
«وكالات» : بلغ الإجرام الصهيوني في قطاع غزة مداه، وطال حتى منتظري المساعدات الغذائية، وقتل أكثر من مئة، وأصاب نحو ألف آخرين.
ففي اليوم الـ146 للعدوان الإسرائيلي على غزة، أفادت وزارة الصحة بارتكاب الاحتلال مجزرة مروعة في شارع الرشيد، فيما أعلن مكتب الإعلام الحكومي استشهاد أكثر من 70 فلسطينيا وإصابة مئات آخرين جنوب غرب مدينة غزة.
وأفاد مراسلون بوصول 50 شهيدا ونحو 200 جريح إلى مجمع الشفاء، إثر قصف إسرائيلي استهدف مواطنين ينتظرون مساعدات شمالي القطاع، بالتزامن مع مواصلة الاحتلال تصعيد اقتحاماته لمناطق عدة بالضفة، من بينها جنين ومخيمها ورام الله ونابلس.
من جهته أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أمس الخميس، أن فريقاً ميدانياً تابعاً له وثَّق إطلاق الدبابات الإسرائيلية النيران «بشكل مباشر» تجاه «آلاف المدنيين الجياع» جنوب غربي مدينة غزة.
ووصف المرصد ما حدث بأنه «مجزرة دامية» وقعت فجراً، عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار والقذائف باتجاه آلاف المدنيين الذين كانوا ينتظرون منذ ساعات وصول شاحنات المساعدات قرب دوَّار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي غزة.
وتابع: «عملية إطلاق القذائف والنار استهدفت المدنيين الفلسطينيين، بمجرد وصول الشاحنات التي تقل المساعدات»، مضيفاً أن العشرات سقطوا بعد صعودهم على الشاحنات لمحاولة أخذ كيس طحين، وأن العشرات استُهدفوا وهم يحملون كيس طحين أو كرتونة معلبات «لإطعام أفراد أسرتهم الذين أنهكهم الجوع».
وأفادت قناة الأقصى أمس بارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي إلى أكثر من 100 شهيد، ونحو 1000 مصاب.
وذكر المرصد الأورومتوسطي أن مئات المصابين والقتلى وصلوا إلى مستشفى الشفاء الذي يعمل بطاقة جزئية، مشيراً إلى عدم وجود طواقم طبية كافية مما اضطر بعض المواطنين إلى التعامل مع الجرحى ومحاولة تقديم الإسعافات الأولية «وسط حالة كارثية ومؤلمة».
من جهة أخرى وبعد الضربات الإسرائيلية، التي استهدفت مجموعة من المدنيين الفلسطينيين في جنوب غربي مدينة غزة، أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية فجر أمس الخميس، لوحت حركة حماس بوقف المفاوضات
وأكدت في بيان أن «المحادثات التي تجريها قيادة الحركة ليست عملية مفتوحة على حساب دماء الشعب» وفق قولها.
كما حملت الجانب الإسرائيلي تبعات أي فشل يلحق بالمفاوضات الجارية منذ أيام عبر الوسطاء القطريين والمصريين.
إلى ذلك، وصفت حماس الحادثة بأنها «مجزرة مروعة»، وقالت إن «المواطنين ذهبوا للحصول على الغذاء بعد تجويعهم وتجويع أكثر من 700 ألف إنسان منذ 146 يوما».
بدورها دانت وزارة الخارجية الفلسطينية «المجزرة البشعة»، معتبرة أنها «جزء لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد الشعب».
في المقابل، نفت إسرائيل علمها بحصول أي قصف في المنطقة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش ليس على علم بقصف منطقة دوار النابلسي غربي مدينة غزة، علماً أن مسعفين فلسطينيين كانوا أكدوا أن العشرات قتلوا في هجوم إسرائيلي بينما كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات. وأضاف قائلا «لا توجد معلومات عن قصف إسرائيلي في المنطقة».
ثم أعلن الجيش بوقت لاحق أن الإصابات في دوار النابلسي أتت جراء «تزاحم وتدافع» الناس لدى وصول شاحنات الإغاثة.
وقال في بيان «في وقت مبكر من صباح اليوم – أمس الخميس - وعند دخول شاحنات مساعدات إنسانية إلى شمال غزة، أحاط السكان بالشاحنات ونهبوا الإمدادات التي كان يجري تسليمها، فأصيب العشرات نتيجة التزاحم والتدافع».
أتى ذلك، بعدما أكد مسؤول طبي في غزة أن 50 شخصا على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية أثناء تجمعهم للحصول على مساعدات إنسانية في شمال القطاع الفلسطيني المحاصر. وأفاد مدير الطوارئ في مستشفى الشفاء أمجد عليوة في بيان عن سقوط «50 على الأقل وأكثر من 120 مصابا بينهم نساء وأطفال جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار في ساعة مبكرة الخميس، في اتجاه آلاف المواطنين الذين تجمعوا عند وصول شاحنات الإغاثة إلى دوار النابلسي».
كذلك، أكد مصدر إسرائيلي أن الجيش أطلق النار على الحشود التي تقاطرت للحصول على المساعدات، وفق ما نقلت رويترز.
بينما أوضح شاهد عيان، أن الحادث وقع عند دوار النابلسي حين «اندفع» العديد من الفلسطينيين سعيا للحصول على المساعدات الشحيحة التي تصل إلى منطقتهم منذ بدء الحرب.
أضاف لوكالة فرانس برس «اقتربت الشاحنات المليئة بالمساعدات من بعض دبابات الجيش الإسرائيلي، التي كانت في المنطقة فاندفعت الحشود نحوها». وتابع الشاهد الذي طلب عدم ذكر اسمه «أن الجنود أطلقوا النار على الناس عندما اقتربوا من الدبابات».
أتت تلك المأساة وسط تحذيرات الأمم المتحدة من أن الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة مهددون بخطر المجاعة خاصة في شمالي القطاع.
كما جاءت مع تراجع دخول شاحنات الإغاثة خلال الأسابيع الماضية إلى الشمال. إذ أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» مؤخراً أنها أدخلت ما يزيد بقليل عن 2300 شاحنة مساعدات إلى القطاع في فبراير، ما يمثل انخفاضا بنحو 50 في المئة مقارنة بيناير المنصرم.