
"كونا": أكد ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو الشيخ أحمد العبد الله رئيس مجلس الوزراء، أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والسلام والاستقرار، ولن تشعر شعوبها بالعدالة دون حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على كامل حقوقه المشروعة، وخضوع القوة القائمة بالاحتلال لإرادة المجتمع الدولي.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت، التي ألقاها ممثل سمو الأمير أمس، أمام القمة العربية الثالثة والثلاثين، في العاصمة البحرينية المنامة، وأدان من خلالها بشدة، "العدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر على قطاع غزة، وما يخلفه من قتل ودمار، راح ضحيته آلاف الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء".
وقال ممثل صاحب السمو الأمير أيضا: يأتي اجتماعنا اليوم في ظروف مأساوية، ومشاهد مروعة تدمي القلوب وتشخص لها الأبصار، نتيجة لاستمرار آلة القتل والتدمير المتعمد وحرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أبناء شعبنا الفلسطيني الشقيق، في غزة وباقي المدن الفلسطينية، والذي يمثل تجاوزا سافرا غير مسبوق على كل المواثيق والقوانين الدولية والقيم الإنسانية.
أضاف: ولا شك أن العدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر على قطاع غزة، وما يخلفه من قتل ودمار، راح ضحيته آلاف الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء، يؤكد ما نشير إليه دائما بأن هذه المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام والاستقرار، ولن تشعر شعوبها بالعدالة دون حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على كامل حقوقه المشروعة، وخضوع القوة القائمة بالاحتلال لإرادة المجتمع الدولي.
وشدد سموه على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي ومجلس الأمن بمسؤوليته، واتخاذ قرار يفرض على قوات الاحتلال الوقف الفوري للعمليات العسكرية في قطاع غزة، وإدانة الهجوم الهمجي الذي شرعت به قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح وما سينتج عنه من تبعات على المدنيين في ظل انعدام الملاذات الآمنة، وتوفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني الشقيق، وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية، ومنع تداعيات اتساع رقعة الحرب في المنطقة، مؤكدين الدور الرئيسي المهم الذي تضطلع به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، ومعربين عن رفض دولة الكويت القاطع لدعوات التهجير القسري لأهالي قطاع غزة وتحميل دول الجوار التبعات الإنسانية، والتي تشكل انتهاكا لمبادئ القانون الإنساني الدولي.
وقال إن دولة الكويت تدعو مجلس الأمن لتبني قرار بمنح دولة فلسطين الشقيقة العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وترحب في هذا الصدد بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بتاريخ 9 مايو 2024 بهذا الشأن، كما تؤكد مجددا موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية والتزامها بكل ما يحقق ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وعدالة قضيته، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها "القدس الشرقية"، وهو شرط أساسي لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
أضاف: تواجه منطقتنا العربية تحديات جساما ومخاطر محدقة وتطورات متسارعة وحالة من عدم الاستقرار، تستوجب منا جميعا المزيد من التنسيق والتعاون لمواجهتها، وبناء تصورات واضحة تحقق الأهداف المنشودة لمنظومتنا العربية لتطويرها بالشكل الذي يلبي طموحات شعوبنا في تعزيز متطلبات الأمن والاستقرار.
وشدد سموه على "موقفنا الثابت في دعمنا لمبدأ حرية الملاحة في المياه الدولية، وفقا لقواعد القانون الدولي واتفاقية قانون البحار، وضمان أمن وسلامة الملاحة البحرية، وتأمين خطوط إمدادات الطاقة"، مؤكدا كذلك "إدانتنا ورفضنا التام لجميع أشكال التدخلات الخارجية التي تنتهك سيادة أي من الدول العربية الشقيقة، مشددين على مبادئ الحوار والحلول السلمية واحترام سيادة الدول واحترام العهود والمواثيق".
وكان سموه قد استهل كلمته بقوله: في البداية يطيب لي ممثلا عن صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد، أمير دولة الكويت، أن أنقل لكم جميعا تحيات سموه، وتمنياته لكم بالتوفيق والسداد، في كل ما فيه خير أمتنا العربية وخدمة قضاياها العادلة.
وتوجه ممثل صاحب السمو بالتهنئة إلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ملك مملكة البحرين الشقيقة، على رئاسته لأعمال قمتنا هذه، موقنين بأن خبرة جلالته وحكمته ستكللان أعمالنا بالنجاح والتوفيق، شاكرين مملكة البحرين الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، والإعداد المميز لهذا اللقاء الهام.
كما تقدم بالشكر الجزيل إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وإلى سمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، على ما بذلاه من جهود حثيثة، خلال رئاسة بلدهم الشقيق لأعمال القمة العربية في دورتها الماضية.
أضاف ممثل الأمير: ولا يفوتنا الإشادة بجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وجهاز الأمانة العامة، على الإعداد المميز للقائنا ومتابعته.