
دعا «مؤتمر التعليم وتمكين الشباب في التنمية المستدامة»، الذي تقيمه الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا بالكويت، وبدأ فعالياته أمس، إلى ضرورة تعاون الجامعات والمؤسسات التعليمية العربية، من أجل تطوير التعليم والنهوض به، وتحديث مناهجه ومقرراته، لتواكب التقدم العلمي الكبير، الذي يشهده العالم في العصر الحديث، محذرا من أن الدول التي تتخلف عن ركب التطور العلمي والتقني، مهددة بمخاطر كبيرة.
واستهل حفل افتتاح المؤتمر بكلمة للأستاذ الدكتور بركات الهديبان، رئيس مجلس أمناء الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا، رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر وضيوفه، من داخل الكويت وخارجها، موضحا أن هذا المؤتمر الذي تتشرف الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا في الكويت بتنظيمه، يتناول موضوعا حيويا ومصيريا ، وهو التعليم وتمكين الشباب في التنمية المستدامة، ويمثل ملتقى فكريا وعلميا يجمع خبراء ومتخصصين، وشبابا طموحا، لمناقشة محاور حيوية تتعلق بالتعليم ودوره في التنمية والتطوير، وتمكين الشباب لاستلام القيادة في عملية التنمية، وبحث أفق التنمية المستدامة وسبل تحقيقها .
وشدد د. الهديبان على أن التعليم يشكل الركيزة الأساسية في بناء مجتمعات قادرة على التطور والنمو، لافتا في الوقت نفسه إلى أن التعليم ليس مجرد نقل للمعرفة، بل هو إعداد لجيل قادر على التفكير النقدي، والابتكار، والمساهمة الفعالة في مسيرة التنمية. وهو الأساس الذي يبني عليه الشباب وقدراتهم ويصقلون مهاراتهم لمواجهة تحديات العصر .
أضاف أن التعليم هو أساس التنمية المستدامة ، فهو الذي يوفر للأفراد المهارات والمعارف اللازمة، للمشاركة في المجتمع وبناء مستقبل أفضل . حيث يمكن أن يؤد ي التعليم إلى تحسين مستو ى المعيشة، وزيادة الإنتاجية، وتعزيز المساواة الاجتماعية، وحماية البيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية في بيئة مستدامة.
وقال رئيس مجلس أمناء الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا: إذا كان التعليم هو أساس التنمية المستدامة، فإن تمكين الشباب هو ضرورة لمستقبل
أفضل، حيث يمثل الشباب أكثر من نصف سكان العالم، وهم الذين سيقودو ن العالم نحو التنمية والتطوير . لذلك فمن الضروري تمكين الشباب من توظيف إمكاناته الكاملة، والمشاركة في التنمية المستدامة، عبر تزويدهم بالأدوات والمهارات اللازمة، لتولي دورهم الريادي في التنمية، وفتح المجالات أمامهم للإبداع والمشاركة الفاعلة في صنع القرار، وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم .
وأكد د. الهديبان أن التنمية المستدامة، تمثل الهدف الأسمى الذي نسعى جميعا لتحقيقه، وتعني تلبية احتياجات الحاضر، دون التضحية بقدرة الأجيال القادمة
على تلبية احتياجاتهم، وهو ما يتطلب التوازن بين النمو الاقتصادي، والعدالة الاجتماعية، وحماية البيئة .
وقال: لقد حرصنا على أن يعكس المؤتمر هذه المحاور الثلاث، من خلال استضافة خبراء في التعليم من الوطن العربي، وخبرات دول العالم في تمكين الشباب.
واختتم د. بركات الهديبان كلمته بالقول: أود أن أشدد على أهمية هذا المؤتمر، كفرصة لتبادل الأفكار والرؤى والخبرات، التي تعود بالنفع على مجتمعاتنا، وتدعم مسيرتها نحو التنمية المستدامة.
من ناحيته دعا الأستاذ الدكتور محمد ربيع ناصر، رئيس الاتحاد العربي للتعليم الخاص، ورئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا في مصر، إلى ضرورة توحيد المناهج العلمية في الجامعات العربية، باستثناء ما يتصل منها بمناهج تاريخ كل دولة على حدة، منتقدا ظاهرة عدم اعتراف بعض الدول بالشهادات والدرجات العلمية، الصادرة من دول أخرى.
وأكد د. ربيع في كلمته أن التعليم هو قاطرة التنمية، وأساس النهضة العلمية في أي دولة من دول العالم، مشددا على ان التعليم لن ينهض إلا بالاتفاق على معايير موحدة له عربيا.
بدوره أشاد رئيس جامعة المنصورة في مصر الأستاذ الدكتور شريف خاطر، بالمؤتمر وغاياته، موضحا أنه يأتي تماشيا مع الأهداف التي حددتها الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وقال د. خاطر: إن مصر كانت من أوائل الدول التي استخدمت مفهوم التنمية المستدامة، من خلال «رؤية مصر 2030»، والتي اشتملت على جوانب كثيرة تتعلق بتمكين الشباب، ورعايتهم من جميع النواحي.
ولفت إلى أن الجامعات هي حاضنة الأفكار التي تسهم في خدمة مجالات التنمية المستدامة، كالطاقة المتجددة والزراعة وإدارة الموارد المائية والتكنولوجيا النفطية.
وفي كلمته شدد الدكتور زياد المطوع مدير عام «سيمنز الكويت»، على أهمية التنمية المستدامة، خصوصا أننا نعيش زمنا يشهد نضوبا غير مسبوق في الموارد، تزامنا مع ارتفاعات قياسية في معدلات التلوث البيئي، مما يخلف أضرارا خطيرة على صحة الن وحياتهم، وكذلك على مقدراتهم الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يتطلب ضرورة تدخل كل الجهات المعنية لوقف هذا التدهور.
وأشار د. المطوع إلى أهمية مشاركة القطاع الخاص، في تكريس التنمية المستدامة، من خلال إسهام الشركات والمؤسسات في تقليل استهلاك الطاقة، وتوظيف التحول الرقمي في خدمة أهداف المحافظة على البيئة.