
«وكالات» : بعد مرور ستة أشهر على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بانسحاب الفرقة 98 في جيش الاحتلال من خان يونس، بعد أشهر من المعارك الضارية مع المقاومة الفلسطينية.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الفرقة الوحيدة التي بقيت في قطاع غزة هي الفرقة 162، إضافة إلى لواء «ناحال»، على الطريق الذي يقسم القطاع إلى قسمين، وتمنع إسرائيل من خلاله أيضاً عودة سكان غزة من الجنوب إلى الشمال.
وأعاد الجيش الإسرائيلي تنظيم صفوفه من جديد من خلال نشر قواته حول القطاع، بعد إنشائه منطقة أمنية عازلة جديدة في الأشهر الأخيرة، أو ما يُسمى بالشريط الأمني، على حساب أراضي القطاع التي احتلها.
من جهتها، أفادت القناة الإسرائيلية «12» عبر موقعها الإلكتروني بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي استكمل العملية العسكرية في خانيونس في هذه المرحلة من المناورة البرية، كما استكمل الجنود خروجهم من هناك، فيما بقيت قوات من أربعة ألوية مختلفة عند ممر «نيتسانيم» في شمال القطاع في منطقة بيت حانون، مضيفةً أن جيش الاحتلال سيعتمد في المرحلة المقبلة على القيام بعمليات مداهمة لمناطق مختلفة داخل القطاع، بناء على معلومات استخبارية.
أضافت القناة أن عمليات المداهمة ستحصل بناءً على معلومات استخبارية جُمعت طوال الفترة الماضية ويتواصل جمعها في هذه الفترة أيضاً، وكذلك من حواسيب ضُبطت في القطاع «تقود الجيش إلى أماكن لم يصل إليها من قبل». ويحرص الاحتلال على الإبقاء على تقسيم غزة كوسيلة ضغط على حركة حماس للتوصل إلى صفقة، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين. وتابعت القناة العبرية أن جيش الاحتلال يستعد لعملية عسكرية في رفح، وأن الخروج من خانيونس قد يندرج في إطار إنعاش القوات قبل العملية هناك.
وتواصلت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ184 على التوالي «أمس الأحد»، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، واستمرار النقص في المساعدات وشحّ المواد الغذائية والطبية.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على القطاع عشرات الآلاف من الشهداء، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودماراً هائلاً في البنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وعلى صعيد المفاوضات، توجّه وفد قيادي من حركة حماس، أمس الأحد، إلى العاصمة المصرية القاهرة، استجابة لدعوة الحكومة المصرية لاستئناف مفاوضات الهدنة، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
من جهة أخرى نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي بعض المعطيات الميدانية، بمناسبة مرور ستة أشهر على الحرب في قطاع غزّة والمعارك مع حزب الله في لبنان.
وسجّلت المعطيات مقتل أربعة جنود أمس الأول السبت في القطاع، قبل إغلاق جداولها، ليرتفع عدد القتلى المعترف به رسمياً إلى 604 جنود منذ بداية الحرب، منهم 256 جندياً قُتلوا في الاجتياح البري، كما قُتل 41 جندياً في حوادث عملياتية.
وزعم جيش الاحتلال أنّه قتل أكثر من 12 ألف مقاوم فلسطيني، وأكثر من 300 مقاوم في لبنان. وأصيب منذ بداية الحرب 3193 جندياً ومجنّدة، من بينهم 1552 منذ بداية العمليات البرّية في غزّة و630 أصيبوا في حوادث عملياتية. وحتى الرابع من إبريل/نيسان الجاري، يرقد 26 جندياً على الأقل في المستشفيات في حالة الخطر، ويرجّح أنّ العدد ارتفع خلال الأيام الثلاثة الماضية.
أما معطيات هيئة الصحة النفسية التابعة للجيش الإسرائيلي فعرّفت حوالي 10500 جندي على أنهم ضحايا الضغط النفسي، فيما عاد نحو 82 في المئة منهم إلى القتال. وتعرّض حوالي 1900 جندي لحدث ينطوي على احتمالات التسبب في صدمة، وظهرت عليهم أعراض نتيجة لذلك، وخضعوا للعلاج، فيما عاد نحو 85 في المئة منهم إلى القتال. ويزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل أكثر من 12 ألف مقاوم في قطاع غزّة، ونحو 330 في لبنان، بينهم عدد من القيادات العسكرية للمقاومة. في المقابل، لم يتطرق جيش الاحتلال للمجازر التي ارتكبها بحق الأطفال والمدنيين، في قطاع غزّة، فضلاً عن عمليات التهجير وتدمير المستشفيات والمنازل التي سوّى معظمها بالأرض.
وبيّنت معطيات جيش الاحتلال أن طائرات سلاح الجو حلّقت حوالي 185 ألف ساعة، فهاجمت أكثر من 32 ألف هدف في قطاع غزّة، ونحو 1400 هدف على الجبهة الشمالية مع لبنان. ودمّر الجيش ما يقرب من 4250 بنية تحتية وصفها بأنّها «إرهابية». وبحسب معطيات جيش الاحتلال، أطلقت نحو 12.200 قذيفة صاروخية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، منها نحو 9100 صاروخ أطلقت من قطاع غزّة، ونحو 3100 من الأراضي اللبنانية، ونحو 35 من الأراضي السورية.
وجنّد جيش الاحتلال نحو 300 ألف جندي احتياط منذ بداية الحرب، نحو 83 في المئة منهم رجال مقابل 17 في المئة نساء. وبالتزامن مع الحرب على غزّة ولبنان، نفّذ جيش الاحتلال مداهمات وعمليات عسكرية في أرجاء الضفة الغربية المحتلة، وباشر أكثر من 6 آلاف عملية قتل خلالها نحو 420 فلسطينياً بزعم أنّهم «مخرّبون»، كما اعتقل نحو 3700 فلسطيني وهدم 19 منزلاً على الأقل.
ومنذ 7 أكتوب 2023، يشنّ الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة براً وبحراً وجواً، ما أدى إلى استشهاد 33137 فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 75815 آخرين، في حصيلة غير نهائية، كما تسببت في دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.