طهران – عواصم - «وكالات»: لم تكد تمضي ساعات قليلة، على إعلان مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقية إثر سقوط مروحيتهم، ظُهر أمس الأول «الأحد»، حتى شرعت السلطات الرسمية في طهران، باتخاذ خطوات عملية لترتيب انتقال السلطة بسلاسة، على مستويي رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، فيما ستجرى اليوم «الثلاثاء»، مراسم تشييع جثامين الرئيس ومرافقيه في مدینة تبريز، عاصمة محافظة أذربیجان الشرقية بشمال غربي إيران، وذلك بعد إعلان خامنئي الحداد العام لمدة خمسة أيام.
وفيما أمرت السلطات الإيرانية بفتح تحقيق في أسباب حادثة تحطم طائرة رئيس البلاد إبراهيم رئيسي، أكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية ألا وجود على أي تدخل أجنبي أدى إلى سقوط المروحية، في إشارة ربما إلى تشويش عليها أو استهدافها.
وقال المسؤول الرفيع الذي رفض الكشف عن هويته: لا يوجد أي تدخل أجنبي على الإطلاق»، حسب ما نقلت شبكة «إن بي سي» الأميركية.
إلا أنه أكد في الوقت عينه أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تراقب الوضع عن كثب، والتقارير التي تفيد بأن بعض المسؤولين الإيرانيين حاولوا إلقاء اللوم على الولايات المتحدة أو إسرائيل، في إشارة إلى التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، على التلفزيون الرسمي.
كما أردف قائلا: «إنه أمر مثير للسخرية».
أما عن تأثير وفاة رئيسي وعبد اللهيان على العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، فأوضح أن واشنطن لا تتوقع أي تغيير، قائلا: «لا نتوقع أي تغيير كبير هنا».
من جهة أخرى بينت النتائج الأولية التي أظهرت المروحية شبه محترقة، أنها اصطدمت بقمة جبل، وسط غياب الرؤية بسبب سوء الأحوال الجوية أمس، فوق منطقة وعرة على الحدود الإيرانية مع أذربيجان، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
كذلك، رجح بعض المحللين، أن تكون المروحية اصطدمت بأحد الجبال في منطقة تبريز، وسط الضباب الكثيف وسوء الأحوال الجوية، لاسيما بعدما أظهرت الصور الأولية للطائرة احتراقها بشكل شبه كامل، فيما أعلن قائد فيلق عاشوراء أن «بعض الجثث احترقت ولا يمكن التعرف على هويتها».
وكان رئيس الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند، قد أعلن أنه لا توجد علامات على وجود أحياء من ركاب الطائرة الهليكوبتر، التي تحطمت في منطقة وعرة قرب الحدود مع أذربيجان أمس.
وكانت المروحية التي تقل إلى جانب رئيسي «63 عاما» الذي تولى سابقا قيادة السلطة القضائية في البلاد، ووزير الخارجية، محافظ أذربيجان الشرقية، مالك رحمتي، وإمام جمعة تبريز محمد علي الهاشم، و7 مرافقين آخرين، هبطت وسط غابات أرسباران في محيط قرية «أوزي»، بمحافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران، وسط ضباب كثيف صعّب إمكانية وصول فرق الإنقاذ إليها حتى الساعة.
يذكر أن رئيسي كان في أذربيجان في وقت مبكر أمس الأول الأحد مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، لافتتاح سد هو الثالث الذي بنته الدولتان على نهر أراس.
في غضون ذلك، كلّف المرشد علي خامنئي أمس، النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر بتولي مهام الرئاسة. وقال: «التزاماً بالمادة الـ131 من الدستور، يتولى مخبر رئاسة السلطة التنفيذية»، لافتاً الى أنه يتوجب عليه، بحسب القوانين النافذة، العمل مع رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية، لإجراء انتخابات رئاسية جديدة «في مهلة أقصاها 50 يوماً».
كما عيّن مجلس الوزراء الإيراني أمس، نائب وزير الخارجية علي باقري كني وكيلا لأعمال وزارة الخارجية، حسبما ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «إرنا»، وذلك بعد وفاة حسين أمير عبد اللهيان في حادث تحطم المروحية.
ونقلت وكالة «إرنا» عن مدير عام الشؤون السياسية والانتخابات والتقسيمات الوطنية بالمحافظة حسن حقیقیان، القول إن جثامين رئيسي ومرافقيه توجد في منطقة ورزقان ويجري نقلها حالياً إلى تبريز، مشيراً إلى أنه عرض الجثامين على الطب الشرعي.
وذكر التلفزيون الإيراني، أن رؤساء السلطات الثلاث في البلاد عقدوا اجتماعاً استثنائياً كان فيه مخبر ممثلاً للسلطة التنفيذية: وقال مخبر: «سنسير على درب الرئيس رئيسي في إنجاز المهمة الموكلة دون خلل». والسلطات الثلاث التي أشار لها التلفزيون هي «التشريعية» و«القضائية» و«التنفيذية».
وقال المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الخارجية، إن مسار السياسة الخارجية للبلاد سيستمر «بكل قوة بتوجيهات» من خامنئي.