
«وكالات» : شهدت غزة أمس الثلاثاء، يوماً جديداً من التصعيد والاقتتال، فيما توشك الحرب في القطاع على إتمام شهرها الثالث، بينما العنوان الأبرز هو المعاناة الإنسانية والأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت وطأة القصف الإسرائيلي، والنزوح ونقص الطعام والشراب والإمدادات الطبية. هذا ويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم سعيا إلى وقف جديد لإطلاق النار.
في سياق ذي صلة، أكد رئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية، إنّ أي ترتيبات في القضية الفلسطينية دون حركة حماس هي «هم وسراب»، في إشارة إلى جهود تقودها واشنطن وإسرائيل لتغير شكل الحكم في قطاع غزة، مضيفاً في كلمة له أمس، أنه «لن يكون هناك فوضى أو فراغ في القطاع، فالأجهزة الشرطية والأمنية تعمل حالياً، والمؤسسات الحكومية تقوم بجهدها بالإمكانات المتاحة في ظل الحرب والعدوان».
أضاف هنية، بشأن التحركات الرامية إلى وقف العدوان في غزة: «في ضوء المبادرات والعروض التي وصلت إلى قيادة الحركة عبر الإخوة في مصر وقطر، وبعد دراسة هذه الأفكار بإيجابية، فإن الحركة قدمت لقطر ومصر موقفها ورؤيتها الذي ترتكز فيه على الوقف الشامل للعدوان على شعبنا وإغاثته والاستجابة لمطالبه المحقة والعادلة».
و أشار إلى أنّ حركته «تلقت العديد من المبادرات حول الشأن الفلسطيني الداخلي، وأكدت تمسكها بوحدة الشعب والقضية، ونحن منفتحون على كافة المكونات الوطنية».
وأرسل رئيس المكتب السياسي في حركة حماس رسالة تحية إلى الشعب الفلسطيني في غزة، الذي يواجه «أهوالاً وجرائم يرتكبها العدو الإسرائيلي بمنتهى الهمجية والوحشية»، كما أكد أن «شعبنا الفلسطيني في الضفة رغم كل ما يتعرض له سيبقى عصياً شامخاً ملتحماً مع إخوانه في غزة».
وخلال حديثه عن إعلان جيش الاحتلال الدخول في المرحلة «الثالثة» من الحرب على غزة، قال هنية إنّ «الاحتلال يروج بأنه انتقل إلى المرحلة التالي من الحرب للقيام بعمليات عسكرية مركزة ولمنع المقاومة من النهوض»، مؤكداً أن كل مخططات الاحتلال «ستسقط على يد المقاومة كما سقطت سابقاتها، فأبطال المقاومة يصنعون اليوم تاريخاً وعهداً جديداً لفلسطين حرة عزيزة كريمة».
وفي رسالة طمأنة إلى الشعب الفلسطيني، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أنّ «المقاومة الفلسطينية والمقاومون وقيادتهم بخير، ولن يُطلق سراح أسرى العدو إلا بشروط المقاومة»، مضيفاً: «كل يوم يمر على العدوان إلا وتزداد مقاومتنا قوة».
وبعث هنية برسالة شكر إلى المقاومين داخل قطاع غزة، قائلاً: «لقد جعلتم دبابات الاحتلال وناقلاته توابيت متفحمة، واستطعتم أن تقهروه على أعتاب أحياء غزة، وأصبحتم أمام العالم أساطير يتغنى بها وهم يشاهدون بطولاتكم الفذة، بل إن قادة دول ومسؤولين في جيوش يعيدون مشاهدة صور إبداعاتكم مذهولين وأنتم تواجهون الجيش الذي كان لا يقهر، وتحيون المعاني العظيمة في هذه الأمة».
وبشأن الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية التي تتهم فيها إسرائيل بعمليات إبادة جماعية، كما تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة، وجّه هنية تحية لكل المواقف الداعمة، تحديداً الخطوات التي اتخذتها دولة جنوب أفريقيا. وأضاف: «نقدر الأهمية السياسية والقانونية لهذه الدعوى، والتي ترسخ أن القضية الفلسطينية وغزة هي قضية إنسانية سياسية عادلة»، مشددا على أن «لا أمن ولا استقرار ولا مستقبل في المنطقة إلا بحصول شعبنا على حريته وحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وإنجاز حق العودة».
من جهة أخرى وفي آخر التطورات، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس، إن عدد الشهداء بالقطاع منذ السابع من أكتوبر ارتفع إلى 22 ألفا و185 قتيلا، بينما بلغ عدد الإصابات حوالي 57 ألفا.
أضافت الوزارة في بيان مقتضب على «تليغرام» أن 207 أشخاص قتلوا، وأصيب 338 آخرون جراء القصف الإسرائيلي على القطاع في آخر 24 ساعة.
ونقلت صحيفة «هاآرتس» عن الجيش الإسرائيلي القول، إن 31 جنديا أصيبوا في العمليات بالأراضي الفلسطينية في الأربع والعشرين ساعة الماضية، بينهم 5 في حالة حرجة.
وبالتزامن، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي «سيبقى في غزة فترة من الزمن إذا اقتضت الحاجة».
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني أمس إن «عدداً» من الأشخاص سقطوا بين شهيد ومصاب في تجدد القصف الإسرائيلي على مقر الجمعية في خان يونس.
وأفاد إعلام فلسطيني، صباح أمس، أن طائرات إسرائيلية شنت حزاما ناريا شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة، من دون ذكر أي تفاصيل عن ضحايا. وقال إن غارات وُصفت بالعنيفة تستهدف المدينة التي حولت إسرائيل إليها جُل عمليتها البرية منذ انتهاء هدن متتالية استمرت لأسبوع واحد في نوفمبر الماضي.
أضاف أن المدفعية الإسرائيلية قصفت أيضا مخيم المغازي وسط قطاع غزة، مشيراً أيضا إلى اشتباكات وصفها بالعنيفة بين مسلحين فلسطينيين وعناصر الجيش الإسرائيلي في منطقتي التفاح والدرج شمال شرقي مدينة غزة.
يأتي ذلك فيما قال تلفزيون فلسطين أمس، إن زوارق حربية إسرائيلية تطلق قذائفها بكثافة باتجاه المحافظة الوسطى في قطاع غزة. ولم يذكر التلفزيون مزيداً من التفاصيل عن القصف الذي يأتي في مطلع اليوم 88 من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وبدأ قطاع غزة العام الجديد تحت القصف، وأعلنت إسرائيل أن الحرب مع حركة حماس ستستمر «طيلة» العام 2024.
وشهدت ليلة رأس سنة عمليات قصف متواصلة على القطاع المحاصر وهجمات صاروخية على تل أبيب.
ودعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير أمس الأول الاثنين، إلى عودة المستوطنين اليهود إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وإلى «تشجيع» السكان الفلسطينيين على الهجرة، غداة دعوة مماثلة صدرت عن وزير المال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش.