمانات أمنية ومرور الآمن”.
بدوره حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، من أن تفشي الأمراض والجوع يبدو «حتمياً» في غزة بعد الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع على القطاع المكتظ بالسكان.
وقالتورك في إحاطة غير رسمية للدول في مكتب الأمم المتحدة في جنيف بعد زيارة للشرق الأوسط: «يبدو أن تفشي الأمراض المعدية والجوع على نطاق واسع أمر حتمي»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
ودعا تورك إلى تحقيق دولي في انتهاكات الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، محذّراً من وضع «متفجّر» في الضفة الغربية المحتلة. وتحدث تورك في إحاطة إلى الدول الأعضاء في المنظمة عن «مزاعم خطرة للغاية بشأن انتهاكات متعددة وعميقة للقانون الإنساني الدولي، أياً يكن مرتكبها، تتطلب تحقيقاً معمّقاً ومحاسبة شاملة»، مؤكداً وجود «حاجة إلى تحقيق دولي». وأعرب عن «قلق عميق بشأن تصاعد حدة العنف والتمييز الحاد بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بما يشمل القدس الشرقية».