
القاهرة – «وكالات» : أنهت مصر وتركيا قطيعة 11 عاما بينهما، حيث زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصر أمس، للمرة الأولى منذ تولي الرئيس السيسي الحكم.
وكانت آخر زيارة لرئيس تركي إلى مصر هي تلك التي أجراها الرئيس السابق عبدالله جول في فبراير عام 2013، فيما كانت آخر زيارة لأردوغان إلى القاهرة خلال فترة ولايته رئيساً للوزراء في نوفمبر 2012.
واستقبل الرئيس السيسي وقرينته الرئيس أردوغان وقرينته، لدى وصولهما مطار القاهرة الدولي.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن السلطات الإسرائيلية تمارس تضييقا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة الذي يشهد حربا إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر الفائت.
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن «إيصال المساعدات الإغاثية إلى غزة على رأس أولوياتنا»، مؤكدا أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يواصل مجازره والآن يسعى لإيصالها إلى رفح، وفقا لما نقلته وكالة أنباء «رويترز».
وبين أردوغان أن المأساة الإنسانية في غزة تصدرت جدول أعمال محادثاته مع السيسي، مبديا استعداده للتعاون مع مصر في إعادة إعمار غزة.
وكان الرئيسان قد عقدا مباحثات موسعة، من أجل دفع الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتباحث بشأن العديد من الملفات والتحديات الإقليمية، ولا سيما وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع.
وعقب توقيع البلدين عددا من الاتفاقيات، لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، أعلن الرئيس السيسي أن القاهرة سترفع مستوى التعاون الاقتصادي المشترك مع تركيا إلى 15 مليار دولار، خلال السنوات القادمة.
كما أكد أردوغان أن الإرادة موجودة لدى الدولتين، لتحسين علاقاتهما والوصول بها إلى آفاق أوسع وأرحب.
تأتي الزيارة بعد سبعة أشهر من استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة العلاقات على مستوى السفراء بين القاهرة وأنقرة، في يوليو من العام الماضي.
وحدد أردوغان موعد زيارته للقاهرة عدة مرات، وحالت الانتخابات الرئاسية في تركيا دون إتمامها، وجاءت الحرب الإسرائيلية على غزة لتؤجلها طوال الفترة الماضية.
ولاقت الزيارة ترحيباً واسعاً على مستوى رجال الأعمال في مصر، الذين يعتبرونها خطوة مهمة للتهدئة السياسية تساعد البلدين على الخروج من أزماتهما الاقتصادية، مع حاجة كل منهما إلى الآخر لزيادة التبادل التجاري باستخدام العملة المحلية في تسوية المعاملات بين البلدين.
وتأتي زيارة الرئيس أردوغان تتويجاً لجهود دبلوماسية بُذلت لتصحيح مسار العلاقات بين البلدين، بدأت بحوار بين الأجهزة الاستخبارية، ووصلت إلى القنوات الدبلوماسية، وعبر جولات استكشافية للوصول إلى تسوية لمشكلات عديدة قائمة بين البلدين، في مقدمتها الخلافات على ثروات شرق المتوسط من الغاز، والملف الليبي، وتعيين الحدود البحرية بين البلدين.